مدونات

كوني له أمَةً يكن لك عبداً

ضرورة تعلم كيفية التعامل مع الخلافات الزوجية- جيتي
للأسف الشديد صار طلب الطلاق أمرا سهلا قريبا من الشباب ولو كان في السنة الأولى للزواج، مع أقل المشكلات صار خيار الطلاق الأقرب والأيسر، وهو دليل واضح على عدم الوعي الكافي بطبيعة الزواج ومهارات التعامل مع الأزمات وغيره من أمور زوجية.

ومن هنا جاءت أهمية دورات تأهيل الشباب على الزواج تساعدهم على خوض تجربة الزواج بمهارات ومعارف تجعلهم يتفهمون طبيعته، ويتعلمون جيدا أن الاختلافات الزوجية ما هي إلا طبيعة الحياة وليست نهايتها.

فوائد حضور دورات تأهيل المقبلين على الزواج:

النظرة الصحيحة للحياة الزوجية: ففعل الدراما ومواقع التواصل سبّب خللا كبيرا في نظر المقبلين على الزواج، صورة زائفة غير واقعية، حياة كلها رومانسية، فارس أحلام يركب خيلا أبيض يأتي ليأخذ زوجته بثوبها الأبيض؛ لا مشكلات ولا أزمات، حياة كلها حب ورومانسية، فتكون الصدمة بعد الزواج، وهنا تأتي مثل هذه الدورات لرسم الصورة للحياة الزوجية.

أهمية دورات تأهيل الشباب على الزواج تساعدهم على خوض تجربة الزواج بمهارات ومعارف تجعلهم يتفهمون طبيعته، ويتعلمون جيدا أن الاختلافات الزوجية ما هي إلا طبيعة الحياة وليست نهايتها

حياة زوجية صحية: حضور هذا النوع من الدورات يعلمك الطريقة المثلى للتعبير عن أفكارك ومشاعرك وكيفية الاستماع لشريك حياتك.

فهم أفضل لطبيعة الحياة الزوجية: من الفوائد الهامة لحضور مثل هذه الدورات يجعلك في فهم أفضل للمتطلبات والتحديات التي قد تواجهنا في حياتنا الزوجية.

تعزيز مهارات حل المشكلات: وهذا أمر هام جدا، وهو تنمية مهارة التعامل مع الأزمات والخلافات الأسرية وأنها كملح الطعام وجوده طبيعي وأما زيادته فقاتلة.

الاستعداد للمسؤوليات الزوجية: وبناء على الفهم الأدق للحياة الزوجية الذي نتعلمه من مثل هذه الدورات نتعلم كيف نستعد لحياتنا الزوجية بشكل مناسب.

الأمهات يقدمن دورات تأهيلية

وفي القديم لعبت الأمهات دورا كبيرا في تثقيف بناتهن المقبلات على الزواج، وهذه نصائح تاريخية من أمهات لبناتهن اللواتي كن مقبلات على الزواج وتشجع بناتهن على أن يكن قويات ومستقلات.

وهذه وصية "أُمامة بنت الحارث" لابنتها قبل زواجها، تبين لها كيف تسعد بحياتها الزوجية: "كوني له أمة يكن لك عبدا، الخضوع له بالقناعة وحسن السمع والطاعة، لا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشمّ منك إلا أطيب ريح، التفقد لوقت منامه وطعامه وحفظ ماله ورعاية عياله، لا تعصين له أمراً ولا تُفشي له سراً، وإياك والفرح بين يديه إن كان مغتمّاً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً".

أحسب أن أمهات زماننا لو كانت مثل "أمامة بنت الحارث" التي أوصت ابنتها قبل زواجها بهذه الوصية الغالية ما رأينا نسب الطلاق المتزايدة في بلادنا العربية.

وهذه كليوباترا وهي تعظ ابنتها كليوبترا الثانية: "يا ابنتي، ابحثي عن رجل يحترمك ويقدرك، واختاري شريك حياة يدعمك في تحقيق أهدافك وطموحاتك. ولا تترددي في أن تتحدثي بصراحة وصدق معه، فالتواصل الجيد هو أساس نجاح أي علاقة."

توريث يتسبب في نكبات البيوت

وسمعت كثيرا كلمات يورثهن بها خراب البيوت: "البيت اللي رباك وإنتي صغيرة يربيك وأنت كبيرة"، إنها تورث التمرد والخراب ظانة أنها ترفع من شأن ابنتها، وثانية تنصحها بإرهاقه المالي حتى لا ينظر إلى غيرها، وثالثة تنصحها بهجران زوجها في الفراش إذا طلبت من زوجها أمرا ولم ينفذ طلبها، وغير ذلك من كلمات تورث الهدم ولا تبني.