مدونات

يـا آدمــي

جيتي
داخل جدران شفافة وقفت أمام الحضور تتحدث عن الحب وإيمانها به، فقاطع حديثها قائلا: لقد أجدتِ التعبير عن الحب بكتاباتك وحديثك، هذا ولكنك لم تجيدي التعبير عنه بحياتك الخاصة.

إنني أحببتك بشدة وتمنيتُ أن تحبيني، ولكن ما وجدتُ منك سوى جفاء قلب ومشاعر باردة تناقض إيمانك بكينونة الحب، أرجوكِ أطلقي العنان لقلبك، وإن كان لغيري فأنا أريد أن أراكِ سعيدةً.

قبل أن ينتهي من لفظ آخر حروف كلماته خلع خاتم زفافهما ووضعه أمامها على الطاولة وخرج مسرعا تاركا إياها تبتسم ابتسامة لا تشبه باقي الابتسامات، نادته لتحدثه عن أهم ما في الحب من علامات، اسمع يا رجل هز بقلبي كل مقاييس الاحتمالات، أرجوك لا تنظر لي حين أحدثك بأبلغ كلماتي، فأنا عندما أنظر إليك تتبعثر جميع أوراقي، وأتلعثم، ولا أستطيع أن أعبر عما يدور بداخلي من حوارات.

كل أيامي كانت آلاما وآهات، منذ صغري لم أعتد يوماً عن وصف أحاسيسي، ولما كبرتُ وكبرت معي غصاتي وأوجاعي عبرّتُ عنها فوق سطوري بكلماتٍ.. تحولت آهاتي وآلامي لنوبات من الصداع وحب للعزلة وقرصات معدة تؤرق ضحكاتي.

أشبّه حياتي بالغريق الذي يصارع الغرق والأمواج بكل ما أوتي من جهد ليحظى ببضعة أنفاس، عندما رأيتك ومنذ الوهلة الأولى شعرتُ بجميع نبضاتي، هزتني نبضة ليست ككل النبضات تنفست بشهقة، وشعرت بهواء مختلف يداعب ملكات إحساسي، لكن شيئا ما خارجا عن إرادتي يمسك بقدميّ محاولاً سحبي لأسفل الأعماق، فتشبثت بقوة بيدك التي امتدت لتجعلني فوق سطح لا أفقه ما به من تقلبات.

أحببتك، لكن خوفي من تركك يديّ كان أقوى مشاعري، وها هو الآن جاء هذا اليوم الذي تركت به يدك يدي معتقدا أنك تهديني سبل السعادة، لا يا رجلا قلب موازين حياتي، فإن سعادتي لا تكمن بقراءتك ما فوق سطوري من كلمات، ولكنها تكمن بإحساسك لما بين سطور كلماتي وما بين رموش أهدابي، فأنا لا أريد أن تحبني، لكن أريد منك أن تقرأني لتشعر بكل حرف لم يُكتب. "يا آدمي".. أن تحبها شيء وأن تستشعرها شيء آخر.