مقابلات

الفنان عبد العزيز مخيون لـ"عربي21": نحتاج إلى تخليد بطولات المقاومة بأعمال فنية

أرشيفية
وصف الفنان المصري، عبد العزيز مخيون، ما يجري في قطاع غزة المحاصر بالأراضي الفلسطينية بـ"المذابح التي تفوق احتمال البشر"، بعد نحو 50 يوما من العدوان الإسرائيلي على السكان المدنيين في أعقاب عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وانتقد مخيون في حوار خاص لـ"عربي21"، وهو ممثل سينمائي ومخرج مسرحي، موقف الأنظمة العربية من الحرب على غزة والتي تعطي شعورا بالخذلان والإحساس بالخزي، داعيا إلى تقديم كافة أوجه الدعم إلى الأشقاء في القطاع، والسماح للناس بالتعبير عن غضبهم.

 مخيون من مواليد عام 1946 وتخرج في معهد الفنون المسرحية، درس الموسيقى والتمثيل، قبل أن يلتحق بفرقة التلفزيون المسرحية، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية من بينها مسرحية بعنوان "واقدساه"، طوال خمسة عقود.

 وهو يساري التوجه، وكان عضوا في حزب التجمع "اليساري"، ثم نشط بالحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) إبان حكم الرئيس الأسبق، حسني مبارك، وكان أبرز داعمي ثورة 25 يناير 2011 من بين الفنانين المصريين والتي أطاحت بمبارك في نهاية المطاف.

 وتجاوز عدد الشهداء في قطاع غزة، وفقا لإحصاءات المرصد الأورومتوسطي الـ20 ألفا بينهم أكثر من 8 آلاف طفل، وأشار المرصد الحقوقي إلى أن مثل هذا العدد مع الجرحى يعادل 2.6% من السكان في قطاع غزة، أي ما يعادل 11 مليون مواطن عربي.

كيف تصف ما يجري في قطاع غزة ؟

"الكيان الصهيوني" ارتكب مذابح تفوق احتمال أي إنسان لديه ضمير، ويجب تقديمهم للعدالة.

ما هو تقييمك لمواقف الدول العربية من الحرب على قطاع غزة؟

 سكوت الأنظمة العربية وعجزها يعطي شعورا للمواطن العربي بالخذلان والإحساس بالخزي والعار بينما نرى في عواصم ومدن أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية الشعوب تنتفض للدم العربي ويخرجون في مسيرات ضخمة، بينما نحن ممنوعون من التعبير عن رأينا.

إلى أي مدى غيرت الحرب في غزة من سردية (رواية) الاحتلال؟

بالأمس قريب، كانت هناك مظاهرة أو مسيرة في كوبا بأمريكا اللاتينية يقودها رئيس الجمهورية بنفسه، رغم أن هذه الدماء التي سالت في قطاع غزة قريبة جدا منا، ومع ذلك نحن لا نستطيع التعبير عن رأينا بشكل يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية.

كيف ترى الموقف الغربي من الحرب في قطاع غزة؟

متواطئ ومشارك في الجريمة، لكن رغم كل هذا الحصار والتواطؤ من الدول التي تدعي الدفاع عن الإنسان وحقوقه، رغم هذا التحالف المجرم إلا أن المقاومة تسجل أروع آيات البطولة والفداء ولسوف يحققون النصر المبين بإذن الله.

ما هو موقفك من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؟

أنا، ولست وحدي، من الرافضين للتطبيع من زمان ومعروف عنا منذ أيام اللجنة القومية في حزب التجمع المصري رفضنا لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

 كيف ترى دور الفن عموما في التوعية بمثل هذه القضايا وتخليد النضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي؟

 الفن يمكن أن يلعب دورا كبيرا في كل ما ذكرت، ولكن على أن يكون هناك فنانين وكتاب مؤمنين بالقضية واعيين بأبعاد الصراع الذي تواجهه الأمة، ويعرفون خطر العدو الصهيوني و مشروعاته وخططه ويعبروا عن هذا في أعمالهم الفنية، الفن هنا يؤدي دوره المنتظر منه.

كيف ترى واقع الكتابة عن القضايا النضالية ضد العدو رغم أنه يمتد لعقود؟

قد يكون هناك كُتاب، ولكني لم أر أي عمل حتى الآن على المستوى المنشود، ولا أريد المصادرة على أحد، ولكننا الآن في فترة مجدبة وقحط منذ رحيل الكاتب وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة هناك كاتب كبير موجود لا أحد يأخذ منه أعمال مثل محمد جلال عبد القوي وآخرين من الكتاب، أتحدث هنا عن الدراما، ولكن أتمنى أن يظهر كاتب يستطيع التعبير عن أوضاعنا الحالية.

غابت الأعمال الفنية التي تتناول مثل هذه القضايا.. لماذا؟

توقفت لأنه لا يوجد تشجيع أو حماس خاصة من الجهات المسؤولة عن الإنتاج.

ألم يعد لدى الفنانين  الحماس المعتاد تجاه القضية كما كان في أعمال حقبة التسعينيات وما قبلها وشارك فيها فنانون كبار؟

الفنانين بخير، ولعلك رأيت الوقفة الاحتجاجية في نقابة المهن التمثيلية، الناس متحمسة وساخطة على الأوضاع ويريدون تقديم أي شيء للقضية وهذا نموذج للفنانين المصريين غير راضين عن كل هذه الانتهاكات ولو أحسنا توظيفهم يمكن تقديم عمل رائع.

كيف ترى موقف الفنانين بصفة عامة من الأحداث الجارية؟

موقف الفنانين إيجابي ولا تنسى أن هناك رقابة وهناك أمور تعيق حركة الفنانين.

وماذا عن موقف النقابة من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والعدوان على غزة؟

نقابة المهن التمثيلية ترفض التطبيع، وموقفها موجود ومشهود له وكان موقف إيجابي ونثمن هذا الموقف، وكنا من أولى النقابات التي وقفت دقيقة حدادا على روح شهداء فلسطين في الوقفة التضامنية التي دعت لها نقابة المهن التمثيلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني وغزة.

ما الذي يمكن أن يقدمه الفنانون المصريون والعرب تجاه القضية الفلسطينية؟

أن يركزوا في أعمالهم الفنية على التضحيات والبطولات التي لا تعرفها الناس، أن ينظموا مسيرة بها قوافل إغاثية، يجب المشاركة بكل الوسائل المتاحة، بداية من الأعمال الفنية وحتى تقديم المساعدات والمشاركة في القوافل الإغاثية، وهناك بعض الفنانين ذهبوا إلى رفح.

هل تعتقد أنه آن الأوان لإعادة النظر في تقديم أعمال تعالج الصراع العربي-الإسرائيلي؟

بالطبع، وأرحب جدا جدا بالمشاركة، لدي مشروعات أعمال عن القضية فنيا، ولكن للأسف لم تر النور بسبب عدم وجود جهة إنتاج مثل مشروع فيلم عن الشهيد عبد القادر الحسيني هذا العمل عرضته على كثيرين وتحدثت عنه لمدة 15 عاما ولم أجد تمويلا له.

هل العمل مرفوض من الجهات المسؤولة عن الإنتاج، وما فحواه؟

هو ليس مرفوضا إنما لا يوجد تحمس لإنتاجه.

أتناول من خلاله زوايا القضية الفلسطينية في بدايتها قبل النكبة عام 1948 بعدة أيام، ودور الشهيد عبد القادر الحسيني لأنه كان قائدا مهم وهو رجل التالي بعد عزالدين القسام في سجل الشهادة والبطولة والشرف الوطني.

كيف يجب تغيير المعالجة في الأعمال الدرامية في ظل المتغيرات الحالية؟

هناك أعمال وتضحيات حدثت هذه الأيام على أرض غزة والضفة الغربية وتحتاج إلى قلم كاتب بارع كي يتم تسجيلها وترى النور في أعمال فنية.