سياسة دولية

أوكرانيا تستعيد مدينة قرب كييف.. وزيلينسكي غاضب من الناتو

الرئيس الأوكراني وصف قمة الناتو بالضعيفة- جيتي

أعلنت القوات الأوكرانية، ليل الجمعة، استعادة السيطرة على مدينة "غوستومير" شمال العاصمة الأوكرانية.

 

وكان الجيش الروسي قد سيطر سابقا عليها تمهيدا لمحاصرة العاصمة كييف، إلا أن الأوكرانيين أعلنوا لاحقا استعادة المدينة، ووقف تقدم الجنود الروس.

 

وفي مدينة ماريوبول الأوكرانية، قال عمدتها فاديم بويشينكو؛ إنه يتعين إنشاء ممر آمن لإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة الواقعة جنوب شرق البلاد.


وفي تصريح لقناة محلية، الجمعة، أوضح بويشينكو أن المدينة المحاصرة من الجيش الروسي تتعرض لقصف عنيف منذ 5 أيام وتحتاج إلى مساعدات إنسانية.

 

اقرأ أيضا: روسيا تحجب فيسبوك وتويتر.. و"السبع" تتوعد بعقوبات صارمة

وأشار بويشينكو إلى أن السكان بلا ماء وكهرباء منذ 5 أيام، وأن طعامهم وأدويتهم تنفد.


ودعا إلى مساعدة 400 ألف شخص محاصرين في المدينة الساحلية وإقامة ممر أمن لإجلائهم.


وأضاف: "نحن بحاجة إلى دعم عسكري ووقف إطلاق النار وإقامة ممر لإجلاء المدنيين".

 

يتعرّض ميناء ماريوبول الاستراتيجي في شرق أوكرانيا السبت لـ"حصار" يفرضه الجيش الروسي ولهجمات "عنيفة"، وفق ما أعلن عمدة المدينة.

 

ومن شأن السيطرة على ماريوبول أن تشكل نقطة تحول مهمة في اطار الغزو الروسي لأوكرانيا لأن ذلك سيتيح إقامة صلة بين القوات الروسية الآتية من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، والقوات الانفصالية والروسية في دونباس.

قوات حفظ سلام

 

وطالب رئيس وزراء أوكرانيا، الجمعة، الاتحاد الأوروبي ووكالة الطاقة الذرية بإرسال قوات حفظ سلام إلى محطة زاباروجيا.

 

وسبق أن أعلنت السلطات الأوكرانية أن فرق الإطفاء أخمدت صباح الجمعة حريقا في مبنى بمحطة "زابوريجيا" النووية (الأكبر في أوروبا)، اندلع ليلا نتيجة قصف روسي استهدفها.

وأثار القصف مخاوف من حدوث كارثة أشد من "تشيرنوبل"، في حال حدوث انفجار في محطة "زابوريجيا" التي تعد أكبر محطة نووية في أوروبا.

 

اقرأ أيضا: حريق بمحطة نووية بأوكرانيا وتحذير من كارثة أشد من تشيرنوبل

 

وسبق أن أفادت تقارير إعلامية، بأن مجلس الأمن لا يجري بالوقت الحالي مناقشات حول إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا.

 

دعم أمريكي

 

وعلى صعيد الدعم العسكري لأوكرانيا، أفادت صحيفة "نيويرك تايمز" الأمريكية، بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، رافق عملية نقل الأسلحة إلى أوكرانيا خلال رحلة لم يعلن عنها.

 

ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله؛ إن "نقل الأسلحة إلى أوكرانيا بدأ بطائرتين أو 3 في اليوم، ثم توسع ليشمل نحو 14 طائرة".

 

اجتماع لمجلس الأمن

 

ويجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل طارئ مجددا الاثنين، الساعة (20,00 بتوقيت غرينتش) للبحث في الأزمة الإنسانية التي تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا، بناء على طلب الولايات المتحدة وألبانيا، حسبما قالت مصادر دبلوماسية الجمعة. 


وتَلي هذه الجلسة العامة الاثنين، مشاورات مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن الـ15 بناء على طلب المكسيك وفرنسا لمناقشة مشروع قرار محتمل، حسبما قال دبلوماسي لوكالة فرانس برس، طالبا عدم كشف اسمه.


وتم اقتراح هذه المشاورات من جانب المكسيك وفرنسا اللتين تقفان وراء مشروع قرار يدعو إلى إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا، وتدفق المساعدات الإنسانية بدون عوائق، وإلى توفير حماية للمدنيين.


لكن دبلوماسيا آخر طلب أيضا عدم كشف اسمه قال لفرانس برس؛ إن مشروع القرار هذا واجه عقبات، خصوصا من جانب الولايات المتحدة التي حذرت من أنها لن تدعم مشروعا كهذا، ما لم ينص صراحة على أن روسيا هي من تسببت في الأزمة الإنسانية.

 

اقرأ أيضا: قلق بعد استهداف روسيا لمحطة نووية.. ودعوة لاغتيال بوتين

وقالت مصادر دبلوماسية عدة؛ إن فرنسا قررت في ضوء الانتقادات الأمريكية وكذلك الأوروبية، ألّا تدفع باتجاه إجراء تصويت على النص بالسرعة نفسها التي كانت تطالب بها سابقا.


وأي مشروع قرار ينتقد موسكو بالاسم محكوم بالفشل، لأن روسيا تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.

البنتاغون: قناة اتصال مع الجيش الروسي

 

وأعلن البنتاغون الجمعة، أن الجنود الأمريكيين والروس أقاموا قناة اتصال جديدة بينهما يُفترض استخدامها في حالة الطوارئ، وذلك في مواجهة تصاعد النزاع في أوكرانيا.


وأوضح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، أن هذا الخط الذي أنشئ "قبل أيام قليلة" يربط مباشرة القيادة الأمريكية في أوروبا بوزارة الدفاع الروسية. 


وقال: "نحن نعلم أن (هذا الخط) يعمل"، مؤكدا: "عندما اختبرناه، أجابوا".


لكن المتحدث باسم البنتاغون رفض الإفصاح عما إذا كانت هذه القناة استُخدمت عندما تعرض الموقع النووي الأوكراني في زابوروجيا ليل الخميس، لضربات نُسبت إلى روسيا. 


وتابع: "إذا كان هناك وضع نحتاج فيه إلى التواصل مع وزارة الدفاع بشأن حالة عاجلة، أفترض أننا سنستخدمه"، آملا في أن يفعل الجيش الروسي الشيء ذاته. 


وأنشئت قناة اتصال مماثلة بين البلدين خلال الحرب في سوريا، حيث وفرت موسكو دعما عسكريا لقوات الرئيس بشار الأسد. 


كذلك، كان هناك "هاتف أحمر" إبان الحرب الباردة أنشئ في 1963 بعد أزمة الصواريخ في كوبا، وأتاح اتصالا مباشرا بين البيت الأبيض والكرملين. 

 

زيلينسكي غاضب من الناتو

 

وأكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، السبت، أن حلف الناتو يرفض عمدا فرض "حظر طيران فوق أوكرانيا".


وقال زيلينسكي: "وافق الناتو عمدا على قرار عدم إغلاق الأجواء فوق أوكرانيا. نعتقد أن دول الناتو نفسها اخترعت رواية، مفادها أن إغلاق الأجواء فوق أوكرانيا سيؤدي إلى عدوان روسي مباشر ضد الناتو".


وأضاف: "نعتقد أن قمة الناتو اليوم - قمة ضعيفة، قمة مشوشة، قمة تظهر أنه ليس الجميع يعتبر النضال من أجل حرية أوروبا هو الهدف الأول".

 

وسبق أن رفض الناتو وكذلك أمريكا إغلاق المجال الجوي فوق أوكرانيا، باعتبارها خطوة قد تؤدي إلى حرب مباشرة مع روسيا.

 

وعقد حلف الناتو الجمعة، اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع في أوكرانيا، على خلفية استمرار العملية العسكرية الروسية، التي انطلقت في 24 شباط/ فبراير الماضي.

بلينكن: لا نريد تغيير النظام بروسيا

 

في سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن حلف الناتو يبقي على باب الحوار  مفتوحا مع روسيا، لكنه سيواصل تقديم الدعم لأوكرانيا.

 

وقال بلينكن لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "لا نسعى لتغيير النظام في روسيا، وعلى الشعب الروسي أن يختار قيادته".

 

وأضاف: "حادثات وفدي أوكرانيا وروسيا لا تسفر عن شيء، وسندعم أي خيار يريده الأوكرانيون".

 

وأشار إلى أنه "نعمل يوميا مع الحكومة الأوكرانية لمساعدتها في أن تكون أكثر فاعلية في مواجهة الهجوم الروسي".

 

وقال كذلك بلينكن خلال مؤتمر صحفي في بروكسل يوم الجمعة: "سنبقي باب الدبلوماسية والحوار مفتوحا مع روسيا"، مضيفا أن الحلف لا يسعى للمجابهة العسكرية مع موسكو، لكنه ملتزم "بحماية كل شبر من أراضيه".

وأكد بلينكن أن الناتو سيواصل تقديم الدعم لأوكرانيا خلال الأسابيع القادمة، بما في ذلك المساعدات الإنسانية.