سياسة دولية

تقرير يستعرض "أخطر مروجي نظريات المؤامرة" بشأن كورونا

خامنئي من أوائل وأقوى قادة العالم الذين اقترحوا أن الفيروس التاجي يمكن أن يكون سلاحا بيولوجيا ابتكرته الولايات المتحدة- جيتي

نشرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكي تقريرا، يستعرض "أخطر مروجي نظريات المؤامرة" بشأن فيروس كورونا المستجد حول العالم، ومن بينهم الزعيم الإيراني، علي خامنئي.

 

وتضم القائمة شخصيات ومؤسسات، وحسابا على مواقع التواصل الاجتماعي، تم حصرها بالتعاون مع مختبر أبحاث الأدلة الجنائية الرقمية التابع للمجلس الأطلسي، في تحقيق استمر تسعة أشهر؛ لتحديد الأشخاص والمنظمات.

 

علي خامنئي


خامنئي هو المرشد الأعلى الحالي لإيران، وله القول الفصل في جميع شؤون الدولة، بما في ذلك الاقتصاد والجيش والصحة.


وكان خامنئي من بين أوائل وأقوى قادة العالم الذين اقترحوا أن الفيروس التاجي يمكن أن يكون سلاحا بيولوجيا ابتكرته الولايات المتحدة.


وخلال خطابه السنوي في 22 آذار/ مارس لملايين الإيرانيين بمناسبة رأس السنة الفارسية الجديدة، تساءل خامنئي عن سبب تقديم الولايات المتحدة المساعدة للبلدان مثل إيران إذا كانوا هم أنفسهم يعانون ويتهمون بصنع الفيروس.


ومضى خامنئي في رفض المساعدة الأمريكية، قائلا: "من المحتمل أن يكون الدواء (الأمريكي) وسيلة لنشر الفيروس بشكل أكبر". 


وفي الشهر الماضي، رفض خامنئي قبول لقاحات فيروس كورونا المصنعة في بريطانيا والولايات المتحدة، واصفا إياها بأنها "ممنوعة". 

 

ولم ترد البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلبات متعددة للتعليق.

 

ولا يوجد دليل على أن الولايات المتحدة هي التي خلقت الفيروس، أو استخدمته كسلاح لمهاجمة إيران، كما أن خامنئي لم يقدم دليلا على كلامه.

 

فرانسيس بويل


يقول المحامي الأمريكي، فرانسيس بويل، إن الفيروس التاجي هو سلاح بيولوجي معدل وراثيا، سرب من مختبر للفيروسات في ووهان.


ويؤكد بويل أن الفيروس المستجد معدل وراثيا بعد إدخال بروتينات من فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).


وبويل هو أستاذ القانون في جامعة هارفارد، صاغ قانون 1989 الذي يحظر الأسلحة البيولوجية، لكنه غير حاصل على أي درجة علمية في علم الفيروسات أو الأمراض الوبائية.


ومن أشهر النظريات التي ساهم في ترويجها، الزعم بأن مؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل جيتس "متورط" في انتشار فيروس "زيكا".


وروج بويل لمزاعمه في رسالة بريد إلكتروني إلى قائمة من المؤسسات الإخبارية وجهات الاتصال الشخصية في 24 كانون الثاني/ يناير 2020.


وفي اليوم ذاته، تمت مقابلته في بث صوتي بعنوان "الجغرافيا السياسية والإمبراطورية"، حيث استشهد بهذا البودكاست من قبل موقع إلكتروني هندي غير معروف، يدعى "GreatGameIndia".


والتقطت تعليقات بويل في التلفزيون الحكومي الإيراني، ووسائل الإعلام الحكومية الروسية، والمواقع الهامشية في الولايات المتحدة وحول العالم. 

 

وقال بويل لوكالة أسوشيتيد برس: "بدا لي أنه من الواضح أن هذا خرج من ووهان بي إس إل 4"، رافضا التفسير المقبول بأن الفيروس ظهر من سوق ووهان باعتباره "غير معقول تماما".


وخلص فريق من منظمة الصحة العالمية إلى أنه من غير المحتمل للغاية أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر ووهان، وقال خبراء آخرون إن الفيروس لا يظهر أي علامات على التلاعب الجيني.

 

اضافة اعلان كورونا

مركز أبحاث العولمة


تبنى مركز أبحاث العولمة التي يتخذ من "مونتريال" الكندية مقرا له، نظرية المؤامرة في نشأة فيروس كورونا، كما هو الحال مع قضايا أخرى أيضا مثل أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.


وعلق المركز بأن الفيروس ربما يكون نشأ في الولايات المتحدة قبل وصوله إلى الصين، ما لفت انتباه المسؤولين في بكين.


في 12 آذار/ مارس، أعاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليغيان تغريدة لمقال نشره المركز بعنوان: "فيروس كورونا الصيني: تحديث مروع. هل نشأ الفيروس في الولايات المتحدة؟".


وكتب على تويتر: "هذا المقال مهم جدا لكل واحد منا. الرجاء قراءة وإعادة تغريدها. دليل إضافي على أن الفيروس نشأ في الولايات المتحدة".


كما غرد: "قد يكون الجيش الأمريكي هو الذي جلب الوباء إلى ووهان. تحلوا بالشفافية! انشروا بياناتكم! الولايات المتحدة مطالبة بشرح".


ويقود المركز "ميشيل شوسودوفسكي"، وهو أستاذ فخري للاقتصاد في جامعة أوتاوا، الذي جادل بأن الجيش الأمريكي يمكنه التحكم في الطقس.


وفي شباط/ فبراير الماضي، نشر المركز مقابلة مع إيغور نيكولين، أشار فيها إلى أن الفيروس التاجي كان سلاحا بيولوجيا أمريكيا تم إنشاؤه لاستهداف الشعب الصيني.


وموقع المركز على الإنترنت، "أصبح متورطا بعمق في نظام المعلومات المضللة والدعاية الأوسع في روسيا" من خلال الترويج لمناهضة الولايات المتحدة، وفقا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2020 والذي وجد أن 7 من كتاب الموقع المفترضين غير موجودين، ولكن تم إنشاؤه بواسطة المخابرات العسكرية الروسية.


وتستشهد القصة التي كتبها لاري رومانوف، وهو مؤلف منتظم في المركز، بالعديد من النظريات التي تم فضحها، بما في ذلك أن أفراد الجيش الأمريكي جلبوا الفيروس إلى الصين خلال الألعاب العسكرية العالمية في خريف عام 2019.


وخلصت منظمة الصحة العالمية إلى ظهور فيروس كورونا في الصين، حيث تم الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة والوفيات. ولم يظهر أي دليل يشير إلى أن الفيروس نقل إلى الصين من الولايات المتحدة.

 

ولم يرد شوسودوفسكي ورومانوف على الرسائل المتكررة التي تطلب التعليق.


وتذكر سيرة رومانوف أنه أستاذ زائر في جامعة فودان في شنغهاي، لكنه غير مُدرج ضمن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. 


ولم ترد الجامعة على رسالة بريد إلكتروني تسأل عن توظيف رومانوف.

 

إيغور نيكولين

 

يجادل إيغور نيكولين، وهو مرشح سياسي فاشل لأربع مرات، بأن الولايات المتحدة هي التي خلقت الفيروس واستخدمته لمهاجمة الصين.


ونُقل عن نيكولين بشكل بارز في وسائل الإعلام الحكومية الروسية ومنشورات هامشية في الغرب كعالم أحياء ومفتش أسلحة سابق في العراق عمل في لجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجية والكيميائية في التسعينيات.


وظهر على التلفزيون الرسمي الروسي 18 مرة على الأقل بين 27 كانون الثاني/ يناير 2020 وأواخر نيسان/ أبريل من ذلك العام.


وبمجرد وصول الفيروس إلى الولايات المتحدة، غيّر نيكولين نظريته، قائلا إن "دعاة العولمة" يستخدمون الفيروس لإخلاء كوكب الأرض.


ولم يقدم نيكولين أي دليل يدعم تأكيداته، وهناك أسباب للشك في صدقه.


وقال مفتش الأسلحة السابق بالأمم المتحدة، ريتشارد باتلر، والذي يدعي نيكولين أنه عمل لصالحه، إنه لا يتذكر نيكولين، وأن قصته بدت "ملفقة بصورة قذرة وغير موثوقة".


ولم يتم العثور على سجلات في الأمم المتحدة تؤكد عمله فيها.


وفي حوار مع وكالة الأسوشييتد برس عبر فيسبوك، أصر نيكولين على أن مزاعمه وخلفيته دقيقة، على الرغم من أنه قال إن بعض السجلات التابعة الأمم المتحدة دمرت في قصف أمريكي على العراق.
وعندما قيل له أن باتلر لا يعرفه، أجاب نيكولين: "هذا رأيه".

 

اقرأ أيضا: ما حقيقة تأثير لقاح كورونا على خصوبة النساء؟

 

غريغ روبيني

 

غريغ روبيني أحد منظري المؤامرة على الإنترنت، الذي يدّعي أن لديه اتصالات عالية المستوى في مجال الاستخبارات، ووثق حسابه على تويتر، قبل طرده من المنصة. 


وأعيد نشر منشوراته آلاف المرات من قبل مؤيدي "كيو آنون"، وهي المجموعة المؤمنة بفكرة "الدولة العميقة"، وأن هناك مجموعات سرية تنتشر في حكومات العالم، تسعى للسيطرة على كوكب الأرض واستعباد البشر.

 

وغرد روبيني أن الدكتور أنتوني فاوتشي هو من خلق الفيروس التاجي، وأنه استخدم كسلاح بيولوجي لتقليل عدد سكان العالم، وتقويض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دون أن يقدم دليلا.

 

شعر روبيني بالقلق من الجهود المبذولة للتحقق من ادعاءاته، فعندما سأل أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: "سؤالي لك روبيني هو: أين وما هو دليلك؟"، أجاب روبيني باقتضاب: "وسؤالي هو: لماذا يجب أن أعطيها لك؟".

 

ولم تنجح محاولات الوصول إلى روبيني عبر الإنترنت ومن خلال وسائل الاتصال الأخرى.

 

وعلق تويتر حساب روبيني في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020؛ لانتهاكاته المتكررة لسياساته.

 

كيفن باريت

 

يطلق كيفن باريت، وهو محاضر سابق عن الإسلام في جامعة ويسكونسن ماديسون، على نفسه اسم "صاحب نظرية المؤامرة المحترفة، لعدم وجود مصطلح أفضل"، وجادل بأن المؤامرات الحكومية كانت وراء تفجير مدريد عام 2004، وتفجير لندن عام 2005، وتفجير ماراثون بوسطن عام 2013، وإطلاق النار على ملهى ليلي في أورلاندو عام 2016.


وقال باريت إنه متأكد "بنسبة 80 في المئة" من أن فيروس كورونا تم إنشاؤه بواسطة عناصر داخل الحكومة الأمريكية، باعتباره سلاحا بيولوجيا ويستخدم لمهاجمة الصين.


وقال إن إيران كانت هدفا ثانويا، وكتب لقناة "PressTV" الإيرانية، "إن التفشي المبكر في ذلك البلد" يشير إلى أن الأمريكيين و/ أو شركائهم الإسرائيليين.. ربما هاجموا إيران عمدا".


وغادر باريت الجامعة وسط انتقادات لادعاءاته بأن الهجمات الإرهابية في 11 أيلول/ سبتمبر 2001 تم تدبيرها من قبل أشخاص مرتبطين بالحكومتين الأمريكية والإسرائيلية.


وقال لوكالة أسوشيتد برس: "بدا واضحا إلى حد ما بالنسبة لي أن الفرضية الأولى التي يمكن أن ينظر إليها المرء عندما يحدث شيء غير عادي مثل جائحة كوفيد، هو أنه سيكون ضربة حرب بيولوجية أمريكية".


واستشهد باريت بتقارير تفيد بأن الولايات المتحدة حذرت حلفاءها في نوفمبر 2019 من فيروس خطير ينشأ من الصين. 

 

وقال باريت إن هذا قبل وقت طويل من علم السلطات في الصين بخطورة تفشي المرض.

 

ونفت مصادر رسمية توجيه أي تحذير. 

 

وإذا كانت الولايات المتحدة على علم بالفيروس في وقت قريب، فمن المحتمل أن يكون ذلك بفضل مصادر استخباراتية داخل الصين، والتي ربما تكون على علم بالفيروس في وقت مبكر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وفقا لوزير الخارجية السابق مايك بومبيو.


لوك مونتانييه

 

لوك مونتانييه عالم فيروسات فرنسي مشهور عالميا فاز بجائزة نوبل في عام 2008 لاكتشافه فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).


خلال مقابلة في أبريل مع قناة "CNews" الفرنسية، ادعى مونتانييه أن فيروس كورونا لم ينشأ في الطبيعة وأنه متلاعب به. 

 

قال مونتانييه إنه أثناء عملية صنع لقاح الإيدز، أخذ شخص ما المادة الوراثية وأضافها إلى فيروس كورونا. 
يستشهد مونتانييه بورقة مسحوبة نُشرت في يناير من علماء هنود قالوا إنهم عثروا على تسلسل لفيروس نقص المناعة المكتسبة في فيروس كورونا. 

 

وقامت "أسوشيتد برس" بعدة محاولات فاشلة للاتصال بمونتانييه.


قال الخبراء الذين ألقوا نظرة على تسلسل الجينوم للفيروس إنه لا يحتوي على تسلسلات متعلقة بفيروس الإيدز.


وفي كانون الثاني/ يناير، نشر العلماء الهنود ورقة بحثية عن "bioRXIV"، وهو مستودع للأوراق العلمية التي لم تتم مراجعتها أو نشرها في مجلة علمية تقليدية بعد. 


وقال المنشور إن العلماء وجدوا "تشابها غريبا في الإدخالات الفريدة" في كوفيد-19 وفيروس الإيدز. 


واختار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الورقة كدليل على أن الفيروس تم هندسته. وبمجرد نشرها، فضح المجتمع العلمي على نطاق واسع الورقة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم سحبها لاحقا.