سياسة عربية

اختراق "القرض الحسن".. كشف بيانات عن مؤسسة لحزب الله

قالت المؤسسة إن الاختراق الذي تم "محدود ولا يوجد أي خطورة على حسابات المودعين والمقترضين"- جيتي

أثارت عملية اختراق مؤسسة مالية تابعة لحزب الله اللبناني جدلا واسعا، لا سيما أن الجهة المقرصنة نشرت معلومات وبيانات مهمة.

 

وفي الثامن والعشرين من كانون أول/ ديسمبر الماضي، نشر حساب هكر يدعى "spiderz"، معلومات مهمة تتعلق بمؤسسة القرض الحسن، إذ تم كشف أسماء المقترضين كافة في عامي 2019/2020، وعددهم نحو 200 ألف، اقترضوا نصف مليار دولار.

 

كما تم نشر المعلومات المتعلقة بقيمة القروض، ونسبة السداد، إضافة إلى معلومات شخصية أخرى.

 

ومن بين الأمور التي كشفت عنها عملية القرصنة، وجود حسابات لـ"القرض الحسن" في بنك "جمّال ترست"، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في 2019 لاتهامه بتقديم المساعدة لحزب الله.

 

وتوعد القراصنة بنشر مزيد من المعلومات حول جمعية "القرض الحسن"، وغيرها ممن تتبع لحزب الله.

 

قناة "إم تي في" المعارضة للحزب، اعتبرت أن اختراق "القرض الحسن" يكشف عن إنشاء حزب الله دولة رديفة للدولة اللبنانية، وذلك من خلال شبكة اتصالات، وهيئات صحية وتعليمية، ومنظومة دفاعية وأمنية، وغيرها من التجارة الخارجية التي تعتمد على التهريب.

 

ولفتت القناة إلى أن "القرض الحسن" باتت رديفا للقطاع المصرفي في لبنان، وهو ما يفسر حملة حزب الله ضد مصرف لبنان.

 

 وأشارت القناة إلى أن الجمعية نشرت صرافات آلية لها في مناطق نفوذ حزب الله، وأرغمت المقترضين على السداد بالدولار خلافا لتعميم مصرف لبنان، إضافة إلى أخذها الذهب كضمانات لسداد القروض.

 

بدورها، قالت مؤسسة القرض الحسن؛ إن الاختراق الذي تم "محدود، ولا يوجد أي خطورة على حسابات المودعين والمقترضين".

 

ونفت المؤسسة صحة معظم الأسماء المنشورة من قبل المخترقين، قائلا إن لا حسابات لديهم في "القرض الحسن"، وأنه "تم الزج بهم لغايات وأهداف سياسية وأمنية مشبوهة".

 

دور إسرائيلي؟

سلطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الضوء على اختراق "القرض الحسن"، ملمحة إلى إمكانية أن يكون للاحتلال دور في الاختراق.

ورأت الصحيفة، أنه "لا يمكن تجاهل توقيت نشر الفيديو، فقبل شهر تعرضت إسرائيل لهجوم سايبر استهدف شركة "شربيت" للتأمين، واخترقت شركة "عميتال" للبرامج؛ التي عن طريقها اقتحم القراصنة عشرات الشركات اللوجستية في الاقتصاد الإسرائيلي؛ وسرقة شيفرات من شركة مبتدئة سرية باسم "هفانا لاباس"؛ وهي الجوهرة التي دفعت "إنتل" 2 مليار دولار ثمنا لها، ولشديد الحرج، تم اختراق حواسيب "التا" التابعة للصناعات الجوية، وحتى حواسيب قسم السايبر التابع لها". 

 وذلك في إشارة إلى إمكانية أن يكون اختراق مؤسسة "القرض الحسن" ردا من الإسرائيليين، رغم أن الجهة المخترقة تتحدث بالعربية، ولم تشر إلى أي علاقة للاحتلال بذلك.

ونهبت إلى أن "هذه الاختراقات رافقتها موجة من العلاقات العامة، التي أثارت الشكوك، بأن دولة تقف خلف الهجوم، وليس فقط تنظيم".

وذكرت أن "خبراء الأمن الذين فحصوا المواد التي تسربت، عثروا على الأقل على نقطتي اختراق؛  في نظام الحاسوب للبنك أو في نظام الحماية، وذلك لأن المادة التي تسربت شملت صور إيداع أموال في الفروع وصور الخزنات". 

ظاهريا بحسب "هآرتس"، فإن عملية الاختراق هذه نتاج لعملية مندمجة اقتضت وجودا ماديا في لبنان، الأمر الذي يمكن أن يشير لنشاط تجسس أجنبي، ومن جهة أخرى، ما هي مصلحة منظمة تجسس في كشف اختراق عميق جدا لأحشاء منظمة "إرهابية"، وحرق ثغرة يمكن أن توفر لها قيمة مستدامة؟". 

وكشفت الصحيفة أن "هذه الثغرة تم استغلالها جيدا من قبل الموساد الإسرائيلي، ومن قبل "القانون الصارم"؛ وهي منظمة قانونية تتابع أموال "المنظمات الإرهابية" لغرض المحاربة". 

يشار إلى أن تقارير  لجهات معارضة لحزب الله، تتحدث أن "القرض الحسن" يدير ميزانية حزب الله حاليا، التي تصل إلى نحو 1.5 مليار دولار.