صحافة دولية

الولايات المتحدة تهدد بفصل الصين عن الدولار الأمريكي

عملة بيتكوين هي أحد المستفيدين من الصراع الأمريكي الصيني - جيتي
تدور في الأسواق حرب أمريكية صينية، رغم أن البلدين يتفقان على إصلاح العلاقات، لكن واشنطن ترى أن بكين تهدد مصالحها، وعليه فإن الدولار قد يكون سلاحا مستخدما في المعركة.

ونشر موقع "كوين تريبون" الفرنسي تقريرا تحدّث فيه عن تهديد الولايات المتحدة بقطع تعامل البنوك الصينية بالدولار، العامل الذي يصب في صالح عملة البيتكوين الرقمية.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"؛ إن المواجهة بين الغرب ومجموعة البريكس سوف تشتد بعد تخصيص الكونغرس الأمريكي 100 مليار دولار لمواصلة الحرب - ما يقارب 61 مليارا لتسليح أوكرانيا، و26 مليارا لإسرائيل، وثمانية مليارات "لمواجهة الصين".

وذكر الموقع أن جو بايدن يستعد أيضا لفصل الدولار عن البنوك الصينية. ومسلحا بهذا التهديد، توجّه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى بكين الأربعاء الماضي. خلال قمة مجموعة السبع التي انعقدت في كابري قبل بضعة أيام قال بلينكن: "لا يمكن للصين أن تسير في الاتجاهين. لا يمكنها ادعاء رغبتها في الحفاظ على علاقات ودية مع الدول الأوروبية، في حين تغذي أكبر تهديد لأمنها منذ نهاية الحرب الباردة".



من جانبها، صرّحت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بداية الشهر، بأن "جميع البنوك التي تسهل المعاملات المالية التي تشمل السلع العسكرية للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، معرضة لخطر العقوبات الأمريكية".

وأكد الموقع أن روسيا والصين توقّفتا تقريبا عن استخدام الدولار. ويتم في الوقت الراهن تبادل 95 بالمئة من التجارة الصينية الروسية  باليوان أو الروبل. ومن ثم فإن التهديد الوحيد الموثوق به هو قطع الاتصال بنظام سويفت، أو تجميد الـ775 مليار دولار التي يحتفظ بها البنك المركزي الصيني في شكل سندات خزانة أمريكية. ومع ذلك، تمتلك الصين نظام الدفع الدولي الخاص بها. وفي حين كان 85 بالمئة من المعاملات الدولية الصينية مرتبط بالدولار في سنة 2010، فإن هذه النسبة لا تتجاوز 42 اليوم.

الإمبراطورية الحرة

أورد الموقع أن الولايات المتحدة تزيد العقوبات. وقد استهدفت فنزويلا قبل بضعة أيام، ومن الممكن أن تكون باكستان التالية على القائمة. وقد وجّهت واشنطن تهديداتها مباشرة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى إسلام أباد، والتي استغرقت ثلاثة أيام. وأثار مشروع خط أنابيب الغاز غضب الأمريكيين، الذين يريدون بأي ثمن منع الغاز الإيراني من الوصول إلى العملاق الصيني، خاصة أن زعزعة استقرار سوريا مدفوعا بمنع تقاطع الغاز بين أوروبا وإيران، يجعلها بحكم موقعها الجغرافي ضرورية لأي خط أنابيب للغاز يربط أوروبا بالشرق الأوسط.

وحسب الموقع، أظهر التحالف الشيعي (سوريا والعراق وإيران) منذ فترة طويلة طموحا لبناء "خط أنابيب الصداقة" نحو أوروبا، لكن شركة الكهرباء العامة السويسرية المسؤولة عن المشروع اضطرت إلى الانسحاب بسبب العقوبات الأمريكية. وليس من الصدفة إنشاء "الجيش السوري الحر" بعد أشهر قليلة من توقيع الاتفاق المبدئي بين إيران والعراق وسوريا، وظهور تنظيم الدولة في الوقت نفسه على الجانب العراقي. وفي الواقع، إن الجغرافيا السياسية ليست بمعزل عن خريطة الوقود الأحفوري، بحيث يتعلق الأمر بالتحكم في موارد الطاقة والعملة التي يتم شراؤها بها. ونظرا لرفض إيران بيع الكربون الذي تنتجه بالدولار، باتت هدفا للحصار.

الفوضى والبيتكوين

إلى متى يمكن للولايات المتحدة تحمّل فرض عقوبات على جميع الدول التي ترفض التوافق مع سياستها الخارجية الإمبريالية؟ أضحت مجموعة البريكس تشكل تحالفا لا يمكن ترهيبه بالقوة؛ كونها تسيطر على 40 بالمئة من احتياطيات النفط العالمية.

وأردف الموقع أن عداء الغرب تجاه الدول الناشئة، أمر يبعث بالقلق في ظل الاتجاه نحو انهيار العلاقات التجارية، واندلاع حرب عالمية إذا لم توافق الولايات المتحدة على التخلي عن امتيازاتها الباهظة. إن أكثر من 20 بالمئة من صادرات النفط تُباع الآن بعملات غير الدولار. ويصب الوضع الحالي في صالح معاملات البيتكوين التي لا يمكن إيقافها، على عكس تلك التي تتم على شبكة سويفت. كما تشكل البيتكوين وشبكة البرق، شبكة دفع عالمية ذات قيمة كبيرة في حالة تجزئة أنظمة الدفع.



ومن شأن تجميد بكين احتياطياتها من النقد الأجنبي، أن يدفع العالم إلى البحث عن عملة احتياطية دولية جديدة، وهو الوضع السائد منذ تجميد احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي، بحيث تكدس البنوك المركزية الذهب، وهو ما يبشر بالخير بالنسبة لعملة البيتكوين.

والتضخم المعمم الذي قد يسببه تراجع العولمة، سوف يجذب الانتباه سريعا مرة أخرى إلى عملة البيتكوين ومعروضها النقدي المحدود تماما، ومع تزايد التوترات الجيوسياسية ترتفع قيمة عملة البيتكوين.