طب وصحة

كورونا والأورام: هل يجب تأجيل الجراحة والعلاج الكيميائي الآن؟

من الصعب التمييز بين أعراض كوفيد-19 ومضاعفات الأورام من خلال الاختبارات المخبرية وفحوصات الأشعة السينية- جيتي

نشر موقع "أرغومينتي إفاكتي" الروسي تقريرا تحدث فيه عن خوف الجميع من الفيروس الجديد، خاصة الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة والمستعصية مثل السرطان.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الخبراء والأطباء يناقشون حاليا القواعد الأساسية التي من شأنها أن تساعد في تجنب انتقال العدوى إلى الأشخاص المصابين بأورام سرطانية، وكيفية التصرف في حال الإصابة بكوفيد-19.

وفقا لما تؤكده طبيبة قسم التشخيص بالأشعة السينية بمعهد أبحاث الأشعة السريرية والتجريبية، فيرونيكا أوتكينا، فإنه خلافا للمعتقد السائد لا يعتبر السعال والحمى ومتلازمة الزجاج المصنفر الذي يظهر على الأشعة المقطعية من علامات الإصابة بكوفيد-19 فحسب، بل يشمل أيضا الالتهاب الرئوي الفيروسي الذي يتعامل الأطباء المتخصصون سنويا مع المصابين به.

وأورد الموقع أن كوفيد-19 يمكن أن يؤثر على العديد من الأمراض الأخرى، بما في ذلك الأورام. قد يكون من الصعب التمييز بين أعراض كوفيد-19 ومضاعفات الأورام من خلال الاختبارات المخبرية وفحوصات الأشعة السينية. فعلى سبيل المثال غالبا ما تعتبر التغييرات المميزة للالتهاب الرئوي الفيروسي، من مضاعفات علاج الأورام.

وأشار الموقع إلى أن متلازمة الزجاج المصنفر قد تتطور نتيجة تعاطي بعض أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج الأورام. ونتيجة لذلك، قد يصعب تمييز الالتهاب الرئوي الفيروسي في صورة الأشعة السينية. وفي مثل هذه الحالة، من الضروري إجراء المزيد من الاختبارات والتحاليل. وقد يكون ضيق التنفس من الأعراض التي يصاب بها مرضى سرطان فقر الدم، نظرا لنقص الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين لمختلف أعضاء الجسم.

هل يعتبر فيروس كورونا خطيرا على مرضى السرطان؟
حسب أخصائية علم الأحياء الدقيقة وطبيبة الأورام والمتخصصة في علاج الالتهابات زالاتا غريغوريفسكايا، فإن مدى تأثر مرضى السرطان بفيروس كورونا غير واضح. ولكن بعض الأدلة تشير إلى أن كوفيد-19 أكثر حدة بالنسبة لمرضى السرطان مقارنة بالأشخاص الأصحاء. 


وأوضح الموقع أن استجابة الجسم للفيروس تعتمد بشكل كبير على حالة الجهاز المناعي. فعلى سبيل المثال، في حال خضع الفرد لجلسة علاج وكان في فترة نقاهة فهناك احتمال أن يتمكن من مقاومة الفيروس بسهولة. أما الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس أثناء خضوعهم لفترة العلاج الكيميائي، تكون أجسامهم ضعيفة مما يعني أن الفيروس يكون أكثر خطورة بالنسبة لهم. 

ونصح الموقع الأشخاص الذين يخضعون لعلاج كيميائي أن يلتزموا بالحجر الصحي التام ويقطعوا اتصالهم بالعالم الخارجي، مع ضرورة استشارة الطبيب فورا عند الشعور بأي أعراض غريبة. إذا لم يكن ذلك ممكنا، فعليهم تأجيل جلسات العلاج الكيميائي، علما بأن استراحة بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع لن تؤثر على مسار المرض.

هل يجب تأجيل الجراحة والعلاج الكيميائي؟
أكد الموقع أن إصابة مرضى السرطان بالفيروس وبقاءهم على قيد الحياة يعتمد إلى حد كبير على تلقي العلاج في الوقت المناسب. من غير المنصوح به تأجيل إجراء العملية الجراحية أو العلاج الكيميائي إلى أجل غير مسمى (خاصة أن لا أحد يعلم كم سيستمر الوباء)، نظرا لأن الأورام السرطانية أكثر خطورة من فيروس كورونا. 

وأشار الموقع إلى أن الأطباء في الوقت الراهن يحاولون اختيار العلاجات الأقل خطورة على صحة المريض. كما يحاولون قدر الإمكان الحد من زيارات المرضى إلى العيادات الطبية أو المستشفيات، من خلال إخضاع المريض للأدوية مرة في الشهر مثلا بدلا من مرة كل أسبوع في الحالات الممكنة طبعا.

وأضاف الموقع أن الأمر نفسه ينطبق على العمليات الجراحية. ففي حال كان من الممكن إيجاد بديل أقل خطورة من العملية الجراحية، فإنه من الأفضل تأجيلها. لكن بالنسبة لبعض أنواع السرطان مثل سرطان المعدة والقولون، التي تتطور بسرعة كبيرة، فإن المماطلة غير ممكنة. أما بالنسبة للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بأحد الأورام قبل فرض الحجر الصحي، فإنه لا يمكن اتخاذ قرار بشأن تأخير بدء العلاج إلا من قبل أخصائي. 

كيف يمكن حماية هذه الفئة من الإصابة بالفيروس في المستشفى؟
حسب كبير أخصائيي الأورام المستقل بوزارة الصحة في روسيا، ومدير مركز أبحاث الأورام بلوخين إيفان ستيليدي: "يعتبر الأطباء الأكثر العرضة للإصابة بفيروس كورونا. لحماية مرضانا، يلجأ نصف الموظفين في قطاع الرعاية الصحية إلى العمل لمدة أسبوعين متواصلين، بينما يلتزم النصف الآخر بالعزلة الذاتية، ثم يتم تغيير الفرق. وفي حال مرض أحد موظفي الفريق الأول، فإن كل الفريق يتجه نحو الحجر الصحي، وسيستمر الفريق الآخر في العمل. وبذلك، نحاول حماية مرضانا قدر الإمكان من خطر العدوى".

استنتاج
شدد الموقع على أنه من الضروري مواصلة تقديم الخدمات الصحية لمرضى السرطان، لذلك يعمل أطباء الأورام كالمعتاد رغم الوباء. كما أنه يتم استقبال المرضى بانتظام في العيادات والمستشفيات ويتم إجراء العمليات الجراحية اللازمة وجلسات العلاج الكيميائي. 

اقرأ أيضا: هذه أحدث تطورات انتشار "كورونا" عالميا (ملخص)