صحافة دولية

صحيفة: المزاج الإصلاحي لابن سلمان لم يقنع المستثمرين

أكدت الصحيفة أن المشكلة التي تواجهها السعودية على المدى الطويل والمتوسط تكمن في إمكانية تأثير سحب الاستثمارات- جيتي

نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن معضلة تخلي المستثمرين الأجانب عن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على خلفية قضية جمال خاشقجي، حيث عبروا عن عدم اقتناعهم بالسياسة الإصلاحية لمحمد بن سلمان.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الاستراتيجية التي يعتمدها ولي العهد السعودي، تحت اسم "رؤية 2030" والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد السعودي، فضلا عن تشجيع مشاريع ضخمة لتحسين البنية التحتية، والنهوض بالتعليم والسياحة، وإقحام البلاد في عصر التكنولوجيا الرقمية، قد أثارت مخاوف رأس المال الأجنبي، حتى قبل وفاة الصحفي جمال خاشقجي المأسوية.

وبينت الصحيفة أن ولي العهد السعودي قد عرض مصداقيته وصورته في الخارج للخطر، وباتت سلطته في المملكة الوهابية مهددة، خاصة بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي المثيرة للجدل في القنصلية السعودية في إسطنبول.

 

في هذا الصدد، انحازت ديبلوماسية دونالد ترامب المتقلبة والغريبة، إلى إدانة الجريمة، التي أكدتها الرياض، بسبب الضغوط العالمية والانتقادات الداخلية الحادة التي أدانت موقف ترامب إزاء حقوق الإنسان.

وأفادت الصحيفة أن اللوم الدبلوماسي الصادر عن الولايات المتحدة على خلفية مقتل خاشقجي، فضلا عن مطالبة ترامب السعودية بضرورة تقديم جملة من التوضيحات حول القضية يخفي وراءه المصالح التجارية لصهر الرئيس المثير للجدل، جاريد كوشنر، وابنته إيفانكا ترامب، المتمثلة أساسا في صفقات في الولايات المتحدة وشبه الجزيرة العربية.


اقرا أيضا :  فورين بوليسي: محمد بن سلمان ليس أول مصلح سعودي زائف


وأوضحت الصحيفة أن تقريرا صادرا عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، الأونكتاد، أكد أن نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية قد انخفضت بنسبة تجاوزت 80 بالمائة بين 2016 و2017، بالتزامن مع إعلان بن سلمان عن خطته الإصلاحية المعروفة، التي يسعى من خلالها إلى ضمان مستقبل بلاده ومملكته المفترضة.

وأبرزت الصحيفة أن ثورة بن سلمان الصامتة تنطوي على طرح 5 بالمائة من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام. كما أنه يطمح إلى إنشاء مركز تجاري صناعي شامل لا يقتصر على الطاقة.

 

وفي الوقت ذاته، يرغب بن سلمان في إنشاء صندوق سيادي، بأصول تتجاوز 2 تريليون دولار، وهو ما يمثل ضعف أصول النرويج. كما يهدف إلى القيام باستثمارات في شركات خارج قطاع النفط.

في المقابل، تسللت الشكوك إلى قلوب أصحاب رؤوس الأموال إزاء مشروع "رؤية 2030". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث بدأوا ينسحبون من مشروع ولي العهد على نحو غير متوقع وهو ما لم يحسب بن سلمان حسابه، وأكدته العديد من البيانات الصادرة عن الأونكتاد، وذلك قبل حتى أن تنفجر قضية خاشقجي.


وأبرزت الصحيفة أن السعودية أصبحت مناخا غير ملائم للأعمال التجارية. وعلى خلفية مقتل خاشقجي، اعتذر عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين عن المشاركة في مؤتمر دافوس الصحراء تنديدا بالجريمة.

 

كما أعلن الرؤساء التنفيذيون لعدد من المؤسسات؛ من بينها بنك جي بي مورغان تشيس، وشركة فورد، وجوجل كلاود، وشركة بلاكستون، فضلا عن شركة الإعلام الضخمة فياكوم وشركة ماستركارد وبلاك روك، عن مقاطعة هذا المؤتمر.

 

اقرأ أيضا : صحيفة إسبانية: ابن سلمان وضع أسرته بأسوأ أزمة منذ 8 عقود

 

إلى جانب ذلك، غابت العديد من الشخصيات الهامة، على غرار كريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي.

وأفادت الصحيفة، نقلا عن الخبير في الاقتصاد السعودي، فيليب كورنيل، أن "الرياض تقوم بنقل الأصول والأموال إلى الخارج وهو ما أعاق الاستثمارات الأجنبية، التي ترى أن الظروف الداخلية للبلاد غير ملائمة للاستثمار بسبب النزعة الاستبدادية لولي العهد وأسلوبه المتقلب في تنفيذ جدول أعماله الاقتصادي".

وأكدت الصحيفة أن المشكلة التي تواجهها السعودية على المدى الطويل والمتوسط تكمن في إمكانية تأثير سحب الاستثمارات وقضية خاشقجي الشائكة سلبا على الاقتصاد السعودي.

 

وعموما، يمكن لغياب الشفافية وهشاشة حسابات جدول الأعمال الإصلاحي، أن يولد مواقف متقلبة في صفوف المستثمرين الذين يلمحون إلى "مخاطر اقتصادية وسياسية كبيرة تلوح في الأفق السعودي".

وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن السعودية لم تخف عزمها عن العودة لاستخدام النفط كسلاح دبلوماسي للحصول على دعم ترامب، حيث حذرت من أن البرميل قد يصل سعره إلى 200 دولار.