سياسة عربية

السيسي يذبح نقابة الصحفيين بسكين "فرِّق تسُد"

حذر مراقبون من أنه إذا استمرت الاختلافات واستعرت نارها داخل نقابة الصحفيين، فسيكون مصيرها فرض الحراسة عليها- اليوم السابع
حذر مراقبون من أنه إذا استمرت الاختلافات واستعرت نارها داخل نقابة الصحفيين، فسيكون مصيرها فرض الحراسة عليها- اليوم السابع
بدأت سلطات الحكم بمصر في اتباع أسلوب إشاعة الفرقة بين الصحفيين، وإظهارهم على أنهم منقسمون فيما بينهم، مستغلة في ذلك إعلان مجلس النقابة، مساء السبت، تأجيل عقد اجتماع الجمعية العمومية، الذي كان مقررا له الثلاثاء المقبل، لمدة أسبوع آخر، في تحريك الصحفيين الموالين لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، سواء داخل مجلس النقابة بتقدم بعضهم باستقالته، أو عبر إشاعة مطلب سحب الثقة من نقيب الصحفيين، يحيي قلاش، ومجلسه، بين عموم الصحفيين.

اجتماع "الأهرام".. ومطالب بسحب الثقة

ارتكز تحرك نظام السيسي على اجتماع بجريدة "الأهرام"، الأحد، ضم حفنة من إعلاميي الرئيس المخلوع حسني مبارك والصحفيين والنقابيين المعروفين بصلاتهم الوثيقة بأجهزة الأمن، وفي مقدمتهم نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد كاتب خطابات مبارك لربع قرن، ورئيس تحرير "الأهرام" الذي كتب السبت منتقدا تسييس المجلس للأزمة، وخالد صلاح الذي انقلب على موقفه الداعم السابق، بإيعاز من جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني)، وفق مراقبين.

وأطلق الصحفيون المشاركون في الاجتماع اسم "لقاء الأسرة الصحفية" عليه، وتلا رئيس تحرير "الأهرام" بيانه الختامي الذي اشتمل على ثمانية بنود أهمها أن المجتمعين "قرروا إحالة طلبات لمجلس النقابة للمطالبة بعقد جمعية عمومية غير عادية تنظر في سحب الثقة من المجلس، وإجراء انتخابات مبكرة على كامل مقاعد المجلس".

وأضاف البيان أنه يجب عدم جواز الخلط بين مسؤولية الجمعية العمومية وأي اجتماع داخل النقابة يعطي لنفسه الحق في اتخاذ قرارات في حكم العدم، وأنه لا يجوز للنقابة أن تتصرف كحزب سياسي.

وشدد على أنه يجب ألا يلزم المجلس أعضاء النقابة بأي قرارات ذات طابع سياسي، مطالبا بضرورة تشكيل لجنة محايدة لكشف حقيقة ما حدث (فيما يخص واقعة الاقتحام).

قلاش يواصل التحدي

ومن جهته، رفض نقيب الصحفيين التعليق على الاجتماع. وقال في تصريحات صحفية: "لن أعلق على هذا الاجتماع، وما دار فيه، إحنا مش هنتخانق، فهؤلاء زملاء لهم الحق في الاجتماع، والتصريح لما يشاؤون، ونحن نقابة رأي، ولن نحجر على أحد".

وردا على المطالب بعقد جمعية عمومية طارئة لسحب الثقة من مجلس النقابة، قال: "إذا استوفت الشكل القانوني، فسوف نعقدها".

كارم محمود: ما حدث "محزن"

وفي السياق نفسه، قال رئيس لجنة التشريعات بنقابة الصحفيين، كارم محمود، إنه تابع ما حدث داخل اجتماع جمعية "تصحيح المسار" في "الأهرام"، بحالة من اليأس والحزن لما حدث فيه، بالإضافة إلى الكم الهائل من الهرج والمرج.

وأضاف في مداخلة هاتفية ببرنامج "مباشر من العاصمة"، عبر فضائية " أون تي في لايف" أن ما حدث هو محاولة وضع الصحفيين في أزمة مع مؤسسات الدولة، وأن البيان الذي خرج أمس (من النقابة) يوضح أن النقابة ليست في خصومة مع مؤسسات الدولة المصرية، وأنها تطالب بتدخل المسؤولين في الدولة لإنهاء الأزمة.

وحول انضمام خمسة من أعضاء النقابة إلى الاجتماع، قال كارم: "هذا لا يعبر بأي شكل عن حالة انقسام داخل النقابة، مشيرا إلى أن الصحفي "حاتم زكريا" لم يدخل النقابة أصلا خلال الأزمة نظرا لسفره.

حاتم زكريا يتقدم باستقالته

وقد جاء رد فعل حاتم زكريا، الذي حضر اجتماع "الأهرام"، سريعا على قلاش وكارم، معلنا تقدمه باستقالة رسمية من عضويته في مجلس النقابة، مؤكدا في خطاب لنقيب الصحفيين أن سبب الاستقالة اعتراضه على الأسلوب الذي تدار به النقابة، وعدم التشاور مع أعضائها، على حد وصفه.

وكان زكريا كشف في تصريحات سابقة نيته تقديم استقالته من المجلس على خلفية الأزمة الأخيرة بين النقابة ووزارة الداخلية، مؤكدا عدم رضائه عن أداء المجلس، ومحاولة بعض أعضائه للصدام مع أجهزة الدولة.

مكرم يطالب باستقالة الخمسة

ويبدو أن الأمر لن يقف، خلال الساعات المقبلة، عند حد استقالة حاتم زكريا من مجلس النقابة.

ففي كلمته باجتماع "الأهرام"، طالب مكرم محمد أحمد، خمسة أعضاء من مجلس النقابة الحالي (عددهم 12 بخلاف النقيب) بتقديم استقالتهم من المجلس، وحددهم بالاسم، وهم: محمد شبانة، وخالد ميري، وإبراهيم أبو كيلة، وعلاء ثابت، وحاتم زكريا، لأنهم عارضوا بيان الاجتماع الذي دعو إليه.

وكان هؤلاء الخمسة، المحسوبون على الحزب الوطني المنحل، قد حرصوا على حضور الاجتماع، بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجلس نواب ما بعد الانقلاب، وأبرزهم النائبان محمد أبو حامد، وأسامة شرشر، علاوة على رئيس تحرير جريدة "الفجر" عادل حمودة، ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط علاء حيدر، وأحمد موسى، ورئيس مجلس إدارة جريدة الجمهورية، ومحمد أبو الحديد، وعمرو عبد السميع، أبرز منظري الحزب الوطني المنحل.

استمارات لسحب الثقة

وشهد الاجتماع، أيضا، توزيع استمارات على الصحفيين تقول: "في ضوء التدليس المستمر علي الرأي العام والجماعة الصحفية في الأزمة الأخيرة التي قاد فيها مجلس النقابة الجماعة الصحفية إلى الصدام المباشر مع مؤسسات الدولة كافة، فإن "جبهة تصحيح المسار" تدعو الصحفيين المصريين إلى التضامن معها، وإعلان تأييدهم لمطالبها بالدعوة لجمعية عمومية طارئة لسحب الثقة من مجلس النقابة، وإجراء انتخابات جديدة على كامل مقاعد المجلس".

حمدي رزق: فتنة صحفية

ومعبرا عن قطاع من الصحفيين ممن استهجنوا اجتماع "الأهرام"، وأبدوا ذهولهم من منحنى إسقاط الصحفيين في جب الخلافات الداخلية، كتب حمدي رزق بصحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان "فتنة صحفية"، ملخصا المشهد بالقول:
"بدلا من شق الصف، وقسمة الصحفيين، وتمكين أعداء الصحافة من رقبتها ليذبحوها بأيدي الصحفيين، وبدلا من اجتماع ما يسمى "جبهة تصحيح المسار" في الأهرام، كما أعلن، النقابة أولى بكم، النقابة بيت الصحفيين، ليس لنا بيت غيره، إذا كان هذا اجتماعا صحفيا حقيقيا لتصحيح المسار فمكانه ومحله المختار نقابة الصحفيين وليس الأهرام".

وأضاف رزق: "جبهة تصحيح المسار مرفوضة ابتداء. النقابة في محنة، كيف تهضم الجماعة الصحفية هذا الخروج الأول من نوعه على الجماعة الصحفية المحتشدة في النقابة، من كان يحمل صفة صحفي فالنقابة بيته، ومن كان يضمر رفضا للمجلس فليعلنه من داخل النقابة، أما من كان يضمر شرا فلا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".

وتابع "ليس هكذا تورد الإبل. تصحيح المسار الصحيح من داخل النقابة. نقابتنا تتسع لاختلاف لا يشق الصف، ولرفض لا يغادر الجماعة، وحوار ينتصر للنقابة، الخروج من النقابة إلى الأهرام خطيئة يتحمل وزرها الخارجون. شق الصف الصحفي في هذا التوقيت خدمة مجانية لمن يضمرون العداء للنقابة".

وأردف "للداعين إلى تصحيح المسار، هل منعكم مانع من دخول النقابة وفتح قاعاتها لطرح رؤيتكم؟ هل رفض النقيب أو المجلس أن يجلس إليكم ويستمع منكم إلى رؤيتكم المقدرة؟ هل دعوتكم لتصحيح المسار لا تسعها القاعة الرئيسية؟ لماذا الخروج الآن؟".

ووصف "رزق" - أخيرا - توقيت الاجتماع بأنه "غريب"، وخاطب من شارك فيه بالقول: "أنتم هكذا تؤسسون لفرقة، وتذهبون بنا إلى شتات، وتقسمون الصف، وكم من نقابات ذهبت، وتشتت شملها، وتفرق أعضاؤها شيعا وأحزابا".

ومن جهتهم، حذر مراقبون من أنه إذا استمرت الاختلافات واستعرت نارها داخل نقابة الصحفيين، فسيكون مصيرها فرض الحراسة عليها، ليتم تدجينها بسلاح طالما لجأ إليه الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولتقع ثمرة سهلة في يد نظام السيسي.
التعليقات (2)
أسمراني
الإثنين، 09-05-2016 11:45 ص
أخرة خدمة الغز علقة , فمعظم هؤلاء الصحفيين الذين استنكروا اقتحام مبناهم من انصار 30 سونيا و وممن طبل للسيسي وحرض على العملية الدموقراطية , بل رضي وسكت ولم يستنكر لماحصل للصحفيين الأسلاميين من قتل او سجن فضلا عن المجازر التي حصلت لمعارضي الأنقلاب , بل لم نرهم يستكرون ويعتصمون لما اقتحمت وحرقت المساجد من قبل الجيش والشرطه , أقوال : اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وانتقم من كل باغي وظالم يامنتقم ياجبار
3toa
الإثنين، 09-05-2016 10:56 ص
حركة تمرد بس مش مع الثوار مع الصحفيين ياريت تفهموا أصول اللعبة ولو مرة واحدة فى حياتكم