ملفات وتقارير

مسيرة شعبية في المغرب دعما لـ"طوفان الأقصى" ومطالب بطرد ممثل الاحتلال

استعدادات في المغرب لمظاهرة وطنية كبرى يوم الأحد 15 أكتوبر الجاري دعما لعملية طوفان الأقصى.. (فيسبوك)
استعدادات في المغرب لمظاهرة وطنية كبرى يوم الأحد 15 أكتوبر الجاري دعما لعملية طوفان الأقصى.. (فيسبوك)
أعلنت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" و"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" عن تنظيم "مسيرة وطنية شعبية"، يوم الأحد المقبل 15 تشرين أول/ أكتوبر الجاري، في العاصمة الرباط، تحت شعار "الشعب المغربي مع طوفان الأقصى وضد التطبيع".

وقالت الجبهة في بيان لها نشرته في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن تنظيم هذه المسيرة يأتي في إطار الاحتفاء بالانتصار الكبير لمعركة طوفان الأقصى، ودعما للشعب الفلسطيني المكافح ومقاومته الباسلة، وإدانة قوية للعدوان الهمجي على غزة، واستنكارا شديداً لجرائم الحرب الصهيونية ضد المدنيين، والتي أحدثت دماراً هائلاً للمستشفيات والمدارس والبنايات السكنية والمساجد والكنائس، وخلفت العديد من الشهداء والجرحى".

وأضاف البيان: "إن اسرائيل أصيبت بالسعار بعدما لم تستسغ الإذلال الذي تعرضت له في معركة طوفان الأقصى، ما جعلها تعمل طيلة عقود من احتلال فلسطين على تشريد الشعب الفلسطيني ومحو هويته الوطنية الأصيلة والاعتداء على مقدساته الدينية، الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المهدد بالهدم".

وأكد البيان أن المسيرة المرتقبة هي "إدانة قوية لاصطفاف القوى الاستعمارية الغربية الكبرى وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية".

وأشار البيان إلى أن شعار المسيرة، ينطلق من "مشاعر الاعتزاز والفخر بجرأة المقاومة الفلسطينية ووحدتها وأدائها القتالي والتكتيكي غير المسبوق في تاريخ الصراع مع إسرائيل بنقلها للأراضي الفلسطينية المحتلة وبعدد الخسائر المادية والبشرية في صفوفه من قتلى وجرحى وأسرى خاصة في صفوف الجنود والضباط. كما يجسد هذا الشعار مكانة القضية الفلسطينية التي تسكن وجدان شعبنا وتعتبرها قواه الحية قضية وطنية".

وأضافت الجهة المنظمة أن "المسيرة هي أيضاً مناسبة لرفع صوت شعبنا من أجل إسقاط اتفاقية التطبيع المشؤومة وطرد من يسمى مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي".



وفي ذات السياق طالب حزب "النهج الديمقرطي العمالي" (يساري) بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، وتجريم التطبيع ووضع حد لكل تجلياته.

وعبر الحزب في بيان له اليوم عن اعتزازه ببطولة المقاومة الفلسطينية وبعملية طوفان الأقصى التي وصفها بـ "التحررية" وقال إنها أذلت الصهاينة.

وأكد دعمه "للكفاح التاريخي للشعب الفلسطيني، وخاصة لمقاومته المسلحة، إلى أن يتمكن من تحرير أرضه وإقامة دولته الحرة والمستقلة فوق كامل تراب فلسطين التاريخية".

وأدان الحزب "تخاذل الأنظمة الرجعية العربية وخضوعها للإملاءات الإمبريالية وتواطؤها مع العدو الصهيوني، كما تجسد ذلك في التطبيع مع الصهاينة".

وندد بوقوف من أسماها بـ"القوى الإمبريالية"، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وحليفتها الرجعية العربية، بكل وقاحة ودون تردد مع الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن القوى المناهضة للإمبريالية والصهيونية والرجعية في كل مكان، مطالبة بدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته البطولية للاستعمار الصهيوني.

ودعا الحزب إلى المشاركة المكثفة في المسيرة التي دعت إليها العديد من الفعاليات المغربية، يوم الأحد 15 أكتوبر 2023 للتعبير عن تضامن الشعب المغربي مع القضية الفلسطينية، وتنديده بالتطبيع.



من جهتها أدانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مساء أمس الأربعاء، بقوة وبشدة ما أقدم عليه رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي، مطالبة بإعلانه شخصا غير مرغوب فيه.

وجاء في بلاغ للحزب: "تجرأ من يسمى بـ رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي على إصدار بلاغ صحفي بتاريخ 09 أكتوبر 2023 من قلب العاصمة الرباط يتهجم فيه بوقاحة على المقاومة الفلسطينية الشريفة ويصفها بأقذع النعوت ويحملها بكل وقاحة المسؤولية عن ما يجري على أرض فلسطين المحتلة من مجازر وانتهاكات للمدنيين الفلسطينيين ويتوعد المقاومة بضرب التجمعات السكنية للمدنيين بزعم أنها تتخذ كدروع بشرية، ويحرض عليها المجتمع الدولي.. كل ذلك من قلب الرباط في انتهاك وتجاوز لكل الأعراف وفي تحد للشعور الوطني والمواقف المغربية الرسمية الثابتة من القضية الفلسطينية".

واستنكرت الأمانة العامة للحزب ما وصفته بـ"بعض الأصوات النشاز داخل المغرب التي تقلب الحقائق وتتماهى وتروج دون حياء للأطروحة الصهيونية".

وقال البيان: "لكل من ينسى أو يتناسى ـ أن فلسطين ليست أرضا أجنبية عن الشعب المغربي، وأننا كلنا فلسطينيون، فهي أرضنا وأرض جميع المسلمين وأن ارتباط الأمة العربية والإسلامية بفلسطين هو ارتباط متين وعميق لمكانة القدس وموقعها في تاريخ أمتنا، فهي مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين، وملكنا هو رئيس لجنة القدس، والعدوان عليها هو عدوان علينا وعلى الإنسانية جمعاء، لما يمثله المشروع الصهيوني العنصري من وحشية واحتلال واستيطان، وطمس للهوية الإسلامية والمسيحية للقدس، ودعمنا للمقاومة الفلسطينية هو واجب ديني وأخوي وإنساني وحضاري".

وجدد الحزب التنويه بما سماه بـ”الأداء البطولي للمقاومة الإسلامية والوطنية، وبالتضامن الشعبي المغربي والعربي والإسلامي والعالمي مع المقاومة الفلسطينية الباسلة والشعب الفلسطيني"، مؤكدا على "أن هذه المرحلة تقتضي الوحدة ورص الصفوف والكف عن الخلافات الداخلية بين الدول والشعوب والقوى الوطنية في الأمة العربية والإسلامية"، داعيا في السياق ذاته "إلى تكاثف الجهود وتوحد وتعاون كل فصائل المقاومة الفلسطينية وكل القوى الفلسطينية، في مناصرة فلسطين والقدس والأقصى".



ورسميا ترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الأربعاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، دورة طارئة لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، من أجل بحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين.

وفي كلمة ألقاها بوريطة خلال ترؤسه أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية حول الوضع في فلسطين، قال إن الملك محمد السادس، ما فتئ يدعو للخروج من منطق الصراع والعنف، إلى منطق السلام والتعاون وبناء فضاء مزدهر لجميع شعوب المنطقة.

وأبرز بوريطة، خلال هذا الاجتماع الذي خصص لبحث سبل تحرك عربي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين، استعداد المغرب للانخراط في أي جهد عربي ودولي يروم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وفق حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، موضحا أن "الملك ظل دائما يؤكد أن أمن الشرق الأوسط واستقراره يتطلب مساعي بلا انقطاع وجهودا حثيثة ومتواصلة، للخروج من منطق الصراع والعنف إلى منطق السلام والتعاون وبناء فضاء مزدهر لجميع شعوب المنطقة".

وجدد التأكيد على دعم المملكة المغربية الكامل والثابت لدولة فلسطين ولسلطتها الوطنية الشرعية، بقيادة الرئيس محمود عباس أبي مازن، للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال والعيش الكريم.

واستعرض بوريطة أربعة محاور كخارطة طريق للتعاطي مع الوضع المتدهور في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، لخصها في بذل كل الجهود لبلوغ هدف التهدئة وحقن الدماء من خلال التحرك، سواء بشكل جماعي أو فردي، لدى القوى الدولية الفاعلة من أجل الوقف الفوري للمواجهات على الأرض وخفض التصعيد، مع ما يتطلبه ذلك من حماية المدنيين ومنع استهدافهم، ووقف الاستفزازات والأعمال الأحادية، تفاديا لاستفحال الوضع وخروجه عن السيطرة.

وأشار في ذات السياق إلى أهمية تقييم الاحتياجات الصحية والإنسانية العاجلة في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المتضررة، وبرمجة عقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الصحة العرب للتجاوب مع تلك الاحتياجات وسبل إيصالها إلى وجهتها.

وحث أيضا الأطراف الدولية راعية عملية السلام، بما فيها الرباعية الدولية، على البدء في مشاورات حقيقية لإحياء العملية السلمية من أجل بلورة خارطة طريق بأهداف عملية، تشمل جدولا زمنيا للدخول في مفاوضات جادة وهادفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للاتفاق على صيغة نهائية لحل القضية الفلسطينية، وفق المرجعيات الدولية والعربية.

ولفت الوزير إلى أهمية تقوية الموقف التفاوضي للأشقاء الفلسطينيين من خلال التعجيل بالمصالحة الوطنية ونبذ الخلافات وإعلاء المصلحة الفلسطينية العليا، وحث في هذا جمهورية مصر العربية على مواصلة جهودها الدؤوبة من أجل تحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية ودائمة.

يذكر أن المجلس الوزاري العربي اعتمد قرارا يؤكد على الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد في القطاع ومحيطه، ويدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس.

وحذر القرار من "التداعيات الإنسانية والأمنية الكارثية لاستمرار التصعيد وتمدده، والعمل مع المجتمع الدولي على إطلاق تحرك عاجل وفاعل لتحقيق ذلك، تنفيذا للقانون الدولي، وحماية لأمن المنطقة واستقرارها من خطر توسع دوامات العنف التي سيدفع ثمنها الجميع".

وأدان وزراء الخارجية العرب قتل المدنيين من الجانبين ورفض استهدافهم بالمطلق وأكد على ضرورة حمايتهم انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة وتنفيذا للقانون الدولي الإنساني وقانون الحرب.



والسبت الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس تواليا على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

اقرأ أيضا: وسم "غزة تباد" الأعلى تفاعلا في الدول العربية
التعليقات (0)