الذاكرة السياسية

كيف أدار بعثيو العراق الحكم والعلاقة مع القوميين العرب؟

تنحي الرئيس أحمد حسن البكر عن الرئاسة في العراق وتسلم صدام حسين لها (1979) غير المشهد تماما. (تويتر)
تنحي الرئيس أحمد حسن البكر عن الرئاسة في العراق وتسلم صدام حسين لها (1979) غير المشهد تماما. (تويتر)
لا تزال فكرة القومية العربية أو العروبة القائمة على فهم أن العرب أمة واحدة تجمعها اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح، قائمة لدى تيار عريض من النخب العربية. وعلى الرغم من الهزائم السياسية التي منيت بها تجارب القوميين العرب في أكثر من قطر عربي، إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار هذا التيار، ليس فقط كفاعل سياسي هامشي، بل كواحد من الأطراف السياسية الفاعلة في تأطير المشهد السياسي في المنطقة العربية.

ومع مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، الذي دشنته الثورة التونسية، عادت الحياة مجددا إلى الفعل السياسي وتجدد السجال التاريخي بين التيارات الرئيسية التي شكلت ولا تزال محور الحياة السياسية العربية، أي القوميين والإسلاميين واليساريين، بالإضافة لتيار تكنوقراط يحسب نفسه على الوطنية ناشئا على هامش هذا السجال.

وإذا كان الإسلاميون قد مثلوا الصوت الأعلى في مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي؛ بالنظر إلى كونهم التيار الأكثر تعرضا للإقصاء في العقود الماضية، ولأنه كذلك التيار الأقرب إلى غالبية روح الأمة التي تدين بالإسلام، فإن ذلك لم يمنع من عودة الحياة مجددا للتيار القومي، الذي بدا أكثر تمرسا بأدوات الصراع السياسي؛ على اعتبار تجربته بالحكم في أكثر من بلاد عربية، وأيضا لقربه من دوائر صنع القرار، خصوصا العسكرية والأمنية منها.

"عربي21"، تفتح ملف القومية العربية، أو التيارات القومية العربية بداية من المفاهيم التي نشأت عليها، وتجاربها والدروس المستفادة من هذه التجارب، بمشاركة كتاب ومفكرين عرب من مختلف الأقطار العربية، والهدف هو تعميق النقاش بين مكونات العائلات الفكرية العربية، وترسيخ الإيمان بأهمية التعددية الفكرية وحاجة العرب والمسلمين إليها.

اليوم يواصل الأستاذ الدكتور سعد ناجي جواد، عرض تاريخ التيار القومي في العراق، في ورقة علمية أعدها خصيصا لـ "عربي21" عن تاريخ القوميين في العراق وتوجهاتهم الرئيسية، ننشرها في حلقات.


البعث يحكم العراق

مع وصول حزب البعث للسلطة عام 1968 شدد على مطاردة قادة هذا التنظيم، وألقى بمعظمهم في السجون وتعرضوا الى حملات تعذيب كبيرة. كما تم قتل فؤاد الركابي في السجن في حادثة مفتعلة.

وبالنتيجة هربت معظم قيادات التنظيم من العراق. وعلى الرغم من النشاطات التي كانوا يقومون بها في الخارج، والتكتلات التي كانوا يشكلونها فإن فعالياتهم ظلت غير مؤثرة. وفي النهاية فإن مرارة بعض قادته من طريقة تعامل حزب البعث معهم قادتهم، مع الأسف، إلى التعاون أولا مع إيران ضد العراق أثناء حرب الثمان سنوات، ثم انحدروا أكثر بعد ذلك عندما قبلوا بالتعاون مع النظام الذي أسسه الإحتلال الأمريكي ـ البريطاني ـ الصهيوني في العراق، (كما فعل قادة الحزب الشيوعي) ورضوا بأن يتسنموا مناصب في حكومات الاحتلال، وكان على رأس المتعاونين الأمين العام للحركة عبد الإله النصراوي.

في عام 1990، وبسبب الشعور بصعوبة تشكيل تنظيم قومي عربي فعّال في العراق، بادر المرحوم خير الدين حسيب إلى طرح فكرة تشكيل (المؤتمر القومي العربي). ونجح في عقد دورته الأولى في تونس. ثم أصبحت بيروت مقره الرئيسي والمكان الذي عقدت فيه أغلب دوراته (23 دورة لحد الآن)، كما نجح في عقد اجتماعه العام في أكثر من عاصمة عربية (بغداد، الجزائر، صنعاء، المنامة، الكويت، قطر، الخرطوم وغيرهم).

الفكرة الأساسية من تأسيس المؤتمر كانت، ولا تزال، إنشاء مظلة عربية توحيدية لكل التيارات القومية والوطنية في الوطن العربي، ولقد نجح في ذلك. ثم حقق حسيب نجاحا أكبر وذلك من خلال تشكيل المؤتمر القومي ـ الإسلامي الذي جمع فيه ممثلي التيارين، واصبح منصة للحوارات والنقاشات بين الطرفين، بعد ان كان التباعد والنزاع بينهما هو سمة نشاطاتهما. وأذكر ان المرحوم حسيب أطلعني قبل وفاته على مقالة كتبتها باحثة صهيونية-إسرائيلية قالت فيها أن اسرائيل، وبدعم من الولايات المتحدة، كانت تخطط لتشكيل تجمع قومي-إسلامي يكون تحت إشرافها ومراقبتها، إلا أن حسيب سبقهم في هذه الخطوة وأفشل مخططهم. (وقال أن هذه الوثيقة ستكون جزء من مذكراته التي كان يعدها بنفسه.)

بصورة عامة يمكن إرجاع ضعف الحركة القومية العربية في العراق، بالإضافة إلى عدم ظهور تنظيم قادر على توحيد الفصائل والشخصيات القومية المتشرذمة، هو أن الضباط من أصحاب التوجه القومي اعتبروا أنفسهم قادة هذا التنظيم وأنهم هم الوحيدون الذين يمتلكون الحق في تمثيل هذا التيار.
في الحقيقة فإن المؤتمرين، وعلى الرغم من ضعفهما التنظيمي، وعدم وجود نفوذ لهما على المستوى السياسي، وأنهما تحولا في الغالب الى منابر خطابية مكررة في معظمها، إلا أنهما نجحا في جمع التيارات القومية ـ القومية، والقومية ـ الإسلامية تحت سقف واحد واستطاعوا أن يُغنوا التجربتين القومية والإسلامية ببعض البحوث والدراسات النافعة، ناهيك عن تعريف كل أطراف التيارين في الوطن العربي والمهجر، ببعضهم البعض.

بصورة عامة يمكن إرجاع ضعف الحركة القومية العربية في العراق، بالإضافة إلى عدم ظهور تنظيم قادر على توحيد الفصائل والشخصيات القومية المتشرذمة، هو أن الضباط من أصحاب التوجه القومي اعتبروا أنفسهم قادة هذا التنظيم وأنهم هم الوحيدون الذين يمتلكون الحق في تمثيل هذا التيار. وزاد من شعورهم هذا لجوء التنظيمات القومية المدنية لهم من أجل الوصول للحكم، (بينما كان العكس هو المطلوب).

واستمرت هذه الحالة حتى عندما أثبتت ممارسات الضباط أن تفكيرهم القومي كان سطحيا ولا يعدو أن يكون إعجابا بأفكار وتوجهات الرئيس عبد الناصر ومحاولة تقليد خطواته. (وهذه صفة إتصف بها حتى بعض اطراف الخط المدني من القوميين). وخير دليل على ذلك محاولت تقليد وإستنساخ تجربة الإتحاد الإشتراكي العربي. والدليل الأوضح كان في الإصرار على تطبيق التجربة الاشتراكية المصرية في بلد غني كالعراق وبحجم سكاني صغير، والذي لم يكن بحاجة أصلا لمثل هكذا إجراء، (وهذا ما نُقِلَ عن الرئيس عبد الناصر نفسه). علما بأن عبد الناصر، وفي معرض حديثه عن التجربة الإشتراكية قال إنه قضى وقتا طويلا اجرى فيه حوارات مع اساتذة مصريين لإختيار التجربة الاشتراكية الأمثل، وعندما لم ينتفع من تلك اللقاءات قام بنفسه بالبحث والقراءة في الكتب المتعلقة بالأشتراكية حتى اهتدى لنموذج اعتقد انه الاصلح لمصر، بينما لم يفعل قادة الحركة القومية في العراق اي دراسة جدية عن الوضع الاقتصادي العراقي، وكان همهم الوحيد هو أن يقال عنهم انهم طبقوا قوانين اشتراكية. وبالنتيجة فان هذه القرارت، بالإضافة الى تسببها في ركود إقتصادي واضح، فانها خلقت  نفورا عاما من الحكومات التي كانت تصف نفسها بأنها قومية.

الصفة الأخرى السلبية التي اتصف بها قادة التنظيم القومي، وخاصة الضباط، أنهم كانوا غارقين في صراعاتهم على السلطة والاستئثار والتمسك بها عندما يصلون إليها، وخير دليل على ذلك تجربة حكم الرئيسين عبد السلام عارف (1963 ـ 1966)، وشقيقه عبد الرحمن عارف (1966 ـ 1968) وغيرهم من الضباط. وكذلك تجربة وطريقة تفكير وتوجهات الضباط الذين طرحوا أنفسهم كبدلاء للأخوين عارف أو كممثلين للتيار القومي العربي، والذي قاموا بمحاولات انقلابية فاشلة تحت شعار الوحدة مع مصر، كحركتي عارف عبد الرزاق. وبعد وفاة عبد السلام عارف، نجح الضباط في إبعاد البزاز ووزارته المدنية وعادوا لكي يترأسوا الوزارات العراقية حتى أطيح بهم في أنقلاب البعث الثاني.

وصول حزب البعث العربي الاشتراكي للسلطة عام 1968 لم يغير من الأمر شيئا. فعلى الرغم من أن هدف (الوحدة) كان ولا يزال أول شعاراته، وعلى الرغم من بعض الخطوات ذات الطبيعة العروبية التي اتخذها الحزب، مثل إيواء العراق للقيادة القومية التي ضمت قيادات من لبنان وسوريا واليمن والسودان والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ممثلين من أقطار المغرب العربي، وعلى الرغم من قيام العراق بتعيين بعثيين عرب في مراكز متقدمة في الدولة (قيادات عسكرية وسفراء ومستشارين ووكلاء وزارات.. إلخ)، إلا أن النظرة الوطنية العراقية الضيقة (الإقليمية)، والتوجس من قيادة الرئيس عبد الناصر، ومحاربة أولئك الذين يمثلون الفكر القومي العربي من ضباط ومدنيين، ظلت الأوضح طوال حكم حزب البعث، والدليل الأهم على ذلك التوجه هو أن الحزب فشل في توحيد دولتي العراق وسوريا التي حكمهما نفس الحزب، أضف إلى ذلك أن الحزب تحول إلى أداة في الترويج لعبادة الشخصية.

ولم ينتفع الحزب من تلك الفترة التي شهدت طفرة في العمل القومي المشترك كانت بغداد رائدته. فبعد زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس المحتلة عام 1977 ثم توقيعه اتفاقيات كامب ديفيد، دعا العراق إلى مؤتمر قمة عربي تم تلبيته من كل الملوك والرؤوساء العرب تقريباً وعقد في نوفمبر / تشرين الثاني 1978، واتخذت قرارات عروبية مهمة منها حث مصر على عد التصديق على الإتفاقيات والتشديد على الحقوق الفلسطينية. اُعتُبِرَ العراق آنذاك نقطة التجمع العربي. كما تم الإتفاق على هامش هذا المؤتمر على توحيد العراق وسوريا، وشكلت لجان عديدة لهذا الغرض.

إلا أن تنحي الرئيس أحمد حسن البكر عن الرئاسة وتسلم صدام حسين لها (1979) غير المشهد تماما. حيث قام الأخير بإتهام بعض قيادات حزب البعث بالإشتراك في مؤامرة ضده يرعاها النظام السوري للأطاحة به. وتم إعدام عدد من قيادات وكوادر متقدمة في حزب البعث، وقطعت العلاقات مع سوريا تماما. وتصاعدت الخلافات بصورة كبيرة بعد أن قام نظام البعث في سوريا بالإصطفاف مع إيران في حربها مع العراق وتزويدها باسلحة.

على صعيد العمل القومي، فلقد ركز حزب البعث في سنين الحكم الأولى على سياستين، الأولى محاولة استقطاب كل الأحزاب المعارضة أو المنافسة له شريطة أن يقبلوا العمل تحت قيادة الحزب بصيغة (الحزب القائد). وثانيا، وفي حال فشل ذلك يسعى إلى التضيق على تلك الأحزاب اوتصفية قياداتها. هذا الإجراء طال وشمل حتى القيادات القومية العربية في الخارج، وخاصة الضباط القوميين المقيمين في القاهرة، حيث جرت محاولات لإغتيالهم متهمين إياهم بـ (التآمر على النظام الجديد). وظل الموقف المتوجس من قيادة الرئيس عبد الناصر واضحا.

وجود حزب البعث في السلطة ونجاحه في بناء نظام قوي، مع أجزة أمنية واستخبارية متمكنة، قضى على كل محاولة لظهور تنظيم قومي بديل، وساعده في ذلك أن العديد من قيادات الحركة القومية العربية قاموا بالإصطفاف مع حزب البعث او الإنخراط فيه، وحصلوا على مناصب عليا نتيجة لذلك. وازدادت هذه الحالة بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر 1970.
من جانب آخر حاول النظام تشكيل تكتلات عربية تجعل من بغداد قطبا منافسا للقاهرة. ومثال ذلك المسارعة في دعم ثورة (الفاتح من سبتمبر) في ليبيا مع الإيحاء بأن البعث هو من فجرها. (في تلك الفترة برز اسم العقيد سعد ابو شويرب الذي يبدو انه كانت لديه علاقة مع حزب البعث ثم ظهر انه لا علاقة له بالثورة). وقام الرئيس أحمد حسن البكر بزيارة إلى ليبيا، ولكن اصطفاف معمر القذافي الكامل مع قيادة الرئيس جمال عبد الناصر أفسد هذه المحاولة. ثم توترت العلاقة بين الطرفين فيما بعد لما ظهر أن ليبيا زودت إيران بصواريخ بعيدة المدى لقصف بغداد. كما عمل القذافي على تجنيد ودعم وتمويل أطراف المعارضة العراقية القومية والكردية وتشجيعها للمشاركة في الحرب إلى جانب النظام الإيراني وضد الجيش العراقي، وهذا ما حصل. وهكذا انقطعت العلاقات بين الطرفين، العراقي والليبي.

في المحصلة النهائية فإن علاقة حكومة البعث في العراق قد توترت مع مصر، وانتهت بعد ضبط مجموعة من الطلاب والموظفين في السفارة العراقية في القاهرة قيل انها كانت تخطط لتشكيل خلايا تنظيمية للحزب في مصر. وبعد أن كشفت الأجهزة الأمنية المصرية ذلك التنظيم تم طرد المتورطين من القاهرة بعد فترة من الإحتجاز. ولم ينجح الحزب في أي مرحلة من المراحل في تجاوز خلافاته مع نظيره في سوريا ولم ينجح حتى في التقارب معها، وازداد الأمر سوءا عندما إصطفت سوريا أيضا مع إيران في الحرب مع العراق.

الحرب العراقية-الإيرانية

على صعيد آخر ساهمت الحرب العراقية ـ الإيرانية (1980 ـ 1988) في زعزعة الإيمان بالعروبة عند بعض العراقيين، لا بل إن مواقف بعض الدول العربية شكلت صدمة نفسية عند عدد غير قليل من العروبيين في العراق بعد أن شعروا بأنهم قد تُرِكوا لوحدهم في الحرب التي لم يكن لهم أي رأي فيها. وازداد هذا الشعور بعد أن ظهر واضحا إصرار القيادات الإيرانية بعد عام 1982 على احتلال أراضي عراقية بوجود صمت عربي من البعض وتعاون مع ايران من بعض آخر. لا بل إن خيبة أمل الكثير من العروبيين العراقيين قد ارتفعت عندما علموا أن دولا شقيقة وحركات قومية عربية قد اصطفت مع  إيران ومدتها بالأسلحة والمقاتلين لمحاربة الجيش العراقي.

الصدمة النفسية الثانية التي عانى منها العراقيون، والعروبيون منهم بالذات، حدثت في أثناء عدوان 1991 عندما اصطفت دول عربية مع التحالف الأمريكي وشاركت فيه لتدمير العراق وقتل شعبه. ولم تكتف بعض الأنظمة العربية، وعدد من الذين يطرحون أنفسهم كقادة أو منظرين للفكر القومي العربي، بالموقف المتفرج، وإنما أظهروا شماتة واضحة بما كان يجري للعراق. عزاء العراقيين الوحيد في تلك الفترة كان هو أن الرفض الشعبي الكبير للعدوان، وكذلك تضامن قلوب الملايين من العرب معهم. ويكفي أن نذكر ما كتبه المرحوم محمد حسنين هيكل عن كيف أن الجنود المصريين الذين أرسلوا إلى حفر الباطن للمشاركة في حرب التحالف الدولي على العراق عام 1991، كانوا يهللون ويكبرون عندما يسمعون بأخبار الصواريخ العراقية التي تطلق على إسرائيل. ثم جاءت الصدمة الأكبر في عام 2003 عندما وقفت أغلب الحكومات العربية متفرجة على التدمير والقتل الجماعي للعراقيين.

في تقييم سريع لتجربة حزب البعث في العراق، يمكن القول وجود الحزب في السلطة ونجاحه في بناء نظام قوي، مع أجزة أمنية واستخبارية متمكنة، قضى على كل محاولة لظهور تنظيم قومي بديل، وساعده في ذلك أن العديد من قيادات الحركة القومية العربية قاموا بالإصطفاف مع حزب البعث او الإنخراط فيه، وحصلوا على مناصب عليا نتيجة لذلك. وازدادت هذه الحالة بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر 1970.

إقرأ أيضاجذور الحركة القومية العربية في العراق.. معطيات ومبادئ

إقرأ أيضا: أثر الحصري وبعثيي سوريا ونكبة فلسطين في نشأة قوميي العراق

إقرأ أيضا: حركة عبد الوهاب الشواف وأثرها على مستقبل القوميين في العراق

إقرأ أيضاقصة التحالف القومي-البعثي لإسقاط حكم عبد الكريم قاسم في العراق

إقرأ أيضا: لماذا فشل قوميو العراق في إقامة وحدة كاملة مع جمال عبد الناصر؟


التعليقات (0)