سياسة دولية

أوكرانيا: المفاوضات تصادمية.. وتطلب من بابا الفاتيكان الوساطة

كييف لا تزال محاصرة ولم تتقدم القوات الروسية أكثر لاجتياجها حتى الآن- جيتي
كييف لا تزال محاصرة ولم تتقدم القوات الروسية أكثر لاجتياجها حتى الآن- جيتي

تشهد الحرب في أوكرانيا في يومها الـ28، استمرارا للمعارك في مدنها بين الجيشين الروسي والأوكراني، مع ازدياد الأوضاع الإنسانية سوءا، دون وصول المفاوضات بين موسكو وكييف إلى نتيجة تذكر حتى الآن، بشأن الحل. 

 

وكررت كييف مطلبها من الصين للعب دور لإنهاء الحرب، في حين دعا رئيسها كذلك بابا الفاتيكان إلى الوساطة من أجل وقف الحرب.

 

"مفاوضات تصادمية"


وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليل الثلاثاء، أن محادثات السلام مع روسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ شهر صعبة وتصادمية في بعض الأحيان.

 

لكنه قال: "نتحرك قدما خطوة خطوة".


وعلى الرغم من إجراء المفاوضين الروس والأوكرانيين محادثات بانتظام، فإن الجانبين يقولان إن أي اتفاق لا يزال بعيد المنال.


وقال زيلينسكي: "نواصل العمل على مختلف المستويات لتشجيع روسيا على التحرك نحو السلام... يشارك الممثلون الأوكرانيون في المحادثات التي تنعقد كل يوم تقريبا. إنها صعبة للغاية وأحيانا تصادمية... لكننا نمضي قدما خطوة خطوة".

 

ماريوبول المحاصرة

 

وفي كلمة مصورة، قال زيلينسكي أيضا إن 100 ألف يعيشون في مدينة ماريوبول المحاصرة في ظروف غير إنسانية، دون طعام أو ماء أو دواء.


كما اتهم القوات الروسية التي هاجمت ماريوبول بإحباط محاولات إجلاء المدنيين من المدينة.


وقال: "يوجد حتى اليوم نحو 100 ألف في المدينة في ظروف غير إنسانية، محاصرون تماما بدون طعام أو ماء أو دواء، معرضون لقصف متواصل".

 

اقرأ أيضا: قصف على كييف.. أوكرانيا تستعيد ماكاريف وقتال عنيف بدونباس
 

كارثة إنسانية في خيرسون

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أوليغ نيكولينكو، إن 300 ألف مواطن في مدينة خيرسون يواجهون كارثة إنسانية بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الروسي عليها.

 

وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر، الأربعاء: "يواجه 300 ألف مواطن في خيرسون كارثة إنسانية جراء حصار الجيش الروسي".


وأضاف: "الإمدادات الغذائية والطبية في خيرسون توشك على النفاد، لكن روسيا ترفض فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين".

 

 

 


وأكد ضرورة وقف التصرفات الروسية التي وصفها بـ"البربرية" قبل فوات الأوان.

 

طلب وساطة البابا

 

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، البابا فرنسيس إلى زيارة بلاده، والقيام بوساطة بين كييف وموسكو لإنهاء الحرب التي تشنّها منذ حوالي شهر القوات الروسية على أوكرانيا.


وفي أعقاب محادثة هاتفية جرت بينه وبين بابا الفاتيكان، كتب زيلينسكي في تغريدة على "تويتر"، أنّه "سيكون موضع تقدير قيام الكرسي الرسولي بوساطة لوضع حدّ للمعاناة الإنسانية" في أوكرانيا.

 

 

 

 

وفي رسالة مصوّرة بثّت ليل الثلاثاء-الأربعاء قال زيلينسكي: "لقد طلبت من (البابا) القدوم إلى بلدنا في هذه اللحظة المهمة للغاية".


وأضاف: "أعتقد أنّه بإمكاننا تنظيم هذه الزيارة المهمّة التي تقدّم دعما كبيرا إلينا جميعاً، إلى كلّ أوكراني". 


وأوكرانيا دولة يدين غالبية سكّانها بالمسيحية الأرثوذكسية، لكن فيها أيضاً أقليّة من الروم الكاثوليك يتركّزون في غرب البلاد، وتتبع كنيستهم مباشرة للفاتيكان.

 

اقرأ أيضا: لماذا تريد أوكرانيا إشراك تركيا كدولة ضامنة في حل الأزمة؟

وطائفة الروم الكاثوليك في أوكرانيا هي ثالث أكبر طائفة في البلاد، إذ يقدّر عدد أتباعها بحوالى 5.5 مليون شخص في بلد كان عدد سكّانه عندما بدأت الحرب قبل أقلّ من شهر حوالي 40 مليون نسمة.


وبحسب استطلاع للرأي أجري في 2021، فإنّ 9% من الأوكرانيين قالوا إنّهم ينتمون إلى هذه الكنيسة الكاثوليكية الشرقية، مقابل 58% للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلّة، و25% للكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو وعموم روسيا.

 

مناشدة الصين مجددا

 

وجددت أوكرانيا دعوتها للصين، من أجل لعب دور بارز، في ما يتعلق بوقف الحرب التي تشنها روسيا عليها.


وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني في تغريدة الثلاثاء: "تأمل كييف أن تلعب بكين دورا أبرز في إنهاء هذه الحرب".

 

 

 


وأضاف أنهم يتوقعون حوارا بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الصيني شي جين بينغ، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.


والأحد، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الصين إلى لعب دور مهم لحل النزاع.

 

قمة ناتو طارئة

 

وتشهد العاصمة البلجيكية بروكسل، الأربعاء والخميس، قمة طارئة لزعماء دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).


وستتناول القمة الحرب الروسية-الأوكرانية، وستتم خلالها مراجعة التدابير بشأن تعزيز قدرات الردع والدفاع للحلف.


وسيتم خلال القمة تبادل وجهات النظر بشأن الخطوات والقرارات التي ستتخذ لتحديد شكل مستقبل الحلف، بينما يتجه الناتو لعقد قمة مدريد في حزيران/ يونيو المقبل.

 

ودُعي الرئيس الأوكراني لمخاطبة قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يجتمعون الخميس في قمة استثنائية مكرسة لغزو روسيا لأوكرانيا، بحسب ما أفاد به الناتو الثلاثاء.


وقال مسؤول في حلف الأطلسي الثلاثاء، إن "الرئيس زيلينسكي مدعو لإلقاء كلمة في قمة الناتو عبر رابط الفيديو".


وأضاف: "ستكون فرصة لقادة دول الحلف للاستماع مباشرة من الرئيس زيلينسكي وهو يتحدث عن الوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب الأوكراني بسبب العدوان الروسي"، مضيفا أن الحلفاء الذين يقدمون "كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأساسية" لأوكرانيا، سيدرسون ماذا يمكنهم أن يفعلوا "لتعزيز" دعمهم.


وأكد سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم زيلينسكي مشاركة الزعيم الأوكراني في القمة، قائلا إنه سيسعى لطلب المساعدة لإنهاء الغزو الروسي، وفق ما ذكرت وكالة إنترفاكس-أوكرانيا.

 

بولندا تطرد دبلوماسيين روسيين

 

من جهتها، أعلنت بولندا، الأربعاء، طرد 45 دبلوماسيا روسيا.

 

وقالت إن الطرد جاء بسبب الاشتباه في قيامهم بالتجسس لصالح بلادهم، دون مزيد من التفاصيل.

 

ولم تكشف السلطات البولندية عن هوية الدبلوماسيين الروسيين المتهمين.


وفي وقت سابق الأربعاء، قالت وكالة الأمن الداخلي البولندية إنها "حددت 45 ضابطا في المخابرات الروسية يستخدمون الوضع الدبلوماسي غطاء للبقاء في البلاد".


وأوضحت أن هؤلاء الأشخاص "يشكلون خطرا على أمن بولندا".

أسلحة كيماوية

 

وتبادلت روسيا الاتهامات مع الولايات المتحدة وبريطانيا في الأمم المتحدة، بشأن احتمال شن هجوم بأسلحة كيماوية في أوكرانيا، لكن لم يقدم أي منها دليلا يدعم مخاوفهما.


وأدلى دبلوماسيون بهذه التصريحات للصحفيين، بعد أن أثارت روسيا مسألة تسرب للأمونيا في مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا المحاصرة، وألقت باللوم على "جماعات قومية أوكرانية" خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي. ورفضت بريطانيا والولايات المتحدة الاتهام.


وقال ديمتري بوليانسكي نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن القوات الروسية "لم تخطط قط أو توجه ضربات لأي منشآت أوكرانية تُخزَن أو تُنتج فيها مواد سامة".


وأضاف: "من الواضح أن السلطات القومية الأوكرانية، بتشجيع من الدول الغربية، لن تتوقف عند أي شيء لترهيب شعبها وتشن هجمات لاتهام روسيا".


وهذه هي المرة الثالثة التي تثير فيها روسيا قضية الأسلحة البيولوجية أو الكيماوية منذ أن بدأت باجتياح أوكرانيا.


وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد للصحفيين: "من الصعب ألا نستنتج - بالنظر إلى سجلهم في المملكة المتحدة، وفي روسيا ضد أليكسي نافالني، وبالنظر إلى ما رأيناه في سوريا - أن هذا قد يكون مقدمة لاختلاق الروس أنفسهم هجوما ما بأسلحة كيماوية".


ورفضت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، اتهامات روسيا، ووصفتها بأنها "عبثية".


وقالت: "قلقنا هو أن هذا تمهيد لخطط روسيا لاستخدام أسلحة كيماوية".


وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لم تر حتى الآن أي مؤشرات ملموسة على هجوم روسي وشيك بأسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا، لكنها تراقب معلومات المخابرات عن كثب. 


وقال الرئيس جو بايدن أمس الاثنين، دون تقديم أدلة، إن الاتهامات الروسية الكاذبة بأن كييف تملك أسلحة بيولوجية وكيماوية توضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفكر في استخدامها في أوكرانيا.


وشبه بوليانسكي الوضع في أوكرانيا بسوريا، حيث قال إنه أُلقي باللوم على حكومة النظام السوري المدعومة من روسيا في هجمات كيماوية شنتها "جماعات إرهابية".


ووجد تحقيق مشترك أجرته الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن حكومة النظام السوري استخدمت السارين، وهو غاز أعصاب، وكذلك الكلور مرات عدة سلاحا. كما أنها ألقت باللوم على تنظيم الدولة في استخدام غاز الخردل.

 

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.


وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".

التعليقات (0)