صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: تزايد التوتر الداخلي والحكومة تعيش حالة إحباط

التطورات الإسرائيلية تنذر بعودة التوتر من جديد وإمكانية الحديث عن انتخابات مبكرة جديدة- جيتي
التطورات الإسرائيلية تنذر بعودة التوتر من جديد وإمكانية الحديث عن انتخابات مبكرة جديدة- جيتي

مع استمرار الاستقطابات الحكومية الإسرائيلية، وتنامي أصوات المعارضة اليمينية بصورة متزايدة، سواء لاعتبارات تخص الساحة الداخلية، أو بسبب العلاقة مع الفلسطينيين، فإن المشهد الحزبي لا يعيش أفضل أحواله، الأمر الذي ينذر بعودة التوتر من جديد، وإمكانية الحديث عن انتخابات مبكرة جديدة، رغم تمترس أعضاء الائتلاف بمواقفهم.


في الوقت ذاته، ساهمت التطورات الإسرائيلية الأخيرة مع الفلسطينيين بصب مزيد من الزيت على نار التوتر الإسرائيلي الداخلي، سواء اللقاءات الأخيرة التي أجراها مسؤولون إسرائيليون مع رئيس السلطة الفلسطينية، أو إخلاء البؤرة الاستيطانية في شمال الضفة الغربية.


يعكوب باردوغو الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أن "رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزيرة داخليته آيليت شاكيد سمحا لبيني غانتس وزير الحرب ويائير لابيد وزير الخارجية بإعداد البنية التحتية لاتفاق أوسلو جديد، فضلا عن التحريض المستمر على كراهية المستوطنين، خاصة عقب اتهامات وزير الأمن الداخلي عومر بار-ليف، ونائب الوزير يائير غولان، وكل ذلك يجعل هذه الحكومة الأسوأ بالنسبة لمشروع الاستيطان".


وأضاف أن "الأمر لا يقتصر على التباين الداخلي حول الاستيطان، أو العلاقة مع الفلسطينيين، بل يمتد الخلاف الى شخصية رئيس الحكومة، الذي يتعرض للصراخ والشتائم والانتقادات من قبل أعضاء المعارضة، إلى الدرجة التي لم يعد يظهر فيها واثقًا من نفسه، بل يخرج بين حين وآخر زعيما يعكس سلوكه حالة من اليأس، وفوق كل شيء انعدام سيطرته على ما يحدث، وكأنه لا توجد يد على العجلة، وهو شعور يشترك فيه جميع الإسرائيليين، فضلا عن وزراء الحكومة".

 

اقرأ أيضا: مسؤول إسرائيلي ينتقد حكومته: فشلت بإبعاد التهديد المركزي
 

يمتد هذا الانطباع السلبي عن سوء أداء الحكومة الى سلوك الوزراء الذين لا يترددون في التعبير عن مدى ضآلة ثقتهم برئيسهم، واحترامهم له، وكأن الإسرائيليين أمام صبي يعاني من التنمر في ممر المدرسة، ويتنافس وزراء الحكومة مع بعضهم البعض على من سيهين رئيسهم أكثر، ولعل ذلك تجسد أكثر في سلوك وزير الصحة نيتسان هوروفيتس حول النقاشات الساخنة التي خاضها مع بينيت حول سياسة العزل بسبب كورونا.

 

في الوقت ذاته، تظهر حالة من الازدراء الواضح التي يتبعها وزراء حزب ميرتس اليساري برفض التصويت مع الائتلاف الحكومي، فضلا عن سلوك وزير الحرب غانتس تجاه الفلسطينيين، ويظهر كأنه الرئيس الحقيقي للحكومة، بلقاءاته المتكررة مع رئيس السلطة الفلسطينية، ويلتقي بملك الأردن، ثم يأتي وزير الخارجية لابيد ليطلق صرخته المهينة لرئيسه بأنه "بدون عملية سياسية، ينمو خطر تعريف إسرائيل على أنها دولة فصل عنصري".


كل هذه الأجواء جعلت من بينيت يشعر بحالة من المعاملة المهينة من قبل وزرائه ومعارضيه، على حد سواء، حتى إنه بات يشعر بعدم الراحة عند إدلائهم بتصريحات من شأنها أن تحبطه، وكان آخرها إعلان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، أهارون حاليوة، حين أكد أن الاتفاق النووي مع إيران أفضل لإسرائيل من فشل المحادثات، وهو بذلك يخالف موقف رئيسه بينيت بصورة فجة، دون أي احترام لرئيس الوزراء، وكأن الجميع يشنون عليه "حرب الأنا".


في الوقت ذاته، لا يتردد معارضو بينيت في اتهامه بأنه أمام هذه الهجمات من داخل الائتلاف وخارجه، يركض، ويرتجف، للتخلص من حالة الإحباط التي تحيط به، ومستويات الإهانة التي يتلقاها من الجميع، لأنه لا يوجد شخص واحد يكرمه كرئيس للوزراء، وهذا يؤلمه، ويدفع وزراءه نحو مزيد من عدم احترامه، ويبدو أن مسؤولي ديوانه يبلغون الآخرين عن بوادر انهيار حكومة الوحدة، بسبب نوبات الغضب والشك والاستقالات والتهديدات المتكررة في اختبارات جهاز كشف الكذب التي تجري على مختلف المستويات الوزارية.

التعليقات (0)