يشير الانفتاح التركي المتعدد الأبعاد على القارة الأفريقية إلى أنّ أنقرة بدأت توازن قوّتها الناعمة هناك بقوّتها الصلبة أيضاً. ويعتبر تواجدها العسكري في الصومال وليبيا علاوةً على ارتفاع أسهم صناعاتها الدفاعية في أفريقيا مؤشرا على ذلك..
إذا نجحت أنقرة في إفشال عمليات هذه الدول التجسّسية داخل حدودها، فإنّه ليس من المتوقع أن ينتهي الصراع الاستخباراتي الصامت مع هذه الدول وغيرها في أي وقت قريب..
واشنطن تريد أن تعود إلى اللعبة ذاتها، وحضورها من بوابة التطبيع عبر الآخرين يحقق لها موطئ قدم أكبر دون أن تكون في الواجهة، ويؤمن لها في نفس الوقت تحقيق تسويات مع إيران وروسيا من خلال تقديم تنازلات على شكل انفتاح عربي على نظام الأسد..
كلام إيران الرسمي عن باكو والذريعة هي إسرائيل لكنّ المقصود هو تركيا. يبقى السؤال هو: إلى أي مدى من الممكن لمثل هذا التوتر أن يتصاعد، وهل سيتوسع التنافس الإقليمي في تلك المنطقة ليضم عدداً آخر من اللاعبين في الخليج أو المنطقة العربية في وقت ما؟
مع محاولات تركيا ترسيخ دور فعّال في أفغانستان مؤخراً، لا شك في أنّ الجانب الإيراني يريد كبح الدور التركي في آسيا الوسطى، والطريقة الأمثل لفعل ذلك تكمن في محاولة تقويض دور أذربيجان..
إذا ما التزم بايدن بهذا الاتفاق، وأنهى التواجد الأمريكي العسكري في العراق في ظل الظروف السائدة، فهذا يعني أنّنا قد نصبح أمام سيناريو مشابه لما حصل في أفغانستان.
أعلنت أستراليا الأسبوع الجاري عن إلغائها إتفاقاً كانت قد عقدته في العام ٢٠١٦ مع فرنسا لإنتاج عدد كبير من الغواصات التي تعمل على الديزل وذلك في صفقة يقدّر ثمنها بحوالي ٩٠ مليار دولار وتهدف إلى تطوير قدراتها الدفاعية البحرية لمواجهة المخاطر والضغوط المتزايدة من الصين..
هناك من يحاول في مصر أن يوازن انفتاحه على تركيا بتأكيده على علاقة أقوى مع قبرص واليونان، وهذا ما يفهم من خلال اللقاءات المصرية مع كل من قبرص واليونان مؤخراً..
لا شك أنّ الصين تعدّ الرابح الأبرز ضمن الوضع الحالي، وستستفيد بالتأكيد من الوضع إذا ما تحقق الاستقرار في البلاد وتدفقت الأموال إلى أفغانستان وسُمح لها بالاستثمار وإعادة البناء. هذه المعطيات ستفتح لها آفاقاً واسعة لاسيما من خلا العمل مع باكستان أيضاً..
إنّ التحديات والمشاكل الحقيقية التي من المتوقّع أن تواجهها حركة طالبان لم تبدأ بعد ، وإنما ستظهر إلى السطح رويداً رويداً مع نهاية التواجد العسكري الغربي في البلاد، وبداية تسلّم الأفغان زمام أمرهم.
إن كان الحكم على سلوك طالبان سيحتاج إلى مراقبة أدائها العملي على أرض الواقع خلال المرحلة المقبلة، إلاّ انّه بإمكان المراقب أن يُلاحظ اهتمام المجتمع الدولي واللاعبين الإقليميين والدولييين بالمتغيّرات التي طرأت مؤخراً على المعادلة الأفغانية وأتاحت لطالبان السيطرة مبدئياً على أفغانستان..
بالرغم من أنّ الكوارث الطبيعية ليست بالضرورة بمثابة معيار للحكم على البلد المعني، أو على قدراته، أو على حكومته وأدائها، إلاّ أنّ الحرائق الأخيرة قد أثرت بالفعل على صورة تركيا وسمحت للكثيرين بتوظيفها للنيل منها..
الاقتصاد الصيني يحتل المرتبة الأولى عالمياً منذ العام 2014، وحتى إذا ما أردنا أن نقيس الناتج المحلي الإجمالي للصين من الناحية الاسمية وليس من ناحية القوّة الشرائية، فهو يحتل المرتبة الثانية عالمياً منذ العام 2010، ومن المتوقع له أن يتخطى نظيره الأمريكي..
لقد أدى استخدام ورقة اللاجئين من قبل المعارضة التركية في السنوات الأخيرة إلى توترات سياسية واجتماعية وصدامات خطيرة هددت أمن واستقرارا البلاد، لكن سرعان ما كان يتم احتواء مثل هذه الحملات وتنفيسها..
المفارقة هنا أنّه في حال لم يتم التوصل إلى إتفاق لإعادة الاتفاق النووي، فقد تجد تركيا نفسها أمام سيناريو إيران نووية، وهذا السيناريو لا يناسب كذلك أنقرة وتل أبيب، ما يعني أنّه من الممكن أن يخلق أرضية لعمل مشترك بينهما في هذا الصدد.
توصّلت كل من الولايات المتّحدة وطالبان إلى اتفاق يقضي بشكل أساسي بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان من خلال جدول زمني، مقابل تعهّد الحركة بعدم السماح لنشاط جماعات إرهابية واستهداف لمصالح الولايات المتّحدة وحلفائها، بالإضافة الى إقامة تسوية سياسية بين الحكومة وطالبان..