بات ذلك التساؤل يتردد مع كل مرة تأتي ذكرى الثورة "ثورة يناير" التي تشكل حدثا مركزيا في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، لتؤكد أن شعب مصر قادر على أن يقوم بالتغيير وأن يواجه الظلم الذي يحيق به..
في حدث كاشف افتضح الأمر الذي قام به المنقلب السيسي بسياساته وعمله الذي فرق بها جميعا هذا الشعب وأدى إلى تنابذه؛ كواحدة من أهم العلامات التي تؤكد على خطيئة من أهم انجازاته في زراعة الكراهية وصناعة الفرقة بين مكونات هذا المجتمع، ضمن حرفته الاستبدادية التي امتهنها حاملا الشعار التأسيسي "فرق تسد"
يطل علينا كل فترة المنقلب بطلته القبيحة وبكلامه السخيف ليعبر بفائض كلام وبأوصاف ترد على لسانه للشعب المصري في محاولة منه لحديث إثبات الوجود وملء مساحات الكلام من دون معان ذات قيمة..
في الواقع أن شبه الدولة ما زالت تتفنن في إخراج مشاهد لا يمكن بأي حال من الأحوال تصديقها أو التعامل معها إلا بالاعتبار الذي يؤكد ممارستها لحالة من "الاستهبال السياسي"..
جاء هذا الحكم المهم للمحكمة الإدارية العليا ببطلان اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، من خلال رفض الطعن الذي قدم من جملة طاعنين يمثلون الحكومة متورطين في هذا الطعن الذي يوصمهم جميعا بالتفريط والتنازل والخيانة.
مرت بمصر خلال بضعة أيام عدة مشاهد كلها تتعلق بأمن مصر بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن النظام الانقلابي الذي لا يؤتمن على أمن مصر الوجودي أو أمنها القومي، ظل يتلاعب بهذا الأمن وبأسسه وبجوهر ثوابته، حتى يمكنه أن يحصن مصالحه في تأمين سلطانه ومحاولة إضفاء شرعنة على نظامه.
قام المنقلب أكثر من مرة بتحدي حال المواطن والمواطنة، حينما افتعل تصنيفا غاية في الخطورة يحاول اتهام جزء من أهل هذا الوطن بكل تهمة من دون أي سند إلا معارضتهم بقوة ووضوح لانقلابه الفاجر الذي قطع به الطريق على مسار ديمقراطي واختطف رئيس منتخب...
يبدو لنا أن صناعة خطاب الكراهية عملية استطاع الانقلاب العسكري أن يقوم بها باقتدار ليس فقط ليبرر انقلابه أو يدعي أنه يواجه حربا أهلية، ولكنه عبر عن سياسة المستبد الذي ورث سياسة "فرق تسد" عن الاستعمار اللئيم فصار ذلك أسلوبا للاستبداد المقيم، يحاول صناعة الكراهية من كل طريق حتى يمكنه تفريق الناس شيعا و
في حديث للمنقلب إبان زيارته للبرتغال لإحدى محطات التلفزة البرتغالية، واصل بث الكثير من أكاذيبه وإفكه، في محاوله لتبرير انقلابه من جهة، وتمرير ممارساته الفاشية من جهة أخرى، والتأكيد على تحاشيه حربا أهلية من جهة ثالثة، وهو في حقيقة الأمر يحاول ضمن هذه الكلمات التي يطرحها أن يغطي ذلك العوار الفاضح.
لاحظت في الآونة الأخيرة هبوب رياح عاصفة لمواسم هجاء الشعب المصري من بعض هذا الشعب المصري، واعتبر ذلك مسألة خطيرة، يؤشر ذلك على أن هذا الشعب الذي انقسم على نفسه قد أصابه شرخ كبير من الواجب العمل على التئامه..
من الضروري إلقاء الضوء على معالم رؤية الجنرالات لأنفسهم وللشعب المصرى، كيف يدركون أنفسهم كدولة فوق الدولة، وكيف يحتقرون الشعب المصرى ويرونه عبئا عليهم، وذلك من خلال اختيار عدد من التصريحات النموذجية الصادرة عن الجنرالات منذ ثورة يناير وحتى الآن في مواقف متعددة، إضافة إلى تحليل ما ورد في التسريبا
لا ندري كيف يصل الحال إلى هذا الحد، لكن يمكننا التذكير بمقولة سائدة في الأوساط العربية حولتها الثورات العربية إلى أسطورة، تقول الأسطورة إن العسكريين هم أكثر الناس حرصا على الأرض وحمايتها..
في عهد الجنرال المنقلب، الذي قال مقسما "أنه لو ينفع يتباع لباع نفسه"، حينما قال ذلك تندر الناس ولم يتصور البعض أن مقالته تلك، كانت إشارة إلى بيع كل ما يمكن بيعه، بدأ بالتنازل عن الحقوق المائية لمصر وتوقيع اتفاقية بناء سد النهضة الإثيويبي..