لم يكد يمر وقت قصير على الانقلاب في مصر وارتكاب مجزرة رابعة؛ إلا وقد بدأ يتردد السؤال الاكبر والأهم عن مصير التحولات الفكرية والسياسية في سلوك الحركة الإسلامية وأفكارها.
بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية كان الناس مشغولين بالحدث وتفاصيله وكيف تم ومن المسؤول عنه ولماذا نفذ؛ بينما كنت مشغولا بالبحث عن ردود فعل الإعلام الموجه من قبل الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة لأفهم ما سيترتب عليه، إذ أن الأهم من التوقف عند الحدث هو البحث عن دلالته في المستقبل..
يرى الكاتب أنس حسن إن على الإسلاميين التحلل من حدود الدولة القطرية التي صنعتها سايكس بيكو، وأن عليهم أن يعودوا للتبشير بمرجعيتهم الأممية التي عرفوا بها تاريخيا.
يرى الكاتب أنس حسن أن تجربة الإخوان مع الإصلاح من داخل الدولة ربما تكون قد وصلت إلى نهايتها بعد الانقلاب ومقتل الآلاف في رابعة والنهضة، ولهذا فهو يعتقد أن الأحداث أعادت أفكار سيد قطب للواجهة من جديد، بما فيها من دعوة للقطيعة بين الإسلاميين و"الدولة القومية الحديثة".
يرى الكاتب أن النظام المصري يمارس المزيد من الضغط على جماعة الإخوان للحصول على المزيد من التنازلات من الجماعة، ولكنه يعتقد أن وجود القيادات الإخوانية داخل السجن قد يؤدي إلى ظهور قيادات شابة ترفض مبدأ التنازل، وهو ما سيدفع النظام للبحث عن خيارات أخرى.
منذ فض رابعة يعيش الإسلاميون في مصر وفي القلب منهم الإخوان المسلمون حالة من الضبابية الشديدة وعميانية الرؤية بعد ضياع مسار "الديموقراطية" بشكل كامل على أرصفة الدم المهدور في رابعة والمغدور في النهضة