في حين أن "الفلسطينيين قد ضيعوا كل فرصة" للاعتراف بحق مضطهديهم في قمعهم، فإن إسرائيل، للحق، لم تفوّت أي فرصة لمطالبتهم بذلك. أما "رؤية" ترامب الأخيرة "لتحسين حياة الشعب الفلسطيني والإسرائيلي"، وهو العنوان الذي اختاره لخطته، فهي ليست سوى نسخة محدثة من هذا المطلب الاستعماري والعنصري..
يشكل قرار حكومة ترامب الأخير باعتبار إقامة المستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية وهضبة الجولان متوافقا مع القانون الدولي ولا ينتهكه؛ النتيجةَ المنطقية لـجهود ترامب وإسرائيل في إنكار حق العودة الفلسطيني، وإعادة تعريف من هو اللاجئ
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح إذًا هو ما إذا كانت جي ـ ستريت هي بالفعل "لوبي ليبرالي" بديل عن "أيباك" الأكثر محافظة في واشنطن العاصمة، أو ما إذا كانت جماعة ضغط أخرى، تضاف إلى سابقاتها، "مؤيدة لإسرائيل ومؤيدة للسلام" وتدعم التفوق العرقي اليهودي في إسرائيل
خسرت اليوم معظم شعوب المنطقة أغلبية حقوقهم الاقتصادية، ونتيجة خيانة الليبراليين العلمانيين لالتزامهم المزعوم بالديمقراطية السياسية عبر دعمهم للانقلابات على إسلاميي الجزائر والضفة الغربية وغزة ومصر، لم تحصل شعوب المنطقة بالمقابل لا على حقوق سياسية ولا "حقوق إنسان".
بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، التي جرت الربيع الماضي، اعتبرت أوساط سياسية وإعلامية في الغرب أن المجتمع الإسرائيي بات أقل ديمقراطية وأكثر عنصرية وشوفينية.
لطالما كانت الصهيونية، مثل المشاريع الاستعمارية الاستيطانية، مهووسة بقضايا العرق. فقد برزت في أوج عصر الاستعمار الأوروبي وصعود علم الأعراق، وسعت إلى الإفادة من الاثنين..
على مدى العقدين الماضيين، أصبحت مقاطعة إسرائيل جزءاً مهماً من مقاومة الشعب الفلسطيني وداعميه عالمياً في النضال ضد العنصرية والاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري الإسرائيلي.
مناصرة الصهيونية هي الشكل الوحيد المحترم لمعاداة السامية اليوم، حيث يرحب بها من قبل الحكومة الإسرائيلية وأنصار الصهيونية من القوميين البيض في كل مكان في السنوات الأخيرة، وفي خضم النجاح المتزايد لحركة بي دي إس لمقاطعة إسرائيل، راحت الأصوات المناصرة لإسرائيل تعبر عن كثير من القلق بشأن الدوافع المعادية للسامية لدى جميع الحركات المناهضة للاستعمار الاستيطاني ولعنصرية الدولة وللاحتلال العسكري الإسرائيلي.