اعتقال “أوكتار” بعد ثبوت علاقاته المباشرة بالكيان الإسرائيلي، يؤكد مرة أخرى أنّ مثل هؤلاء المُنحرفين من رموز الحركات الهدامة الجديدة، هم صنيعة الدوائر الصهيونية، التي لا تألُ جهدها في ضرب الإسلام والمسلمين في عمق هويتهم، أو على الأقلّ رعايتهم السامية، ودعمهم المالي والإعلامي.
هؤلاء المُبدعون فوق المستطيل الأخضر، الذين يصنعون اليوم فرحة الفرنسيين، مثلما أهداها من قبل الأسطورة “زيزو” اللقب العالمي الوحيد في رصيدها، ما هم في مرآة التاريخ القريب سوى أثر بيّن على جرائم الاحتلال في بلدان إفريقيا، فقد نهبت فرنسا خيراتها وسرقت ثرواتها ثمّ هجّرت سكانها قسرا بفعل الظروف القاسية.
تشبّث السلفيّين بزعمِ احتكار الفهم الديني وتطبيقاته على الوجه الصحيح يشكل انزلاقا خطيرا يهدّد النسيج الاجتماعي، ذلك أنّ بعض غلاتهم أصبحوا ينزّلون فقه "الولاء والبراء" على أفراد المجتمع قياسا إلى تصنيفاتهم الواهية، فيقاطعون "المبتدعة" في حكمهم، ولا يردّون عليهم حتّى تحيّة الإسلام.
الأمرُ ذاته ينطبق على وضعية الأئمَّة فوق المنابر؛ فهؤلاء ممنوعون من "تسييس" المساجد، عبر تناول قضايا الشأن العامّ الحسّاسة، مثل ظاهرة الفساد والحكم الراشد والإصلاح السياسي... ولكنهم مأمورون في آنٍ واحد بالدعاية الانتخابية والتجنيد لمبادرات السلطة في كل المواعيد!