ملفات وتقارير

إسلاميو الأردن يخفقون في التمدد داخل مجلس النواب

أخفقت كتلة الإسلاميين في الحصول على عضوية لجان سيادية بمجلس النواب- فيسبوك
لم تجرِ الرياح بما تشتهي سفن كتلة التحالف الوطني للإصلاح، المؤلفة من عشرة مقاعد لأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين وخمسة للمتحالفين معهم، بعدما أخفقت الكتلة في حصد رئاسة مجلس النواب، ورئاسة لجان "سيادية"، في المجلس الذي عقد أولى جلساته الاثنين الماضي.
 
وحصل رئيس الكتلة عبدالله العكايلة، على 21 صوتا، في مقابل 69 للنائب عاطف الطراونة، و34 للنائب عبد الكريم الدغمي، وأربعة أوراق ملغاة، وورقة بيضاء، من أصل 130 صوتا- عدد أعضاء مجلس النواب الأردني.

وأخفق عضو "التحالف الوطني" نقيب المحامين الأسبق النائب صالح العرموطي، بالفوز بعضوية اللجنة القانونية؛ إحدى أهم اللجان في المجلس التي حصدت فيها الكتلة ما نسبته 9 بالمئة فقط، بحسب تقرير "برنامج راصد لمراقبة الانتخابات".

وتكسرت طموحات الإسلاميين على وقع التكتلات النيابية التي شكلت قبيل انتخابات رئاسة مجلس النواب، ولم تستطع الكتلة التمدد وتكثير عدد أعضائها، كما كان يطمح العكايلة الذي أعلن في مؤتمر صحفي عقب الفوز بالانتخابات في أيلول/ سبتمبر، أن المرحلة القادمة ستكون "تشكيل أغلبية نسبية في البرلمان، قادرة على تشكيل الحكومة إذا قُدر لها ذلك".

وألقى النائب صالح العرموطي، باللوم في إخفاق كتلته على ما أسماه "ضغوطا وتكتلات داخل المجلس؛ هدفت لمنع كتلة التحالف من الفوز في بعض اللجان".

وقال لـ"عربي21" إن "تحالفات قادتها كتل معينة ضد كتلة التحالف الوطني للإصلاح؛ حالت دون وصولي شخصيا للجنة القانونية، خشية أن أترأسها"، مشيرا إلى أن هذه اللجنة تعد "المطبخ الأساس للقوانين والتشريعات في مجلس النواب".

ورغم "التكتلات المضادة"، فقد استطاعت كتلة التحالف الفوز بعضوية لجان "غير سيادية"، منها -بحسب الناطقة باسم الكتلة ديمة طهبوب- لجان الإعلام وفلسطين والطاقة واللجنة الإدارية والمرأة ولجنة الحريات.

إقرأ ايضا: هل تبتلع قوى الشد العكسي طموحات نواب "التحالف" بالأردن؟
 
إقصاء للإسلاميين
 
وقال الصحفي المتخصص في تغطية المجالس النيابية، وليد حسني، إن كتلة التحالف الوطني للإصلاح تعرضت للإقصاء، "ولكنه ليس إقصاء تاما"، مؤكدا أن "بعض الكتل تحالفت لحصد مقاعد بعض اللجان المؤثرة والسيادية -كلجنة العلاقات الخارجية واللجنة المالية ولجنة الاستثمار- لأنهم أرادوا إبعاد الإسلاميين عنها".

وفسّر ما حدث في انتخابات رئاسة المجلس واللجان بـ"التقاسم المنفعي بين الكتل النيابية"، مشيرا إلى أن هذا التقاسم تسبب باقتصار مشاركة الإسلاميين على بعض اللجان الدائمة التي لا تعد مطمعا أو هدفا استراتيجيا لهم.

وتوقع حسني في حديثه لـ"عربي21" أن يخفق الإسلاميون في تشكيل كتلة ذات أغلبية، مستدركا بالقول إنهم "قد ينجحون في جلب مناصرين لهم؛ يتعاونون معهم في بعض القضايا".

ولكن النائب العرموطي يدعو للتريث، قائلا: "لا نستطيع الحكم على ذلك، فمن الممكن التوسع في الأيام القادمة، وخصوصا مع وجود قواسم مشتركة بين بعض النواب"، مشيرا إلى أن كتلته "تسعى إلى إجراء ائتلاف مع كتل أخرى".
 
خروقات

بدوره؛ سجل فريق "راصد" لمراقبة الانتخابات؛ خروقات لنزاهة انتخابات لجان مجلس النواب، التي أجريت على مدار ثلاث جلسات متتالية يومي الأحد والاثنين الماضيين.

وقال تقرير لـ"راصد" صدر الأربعاء، إنه تم "خرق سرية التصويت في أكثر من حالة، حيث تجمع أكثر من نائب عند المعزل المخصص لعملية التصويت، وهو ما يحدّ من حرية العملية التصويتية".

وأضاف التقرير أنه "تمت ملاحظة تجمهر عدد من النواب أكثر من مرة عند لجنة الفرز والاقتراع، وعزوف النواب عن التسجيل لمجموعة من اللجان الدائمة".

ودعا "راصد" إلى "تضمين النظام الداخلي لمجلس النواب الأردني نصوصا تضمن عدم ممارسة أي إجراءات وممارسات من شأنها التأثير على عملية التصويت، كما أن النظام الداخلي يجب أن يتضمن نصوصا عقابية في ما يتعلق بانتهاك سرية التصويت".