سياسة عربية

الأمم المتحدة: نصف 2016 الأول كان الأكثر عنفا في سوريا

التعذيب والاعتداء الجنسي منهج تعامل القوات الحكومية ـ أرشيفية
أصدرت الأمم المتحدة تقريرا جديدا عن الأوضاع في سوريا، أعلنت فيه أن النصف الأول من هذه السنة شهد تصاعدا في أعمال العنف بين الأطراف المتصارعة، سجلت فيه أن اتفاق التهدئة كان أملا لم يكتب له النجاح.
 
وقالت الأمم المتحدة في تقريرها الثاني عشر عن سوريا إن النصف الأول من العام الجاري شهد تصاعدا مستمرا في القتال في سوريا بدلا من تخصيص تلك الفترة لإغاثة المدنيين العالقين في الصراع.

وأضاف رئيس لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية أن "اتفاق التهدئة كان بمثابة ومضة أمل للمدنيين الذين احتملوا خمسة أعوام من العنف المروع".

وحثت المنظمة أطراف الصراع على "بث الحياة في الهدنة المتعثرة" في البلد الذي مزقته الحرب.

وشددت اللجنة، المكونة من ثلاثة أشخاص، على أهمية إعادة العمل بالهدنة، داعية إلى مزيد من الدعم للمبعوث الأممي في سوريا ستافان دي ميستورا وإلى "إحياء الأمل الذي بزغ لفترة في بداية العام".

وقالت المنظمة إن 600 ألف شخص على الأقل يعيشون تحت الحصار في سوريا، إضافة إلى 300 ألف عالق في مدينة حلب وحدها.

وكان البرازيلي باولو سيرغيو بينهريو الذي يترأس لجنة التحقيق اتهم أطراف الصراع مرارا بارتكاب جرائم حرب بعضها يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وجدد أعضاء اللجنة مطالبتهم لمجلس الأمن بإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وأضاف التقرير أن "القتل خارج إطار القانون بما في ذلك القتل أثناء الاحتجاز والتعذيب والإعدامات دون محاكمة أصبحت علامات مميزة للصراع الملطخ بالدماء".

وتابع التقرير أن "التعذيب والاعتداء الجنسي" منهجان في التعامل مع المحتجزين لدى القوات الحكومية بشكل خاص.

وأعربت اللجنة عن قلقها بشكل خاص بشأن تزايد الهجمات التي تستهدف المستشفيات والطواقم الطبية خلال الستة أشهر الماضية وما يمثله ذلك من تأثير على الوصول إلى المرضى والأشخاص الأكثر احتياجا للرعاية الطبية.

وأضافت أن معظم تلك الهجمات "نفذتها القوات الموالية للحكومة السورية".

ويعتقد محللون أن تلك الخطوة صعبة التنفيذ في ظل استمرار دعم روسيا، العضو في مجلس الأمن، لنظام الرئيس بشار الأسد في دمشق.

وفشلت الولايات المتحدة وروسيا في التوصل لاتفاق لوقف العنف في سوريا خلال محادثات بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين وصفت بأنها كانت "بناءة" أجريت على هامش مؤتمر مجموعة العشرين.

وكان اتفاق بين أطراف الصراع لوقف إطلاق النار سرى في سوريا منذ منتصف ليل 27 شباط/فبراير.

وأتاحت الهدنة المؤقتة الفرصة لإدخال مساعدات إنسانية لبعض المدن والقرى لأول مرة منذ أعوام لكنها لم تستمر سوى لأسابيع قليلة.