سياسة عربية

الظواهري يهاجم الإخوان ويسرد مواقفهم مع حكام مصر

شن هجوما قاسيا على الإخوان بالتزامن مع ذكرى مجزرة رابعة - أرشيفية
وجّه زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، رسائل إلى شباب جماعة الإخوان المسلمين في مصر، عبر سلسلة حلقات جديدة بدأها بعنوان "رسائل مختصرة لأمة منتصرة".

الظواهري وفي الحلقة الأولى التي بثتها مؤسسة "السحاب" بعنوان "من يحمي المصحف؟"، انتقد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الشيخ حسن البنا.

زعيم تنظيم القاعدة أطرى على البنا، ومدحه بشدّة، كما انتقده أيضا بشدّة، قائلا إن أخطاءه نتج عنها كوارث مدمرة.

حيث قال: "قصة مصر لم تبدأ في 25 يناير، ولم تنته بمجازر رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري، القصة أقدم من هذا".

وتابع: "القصة بدأت مع الإمام الشهيد المصلح حسن البنا رحمه الله، هذا الداعية العبقري، الذي انتشل الشباب من الملاهي والخمارات وحلقات التصوف المنحرف، ونظمهم كتائب مرتبة تجاهد في سبيل الله، ولكنه مع هذه الإنجازات العظيمة ارتكب أخطاء جسيمة، أدت لمفاهيم فاسدة، نتجت عنها كوارث مدمرة".

وانتقد الظواهري تأييد البنا -ظاهريّا- للملك فؤاد، قائلا إنه "لم يكن سوى حاكم فاسد، يحكم بمقتضى أول دستور علماني في تاريخ مصر، بل وفي تاريخ الدساتير العربية، وجاء من بعده -على نسقه- ولده فاروق، الذي بالغ حسن البنا -رحمه الله- في تأييده، فحين تولى الحكم أعلن الشيخ حسن البنا -رحمه الله- مبايعة الإخوان له على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".

وشدّد الظواهري في كلمته على وصف حسن البنا للملك فاروق بأنه "حامي المصحف"، وإطلاق لقب "أمير المؤمنين" عليه، واصفا البنا حينها بـ"المخادع"؛ بسبب رسائله إلى الملك فاروق، التي كان يثني بها عليه.

الظواهري قال إنه وبعد مشاركة الإخوان في الانتخابات البرلمانية وتشريعهم لها، "اكتشف الإمام الشهيد -رحمه الله- أن كل هذا عبث في عبث، ومخالفة لأحكام الشرع، فكتب مقالا شهيرا بعنوان (معركة المصحف) قبل استشهاده بثمانية أشهر، يقر فيه بأن كل ما في الدستور والقانون المصريين لا يجعل مصر دولة إسلامية، وأن هذا ليس من حكم الله في شيء، بل هو خروج عليه، وأن على الأمة أن تخوض معركة المصحف ضد حكامها لتلزمهم بأحكامه".

وأضاف: "ثم كانت نهاية الإمام الشهيد -رحمه الله- على يد من سماه حامي المصحف، فقتله الملك فاروق في فبراير من عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين".

وتابع متسائلا: "فهل تبرأ أتباع حسن البنا من قاتله؟ أم سماه الأستاذ الهضيبي -رحمه الله- "الملك الكريم"؟ واستمروا في منافقة فاروق، ثم تحالفوا مع عبد الناصر ضده، ثم انقلب عليهم عبد الناصر، وكان من قضاته أنور السادات، الذي حكم بالإعدام على فقيه الجماعة، المستشار عبد القادر عودة ورفاقه رحمهم الله".

وواصل حديثه قائلا: "تحالفوا مع السادات بعد موت عبد الناصر، فأفسح لهم حرية الحركة. ولما قتل تحالفوا مع حسني مبارك قاتل كمال السنانيري، فساروا في مظاهرة النفاق من مجلس الشعب للقصر الجمهوري؛ ليبايعوه لمدة ثانية، وتمتعوا معه بقدر كبير من الحرية، في صفقة سيئة؛ لتنفيس غضب الشباب ومهاجمة المجاهدين، ثم انقلبوا عليه، واصطفوا وراء البرادعي مبعوث العناية الأمريكية، ولما قامت الثورة كانوا أول المساومين، فتحالفوا فورا مع المجلس العسكري".

ولم يكف الظواهري عن مهاجمة الإخوان، قائلا: "هل خاضوا معركة المصحف ضد قاتليهم كما أمرهم شيخهم؟ للأسف لقد تجاهلوا أمره، واستمروا في المغالطة ذاتها لأحكام الشرع وحقائق الواقع".
 
وأردف قائلا: "إذا كان شيخهم الشهيد يغالط الحقائق، فيصف فاروقا بحامي المصحف، والدستور المصري بالمتفق مع الإسلام، فإن تلاميذه لم يكتفوا بهذا، بل تمادوا بعيدا، فتبنّوا لغة علمانية صريحة تؤكد على الدولة الوطنية، وأعلنوا -كأي علماني لا ديني- أنهم لن يحكموا بالشريعة إلا إذا حكم عليهم أغلب المصوتين بذلك، وأنهم ملتزمون بكل الاتفاقات مع أمريكا وإسرائيل، وعلى هذا خاضوا انتخابات ما بعد الثورة، التي أدت لفوز محمد مرسي برئاسة الجمهورية".

وحول الرئيس محمد مرسي، قال الظواهري: "غالطوا أنفسهم مرة أخرى، وظنوا أنهم حققوا ما كانوا يتمنونه طول عمرهم، ومحمد مرسي في التوصيف الشرعي ليس إلا حاكما علمانيا لدولة علمانية، لا فرق بينه في ذلك وبين حسني مبارك، وهو يقر مثله بالشرعية الدولية واتفاقات الاستسلام مع إسرائيل والشراكة مع الولايات المتحدة".

ولم ينكر الظواهري أن "محمد مرسي أفسح الحرية للجميع، بما فيهم رموز التيار الجهادي، ولعل هذه إحدى جرائمه -التي لم تغفرها له- أمريكا ولا أذنابها".

واعتبر الظواهري أن "الإخوان منذ سقوط حسني مبارك حتى اعتقال محمد مرسي لم يتخذوا أي إجراء جدي لإزالة دولة الفساد والتمكين للنظام الجديد، دعك من النظام الإسلامي".

وأضاف: "ظل نفس المجرمين في القضاء والجيش والشرطة والأمن، وهؤلاء تربوا على منهج الثعالب والذئاب، أما الإخوان فقد ربوا أنفسهم على نظرية مزرعة الدواجن، التي يتكاثر فيها الدجاج سعيدا بما يُلقى له، متجاهلا من حوله من اللصوص والوحوش".

ودعا الظواهري في نهاية كلمته إلى "مراجعة المسيرة، وتصحيح الأخطاء، لا أن نكررها، وعلى كل مسلم غيور في مصر وبلاد الربيع العربي والعالم الإسلامي، وفي كل الدنيا، أن يكون أسدا في عقيدته وسلوكه، فإن من لم يستأسد أكلته الذئاب".

وختم قائلا: "علينا أن نربي ناشئتنا تربية الأشبال لا الحملان، وأن نخوض معركتنا بكتاب يهدي وسيف ينصر، فهل وصلت الرسالة، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد".