كتاب عربي 21

شجاعة النقد الذاتي

1300x600
آية الله مرتضى مطهري (1338 - 1400هـ ، 1920 - 1980م) واحد من علماء الشيعة وفلاسفتها، وقائد من قادة الثورة الشيعية الإيرانية، وهو تلميذ لآية الله بروجردي (1292 - 1380 هـ ، 1875 - 1961م) وللإمام الخميني (1320 - 1409 هـ ، 1902 - 1989م)، وعندما استشهد مطهري بكاه الخميني، وقال: "لقد فقد ابني العزيز الذي هو قطعة من جسدي".

ولآية الله مطهري كتاب عنوانه "نقد الفكر الديني" قدم فيه حقائق يحسن أن يعرفها الذين ينخدعون بالكتب الدعائية، التي تخفي الحقائق تحت ستار الحديث عن مناقب آل البيت، يقول مطهري:
"إن الحركة الأخبارية، التي بنت المذاهب على الأخبار والمرويات، قد استبعدت حجية القرآن الكريم، وحجية العقل، وحجية الإجماع!، لقد عارضوا القرآن لأنه -برأيهم- أرفع مرتبة من أن يفهمه البشر العاديون، بل لا يحق لأحد غير الأئمة أن يفهم القرآن، وهو إنما نزل كي يفهمه الأئمة فقط؛ ولذلك علينا أن نبحث عن الأحكام في الأخبار المروية عن الأئمة، فنحن لسنا مخاطبين بالقرآن، ولقد أدى هذا الموقف -باعتراف مطهري- إلى المساس باعتبار القرآن، وإلى الزعم بتحريف القرآن!.

كذلك عارضت المدرسة الأخبارية -التي أسست المذهب الشيعي- حجية العقل، وقالوا: "إن الدين ليس من مجالات تدخل العقل، فعلى الإنسان أن يخطئ عقله، وإذا ما وجدنا رواية تخالف العقل علينا أن نرفض العقل، ولا نسمح له بالتدخل"، ولذلك دعوا إلى الأخذ بالروايات دون التمييز بين الصحيح والسقيم.

كذلك أسقط الأخباريون حجية الإجماع، لأنه -عندهم- من أدلة أهل السنة، وهو وسيلة استخلاف أبي بكر، وتنحية الإمام علي عن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد أشار مطهري إلى نوعيات المرويات والأخبار التي شاعت في المذهب الشيعي، من مثل المرويات التي تجعل الناس يدفعون قسما من الأموال لسدنة المراقد المقدسة كي يدفنوها بالقرب من أولياء الله -في النجف وكربلاء- حيث لا تجرؤ الملائكة على تعذيبهم، فالدفن في هذه الأماكن يؤدي إلى تجاوز السيئات، ويغني عن كل شيء، وحتى لو قضينا عمرنا الطويل دون تقوى ودون عمل، ثم نوصي أن يحملوا جنائزنا إلى النجف لندفن هناك، فستنصلح أمورنا"!.

وكذلك المرويات والأخبار "التي تجعل التشيع وحب أهل البيت وسيلة للتهرب من تحمل المسؤولية، فالانتماء إلى الإمام علي كاف للنجاة، وهناك رواية مشهورة تقول: "حب علي حسنة لا تضر معها سيئة"!، ويكفي لضمان السعادة والخطوة عند الله أن يطلق المرء على نفسه اسم شيعي، وإن الأعمال الصالحة من غير الشيعة غير مقبولة، وإن الذنوب والسيئات التي يرتكبها الشيعة كلها مغفورة"!

وكذلك الروايات التي نسجت الأساطير حول الإمام علي، وسيفه الذي شق أحد أبطال اليهود في خيبر نصفين متساويين، ثم تعداه إلى جبريل فجرحه جرحا مرض جبريل بسببه أربعين يوما، الأمر الذي أخر صعوده إلى السماء تلك المدة حتى يعالج جراحه من سيف الإمام علي!.

وإذا كانت الشيعة قد بنت مذهبها وعقائدها على الروايات التي جمعها الكليني (328 هـ ، 941م) - الذي يلقبونه "بثقة الإسلام"! - في كتاب "الكافي"، فإن آية الله مطهري يقول عن هذه الروايات: "إننا لو أمعنا النظر فيها لوجدناها باطلة"!.

ويؤكد هذه الحقيقة -التي أشار إليها مطهري- ما ذكرته دراسة شيعية معاصرة، نشرت بكتاب الشيخ رسول جعفريان "أكذوبة تحريف القرآن بين السنة والشيعة"، طبعة طهران 1985م، 

وأثبتت هذه الدراسة أن ثلثي أحاديث كتاب "الكافي" ضعيفة، فعدد أحاديث هذا الكتاب 16199 لم يصح منها سوى 5072، أي أقل من الثلث!!.

وهكذا وبشهادات شيعية كتبها علماء وفلاسفة بلغوا رتبة "آية الله"، نرى نوعية الأسس التي بُني عليها المذهب، وكيف أن المدرسة الأخبارية قد بنت المذهب على المرويات السقيمة، بعد استبعادها القرآن والعقل والإجماع!