صحافة دولية

إندبندنت: صحيفة أسترالية تصور مفتي أستراليا كقرد

إندبندنت: صحيفة أسترالية تثير عاصفة من الجدل لتصويرها مفتي أستراليا قردا - أرشيفية
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن صحيفة أسترالية أثارت عاصفة من الجدل، عندما وضعت صورة لمفتي أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد ساخرة منه،على شاكلة قرد

ويشير التقرير إلى أن صحيفة "ديلي تلغراف" في سيدني أطلقت سخريتها للمفتي المولود في مصر على الصورة الثلاثية لقرود "حكيمة"، وتحتها العبارة الشهيرة التي تقول "ألا ترى شرا ولا تسمع شرا أو تتكلم شرا"، وتعني ألا تشارك في الأمر أو تغض الطرف عنه. وعادة ما يضاف إليها "ألا تفعل شرا". 

وتبين "إندبندنت" أن الصحيفة قامت باستبدال القرود بصورة المفتي، وكتبت تحتها "ألا ترى مشكلة ولا تظهر اهتماما ولا تتكلم الإنجليزية"، وأرفقت اللوحة الثلاثية بكلمة "المفتي الأحمق". واتهمت الصحيفة بإثارة مشاعر الكراهية ضد المسلمين.

ويلفت التقرير إلى أن العبارة الشهيرة تعود إلى مثل ياباني، حيث صورت ثلاثة قرود، وهي – ميزارو وكيكازار وإيوازارو، وهي تضع يديها على عيونها وآذانها وفمها. وتستخدم لوصف الشخص الذي يغض النظر عن تصرفات غير مرغوب فيها.

وتنقل الصحيفة عن "الغارديان" قولها إنه من قلة الأدب أن تصور آسيويا أو أفريقيا أو مواطنا في الشرق الأوسط بصورة قرد. ورد الكثير من الناس على هذا الاستفزاز بالتعليق على "توتير"، حيث اتهموا الصحيفة بمحاولة تهميش المسلمين، ووصف آخرون السلوك بأنه "يصل إلى درجة التحريض على الإرهاب".

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الصور جاءت انتقادا لرد المفتي على هجمات باريس الأخيرة، حيث جاء من خلال بيان صحافي وزع على الإعلام. وجاء فيه: "تشير هذه الأحداث الأخيرة إلى أن الاستراتيجيات الحالية للتصدي للإرهاب ليست ناجعة"، و"عليه فمن الواجب التصدي وبشكل كامل لأسبابه، مثل العنصرية والإسلاموفوبيا والتضييق على الحريات، من خلال القيود الأمنية والازدواجية في السياسات الخارجية والتدخل العسكري". 

وتورد الصحيفة أن المفتي علق في يوم الهجمات بأن مشاعره "مع ضحايا وعائلات وأهل باريس وبيروت في وقت هذا العنف الصارخ". ولكنه اتهم بمحاولة حرف اللوم وعدم الرد بطريقة مناسبة على الهجمات.

وبحسب التقرير، فقد قال مستخدم على "فيسبوك" إنه "ليس مندهشا من طريقة معالجة المفتي السيئة للموقف، فهو استمرار للفرص الضائعة من أجل بناء الجسور بين المسلمين وغير المسلمين في أستراليا". وأضاف أنه "تم شجب الرد الأصلي للمفتي على هجمات باريس وبشكل واسع، وعلى ما يبدو فهو لا يفهم الواقع. وبدلا من ذلك حاول الدكتور إبراهيم أبو محمد حرف اللوم من المذبحة إلى كل شيء من العنصرية إلى الإسلاموفوبيا".

وتحدث رئيس الفيدرالية الإسلامية الأسترالية الدكتور أمير علي، عن القضايا التي تحدثت عنها "ديلي تلغراف"، حيث قال: "المشكلة التي أواجهها مع المفتي أنه لا يستطيع التواصل باللغة الإنجليزية، وهذا يعني أنه يعتمد على آخرين حوله". ودافعت الصحيفة عن استخدام القرد في وصفها، وزعمت أن المفتي عبر عن استمتاعه بالصورة، وقال عبر مترجم إنه "ضحك وضحك " كثيرا. وقال إنه قارنها بالسخرية التي عانى منها الأنبياء "لو نظرنا للسيد المسيح، فقد تعرض للسخرية هو الآخر".

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه بعد ذلك أصدر الدكتور أبو محمد بيانا قال فيه إنه ومجلس الأئمة في أستراليا "يشجبون بشكل واضح ولا لبس فيه أنواع إرهاب العنف كله". ووصف أفعال تنظيم الدولة بأنها "جريمة ضد الدين". وقال إنه لا يوجد أي مبرر لقتل الأبرياء". ولكنه قال إن "شجب (داعش) فقط ليس كافيا".