ملفات وتقارير

هيئة الكباري عقب مصرع طالبات: إصلاح الطرق يزيد الحوادث

سعد الجيوشي - أرشيفية
قال رئيس هيئة العامة للطرق والكباري في مصر سعد الجيوشي، إن إصلاح وصيانة الطرق سيؤدى إلى زيادة نسب الحوادث بين السيارات، موضحا أن تصليح الطرق سيجعلها أكثرة جودة ومتانة على سطح الركوب، الأمر الذى سيؤدي إلى زيادة السرعة العشوائية بين السائقين.
 
وتتفاقم أزمة حوادث الطرق بمصر، يوما بعد الآخر، وكان آخرها مصرع 14 طالبة بجامعة أسيوط، في حادث تصادم على الطريق أمس الأحد، وتتوزع الاتهامات بين استهتار السائقين وسلوكيات المواطنين الخاطئة من جهة، وسوء حالة الطرق وعدم مطابقتها للمواصفات الهندسية من الجهة الأخرى.
 
وأكد رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري، في مداخلة هاتفية ببرنامج "مساء جديد" مع جمال عنايت على فضائية التحرير، مساء الأحد، أن تطبيق قانون المرور بمنتهى العنف والقوة سيلقى رضا حوالي 98% وسخط 2% من البلطجية، قائلا "اللي مش عايز القانون يطبق يروح في داهية".

وقال أيضا في بيان له اليوم "إن معظم سائقي النقل الجماعي بمختلف أنواعها وسائقي النقل الثقيل غير منضبطين بقواعد المرور، ولا يحملون رخصة قيادة. مضيفا أنهم "يتعاطون المواد المخدرة، وأن حملات وزارة الداخلية على الطرق، تثبت ذلك، وهو ما يعد أخطر أسباب تكرار حوادث سير المركبات".
 
وتابع بأن "من الضروري التصدي لأسباب حوادث سير المركبات من خلال تكامل المنظومة المعنية، وكلما زاد مستوى جودة سطح الرصف على الطرق سيساعد ذلك فى زيادة السرعة عليه، وبالتالي سيكون هناك مزيد من الحوادث إذا لم يكن هناك ردع فوري وتطبيق لقانون المرور بمنتهى الحزم والصرامة".
 
وأكد الجيوشي استعداده لتقديم طريق نموذجي تنخفض عليه معدلات الحوادث، بعد تطبيق قانون المرور بصرامة والتزام سائقي الشاحنات بالسير في الحارة اليمنى بدون تسابق فيما بينهم، والالتزام بالسرعة المقررة، وفحص أمن ومتانة السيارة من خلال لجان الداخلية الثابتة والمتحركة على طول الطريق وكشف المواد المخدرة على جميع سائقي المركبات وبصفة خاصة سائقي الشاحنات، وأن يتم تغريم قائد المركبة فورا أو يعاقب بالحبس.

في حين علق مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان هيثم أبو خليل بقوله: "تعقيبا على وفاة طالبات سوهاج يقول لك المسؤول عن إصلاح الطرق والكباري إن إصلاحها يؤدي إلى زيادة الحوادث.. فاعلم أن الأمور توسد الآن في مصر للمجانين".

وأردف بأن "14 طالبة قضيْن في حادثة مرورية نتيجة إهمال جسيم وفوضى.. متن وهن في طريقهن لتحصيل العلم في سوهاج.. لن تسمع زيارة شيوخ أو قساوسة أو فنانين ورقصات لذويهم للمواساة... ولن يذهب وزير أو مسؤول.. لأن هؤلاء ليسوا من جمهورية العسكر الشقيقة.. هؤلاء هم أصحاب البلد الأصليون..!"

وكان حادث مروري وقع الأحد بسوهاج  أسفر عن مصرع 11 وإصابة 4 طالبات. في حادث انقلاب سيارة ميكروباص عقب اصطدامها بسيارة نقل على طريق الكوامل بسوهاج.
 
وتبين بالفحص وقوع تصادم سيارة أجرة كانت تقل طالبات من جامعة سوهاج الجديدة، في طريقها إلى مدينة سوهاج، وسيارة نقل، نتج عنها انقلاب السيارتين على جانب الطريق.

وأشارت التحريات إلى أنه أثناء محاولة السائق تجنب سيارة نقل وقع لها حادث على نفس الطريق، فقد السيطرة على عجلة القيادة بين يديه، ما تسبب في سقوط السيارة داخل "الترعة" المجاورة للطريق والتي تصادف خلوها من الماء.
 
وفور وقوع الحادث الأحد، أعلن العديد من الطلاب والطالبات اعتصامهم بمقر الجامعة القديمة بمدينة سوهاج، مرددين هتافات ضد إدارة الجامعة، ومطالبين باتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامتهم في الانتقال من وإلى الجامعة الجديدة.

وقد أعلن طلاب جامعة سوهاج اليوم إنهاء اعتصامهم أمام الجامعة بعد تأديتهم صلاة الغائب على زملائهم.
 
وأكد الطلاب تعليق اعتصامهم  وإعطاء إدارة الجامعة فرصة حتى السبت المقبل، لتنفيذ مطالبهم التي تتمثل في إقالة رئيس الجامعة ومحاسبة كل مسؤول عن الحادث، وإيقاف الدراسة بجامعة الكوامل بسوهاج. كما أنهم طالبوا بمحاسبة محافظ سوهاج و توفير "أتوبيسين" اثنين لنقل الطلاب وكذلك  تعويض أهالي الشهداء والموافقة على القرارت التي يصدرها اتحاد الطلاب.

واحتلت مصر المرتبة العاشرة عالميًا. ووفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية حول بلدان العالم المختلفة في العام 2012، جاءت الهند في المرتبة الأولى تلتها الصين، ثم الولايات المتحدة الأميركية.

وبلغ عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في العام نفسه، في مصر، نحو 12 ألفًا، فيما بلغ عدد المصابين 40 ألفًا.

وأكّد تقرير صادر عن المنظمة العربية لسلامة الطرق، أنّ مصر هي الأولى من بين دول الوطن العربي في عدد القتلى والمصابين في حوادث الطرق، بمعدل 15 ألفا و983 قتيلًا سنويًا، تليها المملكة العربية السعودية بـ 6 آلاف و358 قتيلًا، ثم الجزائر بـ 4 آلاف و177 قتيلًا.