سياسة عربية

فيديو التعذيب يفتح ملف المفقودين بحملة الجيش بسيناء

أحمد افريج أحد ضحايا تعذيب الجيش المصري في سيناء - أرشيفية
فتح فيديو تعذيب مواطنين بسيناء ثم تصفيتهما لاحقا من قبل الجيش المصري ملف المفقودين من أبناء سيناء الذين اعتقلهم الجيش خلال حملته هناك، ولا يستدل أهاليهم على مقار احتجازهم، في وقت يقول فيه الجيش بين الفينة والأخرى إنه تمت تصفية عناصر ممن يصفهم بـ"التكفيريين"، و"الإرهابيين".
 
ووصف ناشطون الفيديو بأنه يدل على وجود فضيحة "أبو غريب" مصرية في سيناء، وتحدثوا عمن اختفوا من منازلهم، وظهروا في صور التعذيب، ثم وُجدوا مقتولين في الصحراء.
 
ووصفت قناة "فرانس" الفرنسية الرسمية الفيديو بالقول إن: "فيديو التعذيب المخزي بسيناء عار على جيش مصر". وأكدت القناة أنها اتصلت بالمتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، للحصول على توضيحات بشأن الفيديو لكنها لم تحصل على أي رد بهذا الخصوص.
 
وأضاف التقرير: "ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أشخاص من قرية الجورة إلى التعذيب والإعدام، ففي شباط/ فبراير الماضي اكتشف السكان جثة رجل من سيناء ولم يفتح أي تحقيق في الموضوع".
 
ومن جهته، قال موقع "سيناء 24" إن الفيديو تم تصويره بكمين الجورة في شمال سيناء، ويظهر به كل من :أحمد عبدالقادر الفريج، وهو المصاب برجله، ويبلغ من العمر 18 عاما، وهو إنسان طيب وغلبان جدا، ولا ينتمي لأي جماعات تكفيرية أو جهادية، وأغلب الناس تعرفه جيدا، وقد ادعى المتحدث العسكري يوم 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أنه تم تصفيته في أثناء عملية عسكرية، وتم نشر صورة أحمد بـ صفحة المتحدث.
 
وأضاف الموقع: أما الشخص الثاني فهو يوسف عتيق -يتيم- يعمل مؤذنا بالأوقاف، وله أخ أكبر منه اعتقله الجيش، ولا يعلم أهله عنه شيئا، ويعتقد أن تمت تصفيته لأن أهله بعد اعتقال الجيش له سألوا، وبحثوا عنه كثيرا، ولم يجدوا له أي أثر.. وكان يوسف العائل الوحيد لأخيه الأصغر ووالدته بعد اعتقال أخيه الأكبر، وأدق وصف ليوسف وأحمد أنهم معنى حقيقي للمسكين الذي لم يجد من يحنو عليه، وفق الموقع.
 
 وكشف الباحث في الشأن السيناوي إسماعيل الإسكندراني عن أنه يُحتمل أن يكون الفيديو تم تصويره داخل معسكر كتيبة، مشددا على أن أي كائن يبرر تعذيب المعتقلين فهو لا ينتمي لجنس البشر الأسوياء.
 
وأدانت منظمة "إنسانية" لحقوق الإنسان، تعذيب المواطنين بوحشية، كما ظهر في  الفيديوهات المسربة، من قبل جنود الجيش حتى الموت. وقالت المنظمة في بيان لها إن الباحثين يواجهون صعوبات بالغة في تغطية الأحداث، كما يصعب التواصل مع شهود عيان لنقل الصورة حية من هناك،  بسبب سوء الاتصالات والشبكات.
 
وأضافت أنه ورد إلى المنظمة شهادة أحد الصحفيين بمنطقة بئر العبد تفيد بأن هناك خمسة مواطنين قد تم ربطهم بمؤخرة سيارة تابعة للجيش، وسحلهم.
 
إلى ذلك، أبدى عدد من النشطاء تخوفهم من أن استمرار الممارسات السلبية للجيش المصري بحق المواطنين العُزل، التي بلغت ذروتها بتعذيب المواطنين وتصفيتهما، يهدد بتحول هذا الجيش إلى جيش بشار الأسد الذي كانت بداياته في التعامل مع مواطنيه العزل بمثل هذه الاستخفاف، والطيش، مما أدى إلى تصاعد الثورة السورية.
 
ويُذكر أنه ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أشخاص من قرية الجورة إلى التعذيب والإعدام. ففي شباط/ فبراير الماضي اكتشف الأهالي جثة رجل من سيناء، دون أن يتم فتح أي تحقيق في الموضوع.
 
وكانت منظمة "العفو" الدولية ذكرت أن زيادة كبيرة في الاعتقالات والتوقيف العشوائي والتعذيب حتى الموت رصدت في مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في العام 2014.
 
وأضافت أن 80 شخصا لقوا حتفهم في أثناء الحبس الاحتياطي في الفترة الواقعة بين تموز/ يوليو 2013 ومنتصف أيار/ مايو 2014.