سياسة عربية

الظلام يضرب مصر بأطول انقطاع للكهرباء منذ العيد

بلغ العجز بين إنتاج واستهلاك الكهرباء في مصر إلى 3400 ميجا وات - أرشيفية
ضربت موجة من الظلام الدامس محافظات مصر، مساء الثلاثاء، استمرت ساعات عدة، في أطول انقطاع للتيار الكهربائي منذ انتهاء عيد الفطر، ما أثار موجة من الاستياء بين المواطنين، الذين طاردهم انقطاع التيار في ساعات النهار أيضا، ما أصابهم بالضجر من جراء المعاناة من الحر، والقيظ.

وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة أن الحمل الأقصى لاستهلاك الكهرباء وصل إلى أعلى معدلاته خلال الصيف الحالي في أثناء ساعات الذروة المسائية الثلاثاء، التي بدأت من السابعة مساءً، حتى منتصف الليل.

وفي بيان لها، قالت الوزارة إن الحمل الأقصى مساء الثلاثاء وصل إلى 26 ألفا و550 ميجاوات فيما بلغ العجز بين إنتاج واستهلاك الكهرباء إلى 3400 ميجا وات.

وتوقعت مصادر مطلعة بشركات إنتاج الكهرباء، أن يرتفع العجز الثلاثاء إلى أربعة آلاف ميجا وات، مرجعة 90% منها إلى نقص الوقود المورد إلى محطات إنتاج الطاقة.

وأشارت إلى أن شركات توزيع الكهرباء لجأت اعتبارا من الساعة الواحدة ظهر الثلاثاء إلى قطع التيار عن مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى والمحافظات، وهو النظام المعروف باسم "تخفيف الأحمال".

وقالت إن هذا العجز يضع مسؤولي الوزارة في مأزق كبير، لا سيما أن محاولات توفير الوقود اللازم لمواجهة استهلاك الصيف قد باءت جميعها بالفشل، على حد قول المصادر، مشيرة إلى أن المؤشرات تؤكد عدم إمكان استيراد الغاز قبل شهر أكتوبر المقبل.

ومن جانبها، ناشدت الشركة القابضة لكهرباء مصر المواطنين ترشيد الاستهلاك خاصة خلال ساعات الذروة للمساعدة على مواجهة الأزمة الحالية.

وحذّر مركز التحكم القومي للكهرباء، التابع لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، من تجاوز أحمال الكهرباء السعة القصوى للشبكة، بوصول مؤشر الطاقة إلي العلامة الحمراء، منذ العاشرة صباح الثلاثاء.

 وناشد المركز في رسالة له علي موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' المواطنين، بالقول: ''من فضلك أجل استخدام الأجهزة التالية خلال الفترة القادمة لتجنب فصل التيار: ''الغسالة – المكنسة – المكواه – غلاية المياه – الفرن الكهربائي – سخان المياه الكهربائي''.

وأشار المرفق إلى أن درجة التحذير باللون الأحمر، الذي يرمز إلى تجاوز أحمال الكهرباء السعة القصوى للشبكة.
 
وتابع المركز في رسالته: "يرجى تخفيض عدد اللمبات المضاءة إن أمكن".

وكان التيار الكهربائى انقطع خلال مؤتمر صحفى عقدته وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي ظهيرة الثلاثاء، لشرح آخر التطورات التي اتخذتها الوزارة تجاه دار أيتام مكة المكرمة بالجيزة، التي تم توقيف صاحبها، وإغلاقها لسوء معاملته للأطفال، ما أثار سخرية وضحكات الحضور من الإعلاميين والضيوف.

وكان انقطاع التيار الكهربائي أحد الأسباب التي استندت إليها حركة "تمرد" -التي وقف وراءها جهاز المخابرات- في حشد الناقمين على حكم الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي من أجل الخروج في مظاهرات 30 حزيران/ يونيو.

ورددت وسائل الإعلام وقتها اتهامات كاذبة بأن سبب انقطاع الكهرباء هو قيام الدكتور مرسي بتصدير الغاز المصري إلى قطاع غزة، وحرمان المصريين منه.

ويعاني قطاع غزة من انقطاع الكهرباء في الوقت الحالي بسبب الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، واستهدافه محطة الكهرباء الرئيسة في القطاع خلال عدوانه الأخير على غزة، فيما لم تعلن مصر بشكل واضح تقديم مساعدة تقنية كافية للقطاع المحاصر من أجل إصلاح المحطة، وتزويدها بالوقود اللازم، في وقت يعاني فيه المصريون أيضا من انقطاع الكهرباء تحت حكم الجنرال عبد الفتاح السيسي قائد انقلاب 3 تموز/ يوليو الدموي.