سياسة دولية

تقرير: هل يقدم الحوثيون على قطع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر؟.. خبراء يجيبون

نفى الحوثيون أي نية لديهم لقطع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر - الأناضول
أثارت أنباء متداولة حول قطع الحوثيين لكابلات الإنترنت في أعماق البحر الأحمر مخاوف الكثيرين، حيث تحدثت الأنباء أن الحوثيين قد يقدمون على هذه الخطوة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن عددا من الخبراء أكدوا عدم قدرة الحوثيين على الوصول إلى هذه الكابلات، وفق ما نقل موقع فرانس24.

ونفت وزارة الاتصالات اليمنية في منشور عبر حسابها على موقع "إكس" هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن هذه الأنباء عارية عن الصحة. 


كما سارعت شركة تيليمن للاتصالات اليمنية لنفي هذه الادعاءات في بيان قائلة إن "كل ما يروج له مؤخرا عن مزاعم تهديدات للكابلات البحرية هو أكاذيب مفبركة". وفندت في نفس البيان "وجود تهديدات تجاه الكابلات البحرية المارة من باب المندب"، مؤكدة الحرص الشديد "على تجنيب خطوط وكابلات الاتصالات وخدماتها أي مخاطر".

في نفس الشأن، قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إنه وفيما كانت جل المخاوف منصبة على تأثير هجمات الحوثيين على سفن تعبر الممر البحري الاستراتيجي، بما في ذلك "الشحن التجاري وتدفقات الطاقة عبر نقطة العبور الرئيسية بين قناة السويس والمحيط الهندي"، فإن القلق اليوم بات يركز على التهديدات المحتملة للبنية التحتية تحت سطح البحر الذي تحول خلال السنوات الأخيرة، إلى "ساحة معركة المنطقة الرمادية، حيث ترعب سفن الأشباح الروسية جيرانها في بحر البلطيق وبحر الشمال".

وبالنسبة إلى البحر الأحمر، لاحظت فورين بوليسي وجود "كميات هائلة من البيانات والأموال التي يتم تناقلها بين أوروبا وآسيا عبر حزمة من كابلات الألياف الضوئية التي تمتد عبر المنطقة التي ينشط فيها الحوثيون بشكل أكبر". وتابعت بأن "أكثر من 99 % من الاتصالات العابرة للقارات تمر عبر الكابلات البحرية، وهذا لا يقتصر على الإنترنت بل يشمل أيضا المعاملات المالية والتحويلات بين البنوك. كما أن الكثير من إدارات الدفاع تعتمد على الكابلات أيضا".


هل يستهدف الحوثيون الكابلات؟
من جانبه، نشر موقع منتدى الخليج الدولي ومقره واشنطن، مقالا للكاتبة إملي مليكين تحت عنوان: "الضحية القادمة للهجمات في البحر الأحمر: الكابلات البحرية"، جاء فيه أنه وبعد فشل الضربات الأمريكية البريطانية في ثني الحوثيين عن شن الهجمات، فإن الجماعة "قد تقوم بتعديل استراتيجيتها واستهداف هدف جديد، وربما أكثر أهمية: شبكة كابلات الاتصالات تحت البحر التي تمر عبر مضيق باب المندب".



وأضافت ميليكين بأن "اليمن يقع عند منعطف حرج بالنسبة لهذه البرقيات. وبقدر ما يعمل باب المندب كنقطة تفتيش لحركة المرور البحرية فوق الأمواج، فإن المنطقة هي واحدة من ثلاث "نقاط اختناق" (chokepoints) للكابلات في العالم، ما يجعل من التهديدات لهذه البنية التحتية مصدر قلق خاص للقوى العظمى مثل الصين والولايات المتحدة، التي تتنافس أصلا للسيطرة على شبكة الكابل تلك".

لا وجود للخطر

ونقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن بروس جونز من معهد بروكينغز الذي تشغل الكابلات البحرية اهتمامه، قوله إن "ترسانة الحوثيين لا تشكل خطرا فعليا على الكابلات البحرية. إذا كنت تريد بالفعل إتلاف هذه الأشياء، فسيتعين عليك الذهاب إلى قاع البحر".



يوضح د. محمد صالح الحربي من جانبه بأن الحوثيين لا يملكون القدرة التقنية والفنية والعسكرية والأمنية لضرب هذه الكابلات". مضيفا: "من ناحية أخرى، فإن هذا الموضوع يعتبر خطا أحمر، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها المجتمع الدولي سوف تتكالب على الحوثيين أو حتى على إيران وداعميها، (في حال تم استهداف الكابلات). ومن ثم، فأنا أعتقد أن هذه مجرد دعاية سياسية وإعلامية وعسكرية لا تُقدم ولا تؤخر".

أمريكا جاهزة
وفي حال أقدم الحوثيون أو أي جهة محسوبة على إيران أو حتى الأخيرة نفسها، على استهداف كابلات الاتصالات العابرة لمياه البحر الأحمر، فكيف ستكون التداعيات؟ يلحظ د. صالح الحربي بأن إيران تملك ما لا يملكه الحوثيون أي القدرات الفنية أو التقنية. لكنه يحذر من أن "عملية تخريب أو تفجير أو إرسال مواد متفجرة إلى أعماق معينة لقطع الكابلات أو تخريبها، هي موضوع خطير جدا ويعي الإيرانيون والحوثيون نتائج أي عمل من هذا النوع"، وفق فرانس24. 

يضيف الخبير العسكري والاستراتيجي بأن الولايات المتحدة "شكّلت القوة 153 لأمن البحار بمشاركة ثماني دول. لكن هناك أيضا الأسطول الأمريكي الخامس الذي يفتح مظلته لأكثر من 40 دولة في الشرق الأوسط والذي سيكون له دور فاعل" في حال وقع مثل هذا الحادث.



 وتستمر هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي تعرقل حركة الشحن وتجبر شركات على تغيير مسارها للقيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب أفريقيا، كما أنها تثير المخاوف من أن نطاق الحرب بين حماس وإسرائيل قد يتسع ليزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط بالكامل.

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا قبل شهر قصف أهداف للحوثيين في اليمن ردا على تلك الهجمات.