سياسة دولية

زعيم حزب "العمال" السابق يطلب توضيحا عن مشاركة جنود بلاده في حرب غزة

كوربين: الشيء الوحيد الذي فعلته الحكومة البريطانية حتى الآن هو "تقديم الدعم الكامل لإسرائيل" في قصف غزة. (الأناضول)
أكد الزعيم السابق لحزب العمال عضو البرلمان البريطاني جيرمي كوربين أنه بعث برسالة اليوم الثلاثاء إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بشأن الأنباء التي تحدثت عن وجود جنود بريطانيين على الأرض في غزة.

وذكر كوربين، في تدوينة نشرها اليوم على صفحته على منصة "إكس"، أنه سأل بالأمس أحد وزراء وزارة الخارجية البريطانية عما إذا كان هناك جنود بريطانيون منتشرون على الأرض في غزة، وأنه رفض الإجابة.

وأشار إلى أنه كتب اليوم رسالة إلى وزير الخارجية ديفيد كاميرون يطالبه بتوضيح عاجل حول هذه الأنباء.

وجاء في رسالة كوربين: "إن فشل أحد وزراء الخارجية في نفي وجود جنود بريطايين على الأرض في غزة، أمر ينذر بالخطر حيث أن عدد القتلى تجاوز 15 ألفا في غزة بما في ذلك 6000 طفل".

وبعد أن جدد إدانته لهجوم "حماس"، أكد كوربين أنه لا يمكن أن يكون العقاب جماعيا، وقال: "نحن نشهد موتا لا يمكن رؤيته.. ونريد معرفة ما إذا كانت القوات البريطانية متورطة في هذا الأمر".

وجدد كوربين مطالبته بضرورة الاستمرار في السعي لوقف إطلاق النار في غزة، وقال: "أغتنم هذه الفرصة حتى نعيد بإصرار الطلب للوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار".

وأضاف: "على مدى الأسابيع الماضية اضطر البشر إلى تحمل الأهوال التي يجب أن تطاردنا إلى الأبد. للأسف، أصبحت الهدنة الأخيرة حاشية في التطهير العرقي المستمر للشعب الفلسطيني".

وتابع: "يستحق الإسرائيليون والفلسطينيون أكثر من وقفة مؤقتة في الموت والدمار. إنهم يستحقون سلاما عادلا ودائما.. ولهذا السبب يواصل الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم التظاهر من أجل إنهاء عمليات القتل.. والإفراج عن جميع الرهائن وإنهاء حصار غزة وهو الطريق الوحيد للخروج من هذا النفق الذي لا نهاية له"، وفق تعبيره.



على صعيد آخر انتقد جيرمي كوربين، موقف بلاده الرافض لدعوات وقف إطلاق النار في غزة.

وفي حديث للأناضول، وصف كوربين الوضع في غزة بعد بدء الهجمات الإسرائيلية بأنه "سيئ للغاية ومروع".

وأضاف: "هذا أمر مروع ومثير للاشمئزاز وعبثي، يجب إيقاف هذا الأمر، ولهذا السبب نطالب الآن بوقف إطلاق النار".

وأشار إلى أن الهدف من الحرب الحالية على غزة هو "دفع السكان نحو سيناء عبر معبر رفح الحدودي في الجنوب، وتوسع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني".

وانتقد كوربين بشدة موقف حزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة وحزب العمال المعارض الرئيسي، اللذين رفضا الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف: "موقفهم ببساطة خاطئ. إنهم يعارضون وقف إطلاق النار، ويؤكدون على وجوب فرض هدنة من القصف. لماذا الهدنة؟ لدفن الموتى، وإعطاء بعض الطعام للناجين وتقديم الدعم لهم ثم الذهاب والبدء في القتل غدا؟ هذا ما يحدث الآن. إنه أمر مروع".

وأشار كوربين إلى أن الشيء الوحيد الذي فعلته الحكومة البريطانية حتى الآن هو "تقديم الدعم الكامل لإسرائيل" في قصف غزة.

وتابع: "للأسف، رفضت المعارضة أيضا رفع صوتها في البرلمان لوقف إطلاق النار"، وفق تعبيره.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس الأحد، مقتل ضابط وجندي في المعارك داخل قطاع غزة.

وبحسب هيئة البث العبرية، "سمح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صباح (الأحد)، بنشر أسماء قتيلين آخرين سقطا في معارك قطاع غزة".

وأضافت: "سقط الليلة الماضية المقدم أور براندز، وهو مقاتل مدرعة من شوهام (25 عاما)، في معركة وسط قطاع غزة".

وتابعت أنه قتل أيضا "الرقيب إسشالو سما (20 عاما) من بيتاح تكفا متأثراً بجراحه إثر إصابته في معركة شمال قطاع غزة في 14 نوفمبر الماضي".

إلى ذلك أعلنت بريطانيا أنها تعتزم إجراء طلعات استطلاعية فوق قطاع غزة بهدف تقديم معلومات استخباراتية لإسرائيل بدعوى دعم عملية إنقاذ الأسرى.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن "لندن تعمل مع شركائها في المنطقة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لضمان إطلاق سراح الأسرى، ومن بينهم مواطنون بريطانيون".

وأشارت الوزارة في بيان، لها السبت الماضي، إلى أن سلامة مواطنيها تعتبر "أولوية بريطانيا القصوى".

وحسب البيان، "ستقوم وزارة الدفاع البريطانية بإجراء طلعات استطلاعية في أجواء شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك العمل في المجال الجوي فوق إسرائيل وغزة، لدعم الأنشطة المستمرة لإنقاذ الأسرى".

وأضافت: "ستكون طائرات الاستطلاع غير مسلحة، ولن يكون لها أي دور قتالي، وتتولى مهمة تحديد مكان الرهائن فقط".

وذكرت أنه "سيتم إرسال المعلومات المتعلقة بإنقاذ الرهائن فقط إلى السلطات المختصة المسؤولة عن ذلك".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى عصر الاثنين، 15 ألفا و899 قتيلا فلسطينيا، وأكثر من 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.