ملفات وتقارير

"تكالة" يؤيد تشكيل حكومة في ليبيا قبل الانتخابات.. هل يصطدم بالدبيبة؟

تكالة قال إن الخطوة القادمة مع البرلمان ورئيسه عقيلة صالح سيتم التوافق فيها على توحيد السلطة التنفيذية قبل إجراء الانتخابات- مجلس الدولة
طرحت تصريحات رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد تكالة، حول موافقته تشكيل حكومة جديدة موحدة قبل الانتخابات بعض التساؤلات حول تأثير الخطوة على العلاقة مع رئيس الحكومة الحالية، عبدالحميد الدبيبة ووقوع صدام بين الطرفين.

وأكد تكالة أن "الخطوة القادمة مع البرلمان ورئيسه، عقيلة صالح سيتم التوافق فيها على توحيد السلطة التنفيذية قبل إجراء الانتخابات"، مشيرا إلى "ضرورة تفعيل الاتفاقات المبرمة بين لجان المجلسين وتجاوز الاتفاقات الشخصية بين الرئيسين"، وفق مقابلة تلفزيونية مع قناة "روسيا اليوم".

"مبادرة باتيلي"
وأكد رئيس "الأعلى الليبي" دعمه وتأييده للمبادرة التي طرحها المبعوث الأممي، عبدالله باتيلي مؤخرا حول حوار بين الأطراف الفاعلة في ليبيا من أجل إنجاز الانتخابات، مشيرا إلى أن "التأييد جاء لدعم أي حراك يدفع نحو الانتخابات حتى لو كان التوافق 60 بالمئة".

وكان مجلس النواب ورئيسه، عقيلة صالح قد رفض مبادرة باتيلي أو إجراء أي حوار يحضره الدبيبة، وسط تأكيدات من عقيلة أن تشكيل حكومة موحدة جديدة هو الحل وفقط، وهو ما كان يرفضه تكالة إلا أن تصريحاته الأخيرة أكدت تراجعه وتأييد حكومة قبل الانتخابات.

والسؤال: هل يسبب تغير موقف "تكالة" في صدام بينه وبين "الدبيبة" ومسلحيه في غرب البلاد؟ وهل يعطل هؤلاء جلسات المجلس على غرار ما حدث مع المشري سابقا؟

"حكومة جديدة لكن بشروط."
من جهته، أكد عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا والمقرب من تكالة، محمد معزب أنه "لا يمكن إجراء انتخابات ناجحة إلا بوجود سلطة تنفيذية موحدة، وكون الحديث عن هذا الموضوع لا يعني الدخول عمليا في تشكيل هذه الحكومة، إلا أن المجلس الأعلى لم يقفل الباب فى وجه مناقشة مسألة الحكومة وعلاقتها بإجراء الانتخابات".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "مجلس الدولة اشترط أولا صدور قوانين انتخابية توافقية وكذلك تحديد موعد الانتخابات ثم النظر بعد ذلك في مسألة الحكومة وبالطبع كل هذا سيجري قبل العملية الانتخابية، أما بخصوص الدبيبة فليس هناك عداء بين المجلس وهذه الحكومة"، وفق قوله.

وتابع: "علاقة المجلس بحكومة الوحدة تسير بشكل طبيعي كعلاقة مؤسسة تنفيذية مع مجلس تشريعي/استشاري، وهناك اقتراحات كثيرة بخصوص الحكومة لكن هذا ليس وقت مناقشتها، مع وضعنا في الاعتبار أن علاقة الحكومة بالانتخابات هو توفير الموارد المالية والأمنية أما الإشراف وإدارة الانتخابات فهو اختصاص أصيل للمفوضية العليا للانتخابات"، كما صرح.

"تنسيق جديد بين تكالة وعقيلة"
في حين أكد عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة أن "مسألة تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد للانتخابات لا علاقة لها بالعداء أو الموالاة بين الأطراف، فـ"تكالة" يتحدث بناء على حيثيات ومعطيات لا مناص من التعامل معها كون قوانين الانتخابات المعدة من لجنة 6+6 قد اشترطت تشكيل حكومة جديدة تنهي الانقسام وتنضوي تحتها كافة مؤسسات الدولة الخدمية والأمنية من أجل تهيئة الأجواء لعملية الاقتراع".

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أنه "بخصوص التواصل بين الرئيسين فقد سبق لرئيس مجلس النواب أن أكد للمجلس أنه في انتظار عودة تكالة إلى ليبيا حتى يلتقيا من أجل وضع الخطوط العريضة للتوافق بين المجلسين من أجل إجراء الانتخابات ومنها تشكيل حكومة"، وفق قوله.

وبخصوص رد فعل الدبيبة ومعاداة مجلس الدولة، قال صالح: "لا أتوقع ذلك، لأنه في اعتقادي هناك تنسيق جيد في المواقف بين تكالة والدبيبة، كما أن الضغوطات الداخلية والخارجية هذه المرة ستكون أكبر من أن تتيح لأي أحد فرصة المماطلة"، بحسب تعبيره.


"أزمة البرلمان ورئيسه"

الصحفي الليبي، محمد الصريط رأى أن "زيارات تكالة تأتي في نسق التسريع بإيجاد حل للأزمة من خلال التقارب مع الأطراف المهمة في الأزمة الليبية ومنها روسيا التي يمكنها أن تقترب من جميع الأطراف خاصة تلك التي بينها مسافة مع موسكو".

وأوضح أن "المواجهات بين تكالة والدبيبة ليست هي المغزى الآن، بل العكس، لأن قوانين الانتخابات سيتم الاتفاق عليها بموافقة الدبيبة والذي أصبح طرفا سياسيا، كما أن الدبيبة وتكالة ليسا بعيدين في رؤيتهما للأزمة ولكن أعتقد أن التضييق سيكون على طرف البرلمان لأن التوافق المحتمل سيناقش مسألة القوانين، وبالتالي سيظهر البرلمان بمظهر "الشخصنة" بمعنى أنه يرفض التوافق ليس لأسباب تخص الوطن بل لأسباب تخص شخوصا فقط"، بحسب تقديره وتصريحه لـ"عربي21".