رجل الفضاء المنسي

"آخر مواطن سوفياتي"... ماذا تعرفون عن المواطن السوفياتي الذي علق في الفضاء عند انهيار الاتحاد السوفياتي؟
لم يكن ليتوقعَ أحد بأنَّ الحلمَ بالصعودِ إلى الفضاءِ قد يتحولُ إلى أحدِ أسوأِ الكوابيسِ في حياةِ رائدِ الفضاءِ السوفياتيِّ سيرغي كريكاليف ويصبحَ الفضاءُ بوسعهِ واتساعهِ بمثابةِ سجنٍ له.

المواطنُ السوفياتيُّ الأخير

بدأت الحكايةُ عندما ذهبَ مهندس الطيرانِ البالغِ من العمرِ آنذاكَ 33 عاماً سيرغي كريكاليف في رحلةٍ علميةٍ إلى محطةِ "مير" الفضائية التابعةِ للاتحادِ السوفياتيِّ عامَ 1991 من قاعدةِ "بايكونور" الفضائيةِ السوفياتية التي تقعُ في كازاخستان وكان من المفترضِ أن يعودَ سيرغي بعدَ 5 أشهر إلا أنهُ لم يتمكن من العودة إلى الأرضِ مجدداً إلا بعدَ نحوِ عام وذلكَ لأنَّ الدولةَ التي أرسلتهُ لم تعد موجودةً فقد شهد يومُ 26 ديسمبر/كانون الأول عام 1991 تفككَ الاتحادِ السوفياتي عام 1991 لتصبحَ محطةُ الفضاءِ التابعة للاتحادِ السوفياتي موطنهُ المؤقّت.


 وباتَ يطلقُ عليه عشيةَ ذلكَ اليوم بـ "آخرِ مواطنٍ في الاتحادِ السوفياتي".

العودةُ إلى الأرض
كريكاليف اعتبرَ بطلا قوميا إذ كانَ بإمكانهِ المغادرةُ بشكلٍ فرديٍّ عبر "كبسولةِ عودة" على متنِ المحطةِ الفضائية معدةٌ للاستخدامِ الطارئِ لكنهُ رفضَ أخذها لأنَّ ذلكَ يعني نهايةَ حياةِ محطةِ "مير" لعدمِ توفرِ فريقٍ بديلٍ داخلَ المحطة يستأنفُ العملَ عليها.

وبعدَ 3 أشهرٍ إضافية عن موعدِ عودتهِ المقررِ سلفا تمكنَ فريقٌ روسيٌّ ألماني في مهمةٍ فضائيةٍ استثنائيةٍ من إعادته بعدما دفعت ألمانيا 24 مليونَ دولار لاستبدالهِ برائد فضاءٍ ألمانيٍّ ليظهرَ "ضحيةُ الفضاءِ المنسي" أخيرا على الأرض "شاحباً ومتعرقاً كقطعةٍ من العجينِ الرطب" مثلما وصفتهُ التقاريرُ الصحفيةُ آنذاك.