سياسة عربية

صحيفة روسية: دول أوروبية قد تختفي من أجل المصالح الأمريكية

برافدا: إدراك روسيا حقيقة كونها بحالة حرب مع الناتو سيدفعها لتخطي كل القيود- جيتي
نشرت صحيفة "برافدا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الحرب في أوكرانيا والتي تعتبرها موسكو هجوما مضادا على العالم الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21، إن الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا في الأراضي الأوكرانية لن تقتصر تداعياتها على موسكو فحسب بل ستشمل أيضا عددا من الدول الأوروبية.

الدول الأوروبية المهددة بالزوال

ونقلت الصحيفة عن موقع "ريزو إنترناسيونال" الفرنسي، أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على خوض حرب مباشرة ضد روسيا عقب هزيمة أوكرانيا، وهو ما يدفعها لاستخدام وسطاء آخرين على غرار بولندا وليتوانيا ورومانيا وفنلندا لمواصلة هذا الصراع.

بولندا

أظهرت وارسو في العديد من المناسبات حماسا تجاه فكرة خوض حرب ضد روسيا، رغم إدراك قادتها عجزهم عن القيام بذلك دون دعم أجنبي. لهذا السبب، تجذب فكرة الانضمام إلى تحالف غربي معاد لروسيا اهتمام بولندا.

وفي حال عرضت الولايات المتحدة هذه الفكرة على بولندا فلن تتردد في قبولها، غير مدركة أنها ستكون وحدها في مواجهة العدو على الجبهة بينما تحاول الولايات المتحدة الاستفادة من الوضع عن طريق تحقيق إيرادات من إمدادات الأسلحة. وإذا تحقق هذا السيناريو، فلن تغزو روسيا الأراضي البولندية وإنما ستكتفي بتوجيه ضربات لتدمير بنيتها التحتية لتعيدها إلى الوضع الذي كانت عليه في القرن التاسع عشر. وسيكون هذا الدمار متبوعا بأزمة اقتصادية خطيرة تدفع البولنديين إلى النزوح بشكل جماعي نحو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبذلك سيكون مصير بولندا مماثلا لما حدث مع أوكرانيا.

ليتوانيا

على عكس بولندا، التي قد تختار الدخول في مواجهة عسكرية مع روسيا، تريد ليتوانيا النأي بنفسها عن أي نزاع مسلح غير أن القرارات الاستفزازية التي تتخذها فيلنيوس قد تجبر موسكو على غزو أراضيها.

رومانيا

يبدو أن الولايات المتحدة تخطط للتضحية برومانيا أيضًا، وجعلها كبش فداء في حربها ضد روسيا. وبالنظر إلى عضويتها في الناتو، فإن رومانيا تشكل عدة مخاطر من بينها إمكانية استخدامها كقاعدة لجيوش الناتو التي ستدخل أوكرانيا وتنتشر في أوديسا لمنع الروس من تحرير المدينة. وفي جميع الأحوال، ستتخذ روسيا نفس القرارات التي سبق واتخذتها في ما يتعلق بأوكرانيا والمتمثلة في تدمير بنيتها التحتية وإعادتها إلى ما كانت عليه زمن العصور الوسطى.

فنلندا

على غرار أوكرانيا، لا تستطيع فنلندا اتباع سياسة مستقلة دون موافقة روسيا التي تدرك أن هلسنكي - التي تشترك معها في حدود يتجاوز طولها الـ1300 كيلومتر - جزء من استراتيجية الولايات المتحدة لتطويقها، ما يضطرها لتكرار نفس السيناريو الأوكراني. ويعتمد الاعتراف بوجود فنلندا على اتخاذها موقفا محايدا. ففي عام 1948، وقعت فنلندا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية اتفاقا رأت فيه هلسنكي ضمانا لسيادتها بينما اعتبره الاتحاد ضمانا لأمنه. وانتهاك فنلندا لهذا الاتفاق، يهدد وجودها ذلك أن روسيا قد تهاجمها في أي وقت بناء على ما ستشهده الأحداث من تطورات.

القرار يعتمد على روسيا

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن جميع السيناريوهات الافتراضية المطروحة تعتمد حتى الآن على روسيا ومستوى التهديد الذي تشكله الدول المذكورة. وإدراك روسيا حقيقة كونها في حالة حرب مع الناتو سيدفعها إلى تخطي كل الحدود التي كانت تقيدها في السابق.