سياسة عربية

وزير تونسي سابق لـ"عربي21": شرفاء الجيش سينحازون حتما لحراك الشعب

تحدث معطر عن امتعاض واسع داخل كافة مؤسسات الدولة بسبب سياسات قيس سعيد- عربي21
 قال الوزير التونسي السابق وأستاذ القانون الدستوري، الدكتور عبد الوهاب معطر، إن من وصفهم بالعقلاء والشرفاء داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، وكل المؤسسات الأخرى في الدولة التونسية، "سيكون لهم تحرّك خلال الفترة القليلة المقبلة من أجل وقف استمرار حالة الانهيار غير المسبوقة التي تشهدها البلاد".

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "أنا بحكم اتصالاتي، ووفق معلوماتي، أعرف جيدا أن هناك امتعاضا ورفضا متزايدا داخل كل مؤسسات الدولة إزاء تطورات الأوضاع المؤسفة على كل الصعد والمستويات بسبب الإدارة الكارثية التي ينتهجها قيس سعيّد، وحقيقة أجد في ذلك وضعا غير مريح تماما".

وأكد معطر أن "هؤلاء الشرفاء داخل الجيش ومؤسسات الدولة ينتظرون فقط اندلاع هبّة شعبية واسعة، وأنا على يقين أن هؤلاء العقلاء سوف ينحازون إلى الشعب ومؤسساته حينما ينتفض الشعب، وتكثر المظاهرات والاحتجاجات، وعندئذ سيظهر هؤلاء الشرفاء وسيلمس الجميع تحرّكهم الوطني الحاسم".

بينما استدرك الوزير التونسي السابق، قائلا: "رغم ذلك، لا نُعوّل على تحركهم المرتقب فقط، لأنه بدون حراك شعبي واسع لا يمكننا الجزم بنجاح هذا التحرك الذي ربما يدخلنا في دوامة أخرى من احتمالية حدوث انقلابات عسكرية أو ما شابه".

وأردف: "ما نطالب به اليوم ألا تتورط مؤسسات الدولة، وخاصة القوات الأمنية، في قمع الشعب والمظاهرات، وأطالب الجيش التونسي بألا يطبق التعليمات المُعادية للشعب، وأتوقع أن الشعب التونسي له من الخبرة والوعي لجعل تونس في وضع مختلف تماما على ما هو عليه اليوم خلال الأشهر القليلة القادمة".

واستطرد معطر قائلا: "الشعب التونسي حتما سينتصر في نهاية المطاف، ولن يبقى على هذا الحال، ولن يصح إلا الصحيح، خاصة أن شعبية قيس سعيّد انحسرت لأدنى مستوياتها تماما، ولم يبقِ له إلا البعض، حتى أن أقرب أصدقائه وحلفائه تخلوا عنه، وباتوا يرون فيه شخصا غير سوي بالمرة".

وشدّد الوزير السابق على أن "دائرة المعارضة تتسع شيئا فشيئا، وباتت اليوم في أكبر مستوياتها، وأصبحت تُشكّل كتلة حرجة كبيرة ستصبح قادرة يوما ما على الإطاحة بقيس سعيّد.

وهؤلاء العقلاء داخل دواليب الدولة المختلفة وصلوا لنتائج تحضهم على ضرورة مساعدة الشعب على التخلص من هذه النكبة الكبرى.


وأشار إلى أن "القوات الأمنية والعسكرية هي اليوم بصدد تنفيذ تعليمات وفقط، لكنها تشعر بأن الوطن في تدهور ومحنة بالغة، لكنها وحدها لا تستطيع أن تقوم بإزاحة قيس سعيّد دون وجود البديل الوطني حتى لا تسقط الدولة في حالة فراغ السلطة، والتي ستترتب عليها عواقب وخيمة جدا".

وواصل حديثه بالقول: "أتصور أن الأمر يتعلق بالمسار الطبيعي، وهو توحد المعارضة، وبلورة بديل وطني مقبول داخليا وخارجيا يرتكز على برنامج اقتصادي واجتماعي، ويحوز على رضا الناس، ثم تنتفض الجماهير في الشوارع والميادين وينظمون احتجاجات وعصيانا مدنيا، وفي تلك اللحظة لن يكون هناك أي حل آخر للجيش أو للمؤسسة الأمنية أو غيرهما من الأجهزة والمؤسسات إلا الانحياز للخيار الشعبي".

في حين ذكر معطر، وهو قيادي سابق في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، أن "تاريخ تونس لا يعرف الانقلابات العسكرية؛ فالجيش التونسي جيش وطني لا يمكن مقارنته مطلقا مع الجيش الجزائري أو المصري، لأن ثقافته هي ثقافة مؤسسات لا علاقة لها بالسياسة لا من قريب أو بعيد".

واستشهد بأنه "في عام 2011 كانت السلطة على قارعة الطريق، وكان الجيش قادرا على السيطرة على كل مقاليد الحكم بسهولة جدا، لكن الجيش لم يفعل ذلك"، مضيفا: "لكن لا أحد ينكر أن موقفه وتحركه الوطني حينها ساهم في إنجاح ثورة الياسمين، وهو ما نتوقع حدوثه من جديد في تونس قريبا".