سياسة دولية

الرئيس الصيني ينشر مقالا في صحيفة سعودية.. هذا ما تناوله

شي جينبينغ: الصين ستعمل على انتهاز فرصة الزيارة لتعزيز الشراكة مع السعودية- جيتي

نشر الرئيس الصيني شي جينبينغ، مقالا في جردية الرياض السعودية، وذلك بعد يوم من وصوله إلى المملكة بزيارة رسمية، لحضور قمتين خليجية-صينية، وعربية-صينية، يحضرهما قادة دول المنطقة.

 

وأعرب الزعيم الصيني في مقالته عن سعادته للمشاركة مع الزعماء العرب في القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

 

وأكد أن الصين ستعمل على انتهاز الفرصة لهذه الزيارة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع السعودية، إضافة إلى العمل على زيادة المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية 2030" السعودية والدفع بالتعاون العملي في كافة المجالات، وتعميق تلاحم المصالح بين البلدين.

 

وأوضح أن الزيارة تهدف إلى فتح الآفاق بين بكين والرياض، وتكريس الصداقة التاريخية بين الصين وبين الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، لفتح عصر جديد من العلاقات.

 

وأشار في مقاله إلى أن تاريخ التواصل بين الصين والدول العربية يرجع إلى أكثر من 2000 سنة، حيث شهد طريق الحرير البري وطريق التوابل البحري، تبادلات كثيفة بين التجار والمسافرين.

 

وأكد أن التواصل بين الصين ودول الخليج العربية، كان مسجلا في الوثائق التاريخية، مستشهدا بحديث منسوب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم (إسناده ضعيف): "اُطلب العلم ولو في الصين".

 

وشدد على أن العالم العربي يمثل عضوا مهما في صفوف الدول النامية وقوة مهمة للدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين، مشيرا إلى أن الشعوب العربية شعوب ساعية إلى التقدم، لما لها من الإيمان بالاستقلال ورفض التدخل الخارجي وعدم الخضوع لسياسة القوة والهيمنة.

 

وأضاف: "الدول العربية دول لها إمكانات هائلة، لما لها من الموارد الطبيعية المتنوعة والصناعات المتميزة والإنجازات البارزة في البناء.. لذا، فإن الدول العربية تحتل موقعا مهما في الخريطة السياسية والاقتصادية والحضارية في العالم.

 

وأكد أن العلاقات الصينية العربية تتقدم إلى الأمام بخطوات متزنة في ظل تغيرات الأوضاع الدولية، وحققت طفرات تاريخية في الثقة المتبادلة سياسيا والمنفعة المتبادلة اقتصاديا والاستفادة المتبادلة ثقافيا من حيث البعد والعمق.

 

وبين أن الصين أقامت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل، مع 12 دولة عربية، ووقعت على وثائق التعاون بشأن بناء "الحزام والطريق" مع 20 دولة عربية.

 

وأعربت 17 دولة عربية عن دعمها لمبادرة التنمية العالمية، وانضمت 15 دولة عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وشاركت 14 دولة عربية في "مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات".

 

ورأى أن الدول العربية تدعم بثبات مبدأ الصين الواحدة وتدعم جهود الصين للحفاظ على مصالحها الحيوية.

ومن جانبها، تدعم الصين جهود الدول العربية في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، ولم يغب الدعم الصيني الثابت والدائم يوما للدول العربية في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، وفق ما نقلته صحيفة "الرياض" عن الرئيس الصيني.

 

وأنشأت الصين 20 معهد كونفوشيوس وفصليْ كونفوشيوس في الدول العربية، وتم فتح تخصص اللغة العربية في أكثر من 40 جامعة صينية، الأمر الذي يولد قوى شابة متدفقة للصداقة الصينية العربية.

 

وتعد دول مجلس التعاون الخليجي محورا جغرافيا يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا لما لها من الميزة الجغرافية البارزة، وكنز الطاقة الذي يغذي الاقتصاد العالمي لما لها من موارد وطاقة غنية يشكل احتياطي النفط والغاز منها 30% و20% من احتياطيات العالم كل على حدة، وأرضا خصبة لتطوير صناعات التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة لما لها من روح الريادة والمبادرة.

 

وعلى مدى أكثر من 4 عقود ماضية، يعمل المجلس على بناء "سوق موحدة واقتصاد موحد ومنظومة مالية موحدة"، ويلعب دورا متزايد الأهمية في الشؤون الدولية والإقليمية.

 

وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الخليج العربي الـ230 مليار دولار أمريكي وتجاوزت واردات النفط الخام من دول المجلس عتبة الـ200 مليون طن في عام 2021.

 

ولفت الرئيس الصيني إلى أن السعودية مصدر مهم للطاقة في العالم وعضو لمجموعة العشرين، معربا عن دعمه لمساعي المملكة في تحقيق أهداف "رؤية 2030" تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد محمد.