ملفات وتقارير

الطفلة ليان الشاعر.. الاحتلال قتل طبيبة المستقبل بصاروخ (شاهد)

الطفلة ليان كانت تحلم بأن تصبح طبيبة في المستقبل- عربي21
"طفلة حنون تحب رؤية من حولها بلا ألم، حلمت بأن تصبح طبيبة"، هكذا وصفت أم فلسطينية جمدت الدموع في عينيها، طفلتها التي اختطفت من حضنها بشظايا صاروخ أطلقته طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي هاجمت قطاع غزة قبل أشهر قليلة. 

ومع دخول يوم الجمعة 6 آب/ أغسطس 2022، تجمعت أسرة مصلح الشاعر التي تقيم في خانيونس جنوب القطاع للخروج في رحلة عائلية.. وبينما هي في طريقها إلى البحر فقد وقع استهداف إسرائيلي صاروخي لأحد المناطق، ما أدي إلى إصابة العديد من أفراد الأسرة ومن بينهم الطفلة ليان مصلح الشاعر (10 أعوام)، التي أصابتها شظية صاروخ إسرائيلي في رأسها، فودعت الحياة على إثرها بعد نحو أسبوع من إصابتها بعدما عجز الأطباء عن إنقاذها.


لحظات قبل الموت 


وأوضحت والدة الشهيدة، هالة بشير الشاعر، لكاميرا "عربي21"، أن ليان، لا تحب أن ترى أمامها أي شخص يتألم، وكانت تحلم بأن تتعلم الطب، "لكن الأحلام والطموحات ذهبت". 

ولفتت إلى أن السائق الذي ذهبوا معه إلى البحر، حاول الهرب مسرعا من المكان أثناء القصف الإسرائيلي خوفا من صاروخ آخر، ولكن مع تطاير شظايا الصاروخ الإسرائيلي فقد وقعت 4 إصابات داخل السيارة التي تقلهم، وتم نقلهم إلى مستشفى مجمع ناصر في خانيونس، وتمت معالجتهم ولكن الإصابة الأخطر كانت من نصيب ليان التي أصيبت في رأسها. 

وأفادت بأن الأطباء أخبروها بأن حالة "ليان خطرة جدا، لأنها تسببت في تلف في الدماغ، ومن ثم فإنه تم تحويلها إلى مستشفيات القدس المحتلة، لكن دون جدوى، ويوم الخميس 11 آب/ أغسطس، بدأت ملامح غريبة وتغيرات تظهر على جسدها، وحينها خاطب الطبيب المعالج الأم بقوله: "يجب أن تكوني قوية، هذه اللحظات الأخيرة لها، وبعد قليل ربما تفقد الحياة. وبعد لحظات، أبلغني الطبيب أن ليان قد استشهدت، رحمها الله". 


وطالبت الشاعر، الأمم المتحدة وأصحاب القرار بـ"العمل جاهدين من أجل توفير الحماية للأطفال الفلسطينيين، لأننا نفقدهم بكل سهولة، خلال القصف الإسرائيلي"، وتساءلت: "ما ذنب هؤلاء الأطفال يذهبون هكذا هباء منثورا؟".

وبمناسبة  "اليوم العالمي للطفل"، الذي صادف الأحد الماضي، الموافق 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل الدولية، فقد بدأت "عربي21" بنشر حلقات مصورة عن الأطفال الفلسطينيين الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر آب/ أغسطس 2022.
 
تفاصيل العدوان  


وبدأ العدوان الإسرائيلي 2022، على قطاع غزة المحاصر للعام الـ16 على التوالي قبيل عصر الجمعة الماضي الموافق 5 آب/ أغسطس الماضي، واستمر بشكل عنيف مدة ثلاثة أيام، وشن جيش الاحتلال غارات صاروخية مكثفة شديدة الانفجار على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع.  

واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، العديد من المنازل دون سابق إنذار، إضافة إلى أماكن مدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية، حيث قامت الأخيرة بالرد على العدوان بقصف العديد من المستوطنات والمدن الإسرائيلية بصواريخ محلية الصنع.  

  
وارتكب جيش الاحتلال خلال هذا العدوان عدة مجازر، في جباليا وبيت حانون شمال القطاع، ومدينة البريج وسط القطاع وفي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وطالت المجازر الإسرائيلية العديد من الأطفال داخل بيوتهم، وأكدت وزارة الصحة بغزة، أن حصيلة العدوان هي ارتقاء 49 شهيدا من بينهم 17 طفلا و4 سيدات، و360 إصابة بجراح مختلفة. 

وأثناء العدوان الإسرائيلي، اغتال جيش الاحتلال في غارتين منفصلتين على منزلين سكنيين، القيادي تيسير الجعبري قائد لواء الشمال في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"؛ وهي أول غارة حربية بدأ الاحتلال بها العدوان على غزة يوم الجمعة 5 آب/ أغسطس الماضي، وفي مساء اليوم التالي اغتال قائد لواء الجنوب في "سرايا القدس" خالد منصور، في غارة ثانية دمرت عدة منازل في رفح جنوب القطاع.  

وتسبب العدوان الإسرائيلي في أضرار كبيرة طالت العديد من المؤسسات الإعلامية والأهلية وتدمير 9 عمارات سكنية، إضافة إلى نحو 1500 وحدة سكنية، منها 16 دمرت كليا و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن و1400 وحدة تضررت جزئيا ما بين ضرر بليغ ومتوسط.. ودمرت العشرات من الدونمات الزراعية.  

يذكر، أن طواقم الدفاع المدني في غزة، واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة بالسكان، إضافة إلى ضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني في القطاع، الذي نفذ أكثر من 124 مهمة خلال استمرار العدوان الإسرائيلي.