سياسة عربية

فض اعتصام للمعلمين بريف حلب.. ولقاء مرتقب مع الوالي التركي

لقيت احتجاجات المعلمين تعاطفا من الأهالي - عربي21

فضت قوات الشرطة التابعة للجيش الوطني السوري اعتصاماً سلمياً لـ 60 معلماً ومعلمة بمدينة الباب في ريف حلب شمال سوريا، وفككت خيمة الاعتصام من أمام مقر مديرية التربية والتعليم في المدينة.

ونظم عشرات المعلمين خلال الأشهر الماضية مظاهرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية، ورفع مستوى التعليم في مناطق الحكومة السورية المؤقتة شمال غربي سوريا.

وانخفضت قيمة أجور المعلمين إلى أقل من 60 دولارا شهريا، سيما أن الأجور يتم توزيعها بالليرة التركية، التي تعاني من انهيارات متواصلة أمام الدولار الأمريكي.

وبدأ المعلمون في ريف حلب إضرابا مفتوحا منذ بداية العام الدراسي الحالي، حتى تحقيق مطالبهم، دون أن تقدم المجالس المحلية أو الحكومة المؤقتة أي حلول لإعادة افتتاح المدارس.

وواجه المعلمون تهديدات وضغوطات لثنيهم عن الإضراب المفتوح، من خلال وجهاء المنطقة وزعماء العشائر، حيث تم التلويح بخيار الفصل للمعلمين المضربين.

وقال المتحدث باسم "نقابة المعلمين الأحرار" في مدينة الباب، حسن الحويش، إن الاعتصام بقي لساعات متأخرة من ليل الاثنين الثلاثاء، لكن مع ساعات الصباح الأولى قدمت قوة من الشرطة يضعون اللثام، وفضوا الاعتصام بالقوة، بعد مشاحنات مع المعتصمين.

ولفت إلى أن عناصر الشرطة منعت المعلمين من تصوير فك الخيمة وصادرت أجهزة المعلمين لحين الانتهاء من عملية التفكيك ومن ثم أعادتها إليهم، بينما أفادت مصادر "عربي21" بأن عناصر الشرطة أبلغت المعلمين بأن أوامر فك الخيمة جاءت من الجانب التركي.

وتظاهر عشرات المعلمين عقب فض الاعتصام وفك "خيمة الكرامة" في شوارع مدينة الباب، ولقيت الاحتجاجات تعاطفا من سكان المدينة.

وأوضح الحويش أن مظاهرة المعلمين توقفت أمام المجلس المحلي ومديرية التربية التابعة للحكومة المؤقتة، للمطالبة بإعادة نصب خيمة الاعتصام، لكن المديرية عرضت على المعلمين ترتيب لقاء مع الوالي التركي مقابل عدم إعادة نصب الخيمة.

ووافق المعلمون على طلب المديرية بشرط تعليق نصب الخيمة حتى نهاية الاجتماع مع الوالي التركي، الذي سيعقد غدا بحدود الساعة الـ11 صباحا في التوقيت المحلي.

مطالب وتوصيات

وطالب المعلمون خلال الاحتجاجات على مدار الأشهر الأخيرة، بزيادة المنحة المالية بما يتناسب مع الواقع المعيشي في مناطق شمال غربي سوريا، حيث تحتاج العائلة لنحو 200 دولار لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.

وقال أستاذ اللغة العربية وعضو نقابة المعلمين الأحرار، محمد حميدي، لـ"عربي21"، إن المعلمين يطالبون بتفعيل الراتب التقاعدي كعربون شكر، وتقديرا للمعلم الذي أفنى عمره في خدمة الأجيال، واعتماد سلم رواتب يراعي أوضاع المعلمين.

ودعت نقابة المعلمين الأحرار إلى تشكيل صندوق دعم للتعليم والمعلمين، وتوجيه المنظمات العاملة في المنطقة لتنفيذ مشاريع تدعم قطاع التعليم.

واستنكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إهمال المجالس المحلية والحكومة المؤقتة لطلبات المعلمين، وسط دعوات لتلبية رغبات المعلمين "المحقة".