"أبل".. الهوس وعلامة التفاحة

هل تساءلت يوما لماذا لدى البعض هوس بمنتجات شركة "أبل" ويرفضون اقتناء أي منتج من علامة تجارية أخرى؟


وصل الأمر ببعض الناس إلى إدمان الآيفون، إلى الماك بوك، والأبل ووتش، وغيرها من الخدمات والإكسيسوارات حتى غير الضرورية.


رغبات جامحة تدفع الناس إلى التهافت على هذه المنتجات رغم أثمانها الباهظة، وعبرها تتجاوز العلامة المليار منتج نشط في العالم، وتقتنيها فئات عمرية ومجتمعية مختلفة، ينتظرون ويدخرون ويخططون متشوقين إلى أحدث الإصدارات.


ويرى محللون أن الأشخاص تربطهم علاقات مع العلامات التجارية كتلك التي تربط البشر ببعضهم ما ينعكس على سلوكهم ونظراتهم للأشياء، فتجدهم متحمسين في حديثهم عن علامتهم المفضلة إلى حد الهوس، حتى يتحولوا إلى قناة تسويقية مجانية وموثوقة مبنية على تجاربهم الشخصية.

 

اقرأ أيضا: تعرف إلى مميزات أيفون 14 وموعد توفره بالأسواق (شاهد)

بل وقد يصادفك من لا يكل من مدح "أبل" ولا يمل من حثّ من حوله على تجربة منتجاتها والاستمتاع بالمزايا نفسها، فيحدثك عن كفاءة أجهزة الآيفون في الأداء أو التصوير، أو كفاءة أجهزة "ماك" في العمل المكتبي أو الساعة "أبل وتش" في ما يخص مراقبة السلوك الصحي.

وتتسم بعض منتجات "أبل" كما يصفها مستخدموها بسهولة الاستعمال وثبات الجودة والتطوير المستمر، ذلك إلى جانب الجمالية من حيث الشكل واتسامها بالبساطة وسلاسة الملمس، ومزايا أخرى قد تفوق في غالب الأحيان رغبات المستهلك، تنفرد بها "أبل" عن غيرها من الشركات.


ويجعل ذلك المستهلك يعتقد بأهمية هذه العلامة في حياته، وتفوقها على منافسيها في أداء الوظيفة المصممة لها.

وتحرص كبرى الشركات على ملامسة الاحتياجات النفسية لعملائها، والاعتماد عليها في تصميماتها وتسويقها للمنتجات ومواعيد طرحها في الأسواق، كذلك عملاق التكنولوجيا الأمريكية التي تستغل الحاجيات النفسية للأشخاص للمحافظة على مكانتها في السوق.


فالإصدارات سنوية متتالية والاختلافات بينها شكلية، ورغم ذلك نجحت "أبل" في جعل نفسها جزءا من صورة نمطية سائدة، تحيل بأن حامل العلامة شخص عصري مواكب للتطورات ينتمي لأقلية مجتمعية راقية، بما يجعل عملاءها، والجدد المحتملين يتسابقون ويتنافسون للدفع من أجل أن يكونوا جزءا من هذه الصورة، وافتكاك مكانة من بين الأقلية المجتمعية الراقية.. افتراضيا.


ويندرج كل هذا ضمن تقنيات التسويق والتشويق التي تعتمدها شركة أبل والشغف الذي تزرعه قبل كل إصدار في قلوب الناس والإيهام بكونها الوحيدة المبتكرة والسباقة في عالم التكنولوجيا.