ملفات وتقارير

ما مكاسب عقيلة صالح وخليفة حفتر من التقارب مع قطر؟

أدى عقيلة صالح زيارة إلى قطر ما أثار جدلا بخصوص دعم الدوحة لمعسكر الشرق الليبي - الأناضول

طرحت زيارة رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، صحبة بلقاسم نجل اللواء خليفة حفتر إلى دولة قطر في هذا التوقيت بعض الأسئلة بشأن مكاسب معسكر الشرق الليبي من هذا التقارب، وما إذا كانت الدوحة ستدعم تكتل "عقيلة- حفتر" مستقبلا.


وأدى عقيلة صالح زيارة إلى الدوحة، التقى خلالها أمير قطر تميم بن حمد وعددا من المسؤولين القطريين، حيث ناقشوا المستجدات الراهنة في ليبيا، ودعم قطر لخيارات الشعب الليبي، وتحقيق تطلعاته في التنمية والازدهار من أجل وحدة ليبيا واستقرارها. 


وترددت أنباء عن قيام عقيلة بتعيين النائب في البرلمان، عيسى العريبي، مبعوثا خاصا له في الدوحة لإعادة العلاقات وتقويتها وتنسيق الزيارات الحالية والمستقبلية بين الطرفين، كما اصطحب عقيلة خلال زيارته لقطر بلقاسم حفتر الذي يترأس منظمة مجتمع مدني وأحد المفوضين من قبل والده بالتفاوض مع خصومه. 


والسؤال: ما المكاسب التي يحققها "عقيلة وحفتر" من تقاربهم مع قطر الآن؟ وماذا تستفيد الدوحة من دعم هذا المعسكر؟ 


"خطوة ضرورية وهامة" 


وفي تعليق، قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد بويصير، إن "استمالة عقيلة صالح وكذلك خليفة حفتر أمر ضروري لتمدد تركيا الناعم في الشرق الليبي، ودولة قطر تمتلك أدوات تحقيق ذلك كون القطريين شركاء لتركيا في جهودهم وتعاطيهم مع ملف ليبيا". 


وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "هذا الأمر مهم جدا للأتراك، فالانتخابات ليست بعيدة في تركيا، وعلى أردوغان تقديم كشف حساب عن ليبيا، لذا أعتقد أنه من الضروري أن تُعلن أمور تنبئ عن مد تواجدهم في الشرق الليبي مثل: فتح قنصليات وخط طيران وزيارة وفود والعودة للعمل، وهذا ضروري، وهو ما يجرى العمل عليه بمساعدة من الدوحة"، وفق تقديراته. 


"تموضع ودعم حكومة باشاغا" 


في المقابل، قال الناشط والمدون الليبي، فرج فركاش، إن "عقيلة صالح بعد المصالحة الأخيرة لدول الحصار مع قطر وعودة العلاقات مؤخرا، وبعد أن تم رفض حكومته الموازية، لم يعد له خيار إلا طرق أبواب من كان يعتبرهم خصوما، ومن بينهم تركيا وقطر، لمحاولة إيجاد دعم لصفقة التمديد وتقاسم السلطة ودعم لحكومة باشاغا، أو تسوية تضمن استمرار بقائه في المشهد". 


وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "يأتي دور قطر في أنها تحاول الآن إعادة تموضعها في ليبيا والتواصل مع كل الأطراف، وتطرح نفسها كوسيط يساهم في حل الأزمة الليبية، وقطر لها تجارب عديدة في هذا المجال، وسيعيد بعضا من مكانتها التي افتقدتها في الشرق الليبي"، كما رأى. 


وتابع: "أما مرافقة بلقاسم حفتر لعقيلة، فهي تبين أن "القيادة العامة" لها كلمة قد تكون الفصل في ملف السياسة الخارجية لمجلس النواب والحكومة الموازية، وهي أيضا بدورها تحاول التقارب مع الجهات المؤثرة في الغرب الليبي"، وفق كلامه.


"مكاسب البرلمان" 


المحلل السياسي الليبي، وسام عبد الكبير، قال إن "مكاسب البرلمان تتمثل في فتح قنوات جديدة مع قطر، وإعادة ترتيب الأولويات والسياسات العامة؛ من أجل الحصول على دعم في ملف الحكومة أو على أقل تقدير الحصول على تسوية مقنعة بالنسبة له فيما يخص صراع السلطة التنفيذية". 


وأوضح أن "وجود بلقاسم حفتر مع عقيلة جاء كون الأول هو من يتولى الملف السياسي في "الرجمة"، بالإضافة إلى أنه أحد مهندسي حكومة باشاغا، كما أن وجوده يعطي للدوحة إشارات بأن القيادات في شرق ليبيا، سواء السياسية أو العسكرية، منفتحة وترغب في فتح صفحة جديدة مع قطر"، حسبما قال لـ"عربي21". 


"تخوفات حفتر" 


وقالت الناشطة من الشرق الليبي، نادين الفارسي، إن "عقيلة وحفتر تأكدا أن قطر وتركيا دول مؤثرة في الملف الليبي، ويجب عليهما التقارب وفتح صفحات جديدة معهما، لذا توجه عقيلة ونجل حفتر للدوحة بعد زيارة الأول لتركيا في محاولات للبحث عن داعم لهم في سحب البساط من تحت حكومة الدبيبة لصالح مشروع حكومتهم برئاسة باشاغا، وأعتقد أن هذا من الصعب حدوثه". 

 

اقرأ أيضا: اجتماع دولي في برلين لدعم الحوار الليبي وإجراء انتخابات

وبينت خلال تصريحها لـ"عربي21" أن "سبب تواجد بلقاسم في الزيارة هو تخوفات حفتر الذي لم يعد واثقا في تحركات عقيلة صالح، خاصة عند جلوس الأخير مع دول كان يعتبرهم أعداء له، لذا وجود نجل حفتر من أجل الاطلاع على أي اتفاق خوفا من الإطاحة بأبيه، كما أن بلقاسم هو المسؤول عن المطبخ السياسي في الشرق الآن"، وفق حديثها.