صحافة إسرائيلية

رصد إسرائيلي: حزب الله سيراجع حساباته بعد العدوان على غزة

لفتت مزراحي إلى أن الحزب "اختار عدم التدخل وعدم الانجرار لفتح جبهة أخرى بالشمال"- جيتي

اهتمت المحافل العسكرية الإسرائيلية بمتابعة تأثيرات العدوان الأخير على قطاع غزة تحديدا، على التوترات القائمة مع حزب الله في لبنان، على خلفية النزاع حول مسائل إنتاج الغاز وترسيم الحدود البحرية.

 

ورأت القناعة الإسرائيلية أن حزب الله سيكون أكثر حذرا في تنفيذ تهديداته على أرض الواقع، بعد العدوان على غزة، رغم مواصلته إطلاق التهديدات ضد الاحتلال. 

 

ورغم الفوارق الكبيرة في القدرات العسكرية لكل من حركتي الجهاد الإسلامي في فلسطين، وحزب الله في لبنان، تتركز المزاعم الإسرائيلية في أن المعركة القصيرة الأخيرة في غزة ساهمت في تعزيز ردع الاحتلال ضد الحزب، ولعلها شكلت درسا مهما له، رغم استمراره في التهديد بخطوات ضد إسرائيل إذا بدأت بإنتاج الغاز من منصة "كاريش" قبل ضمان حقوق لبنان، وسلب الاحتلال لموارده الاقتصادية. 

 

وذكرت الباحثة بمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أورنا مزراحي، أن "تهديدات الحزب ضد إسرائيل زادت من حدة التوتر في الجبهة الشمالية خلال الشهرين الماضيين، بالتزامن مع المساعي المستمرة للوسيط الأمريكي، الذي يحاول استنفاد كل النوافذ والفرص لإيجاد نوع من الاتفاق بين الطرفين، قبل بدء إنتاج الغاز من حقل "كاريش" الذي كان مخططًا له في الربع الأخير من 2022، وتحديدا في سبتمبر المقبل".


وأضافت في مقالها على موقع القناة12، والذي ترجمته "عربي21"، أنه "ليس من الصعب التكهن بأن الحزب تابع بفارغ الصبر التطورات العسكرية في قطاع غزة"، مرجحة أنه اطلع في نفس الوقت على مخططات شركائه في "محور المقاومة"، و"ربما شارك في مشاورات شركائه التي سبقت اندلاع الحرب".

 

ولفتت مزراحي إلى أن الحزب "اختار هذه المرة عدم التدخل وعدم الانجرار لفتح جبهة أخرى ضد إسرائيل من الشمال لإسناد الجهاد الإسلامي في الجنوب".


ورأت الأوساط الإسرائيلية أن توقيت العدوان الأخير على غزة لم يكن مواتياً للحزب، خاصة وقد تزامن مع إحياء لبنان لمرور عامين على الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت، وفي ضوء نفي الحزب أي علاقة له بالانفجار من جهة، ومن جهة أخرى تكراراه لعبارة أنه الدرع المدافع عن لبنان، في ظل تنامي الانتقادات الداخلية الموجهة إليه بسبب عمله لمصالح إيران، والإضرار بمصالح لبنان، بينما يعاني سكانه من أسوأ أزمة اقتصادية عرفها في تاريخه، بجانب الصراعات السياسية الداخلية.

 

اقرأ أيضا: ذي انترسيبت: إعلام أمريكا يغطي على جرائم إسرائيل في غزة

 

وفي الوقت ذاته، فإن اندلاع العدوان على غزة وانتهاءه بالطريقة التي تمت، قد تزيد من تصميم الاحتلال، وفق آراء إسرائيلية، على البدء في إنتاج الغاز من حقل "كاريش"، رغم أن الحزب قد يراها مناسبة ملائمة لإظهار اهتمامه بالشعب اللبناني والدولة، ومحاولة تحسين معادلة الردع ضد الاحتلال من خلال تهديداته الصريحة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع إنتاج الغاز من وسط البحر المتوسط، مع أخذه بعين الاعتبار النتائج التي انتهى إليها العدوان على غزة.


ورصد حزب الله، وفق المعطيات الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال قد لا يتوانى عن القيام بخطوات عسكرية لمواجهة التهديدات ضده، بعد إظهاره قدرات عسكرية لافتة في غزة، خاصة القدرات الاستخباراتية والدفاعية الدقيقة، ونجاح ما نسبته 96٪ باعتراض 1100 صاروخ، وما أظهرته الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي يسخر الحزب منها بالعادة من تماسك وتحصين، فضلا عن إجماع قيادة الاحتلال على الحرب؛ حكومة ومعارضة، مع غياب الضغط على إسرائيل من النظام الدولي.


وقالت الخلاصة الإسرائيلية إن العدوان على غزة سيترك تأثيره السلبي على نوايا حزب الله باستهداف الاحتلال، لكن لا ينبغي أن نفهم من هذا أن احتمال التدهور إلى صراع في الساحة الشمالية قد سقط تماماً، وبات غير وارد، بل من المتوقع أن يكون على جدول الأعمال في الشهر المقبل مع اقتراب شهر أيلول/ سبتمبر، وهو بدء استخراج الغاز وإنتاجه، وبالتالي فإن الاحتلال قد يكون مطالبا بأن يستعد لاحتمال أن يسعى الحزب للحفاظ على التوتر معه، كي يستمر بالظهور محافظا على مصالح لبنان.