صحافة إسرائيلية

تخوف إسرائيلي من بقاء نتائج قمة النقب "حبرا على ورق"

عقدت قمة النقب بمشاركة وزراء خارجية عرب- الأناضول

في الوقت الذي تنشغل فيه دولة الاحتلال من الناحية الأمنية والعسكرية بوقف الهجمات الفدائية الفلسطينية، فإنها تبدي اهتماما من الناحية السياسية والدبلوماسية بمتابعة نتائج قمة النقب الأخيرة التي جمعت وزراء خارجية عدد من الدول العربية من نظيريهم الإسرائيلي والأمريكي، مع وجود مساع إسرائيلية واضحة لتحويل هذه القمة إلى تحالف متماسك يواجه التطورات المتلاحقة التي يشهدها الشرق الأوسط، خاصة لمواجهة ما تزعمه تل أبيب بشأن الهيمنة الإيرانية المتزايدة.


صحيح أن انعقاد قمة النقب يعتبر حدثا كبيرا للدبلوماسية الإسرائيلية، لكنها تسعى لمحاولة ترجمة ما جاء فيه من مباحثات، سرية وعلنية، لا سيما في ظل ما حظيت به القمة من اهتمام إعلامي، مما قد يستدعي من تل أبيب، بنظر أوساطها السياسية والدبلوماسية، الحفاظ على ما تعتبره "إنجازا"، وعدم تركه "يتيماً"، بعد أن غادر كل وزير إلى بلاده.


يتسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، زعم في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "الأمريكيين لم يكونوا مستعدين للقاء القمة، وبدا أنهم فوجئوا، لأن إبلاغ واشنطن بخبر القمة تم قبل وقت قصير جدا، كما مثلت ردود وزراء الخارجية العرب في مثل هذا الوقت القصير، مفاجأة لا تقل أهمية عن انعقاد القمة نفسها، خاصة أن مصر طلبت الانضمام بنفسها، مما شكل خطوة أثارت ترحيبا إسرائيليا".


وأضاف أنه "لا يمكن تغييب الأسباب الحقيقية التي دفعت وزراء دول الخليج والمغرب ومصر للحضور سريعا إلى النقب، بمعزل عن اقتراب الولايات المتحدة من توقيع الاتفاقية النووية مع إيران، مما دفعهم للمسارعة للحضور في وقت قصير، رغم إدراكهم أنهم لن يتمكنوا من تغيير موقف الولايات المتحدة والغرب من الملف النووي الإيراني، ولا حتى نشر بيان مشترك بلغة قاسية، بل كان من الممكن الاكتفاء برسالة مشتركة، وإرسالها للولايات المتحدة، وهذا مهم أيضًا بنظر إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: يديعوت: قمة النقب تضمنت تعزيز التعاون بين القوات الجوية

في الوقت ذاته، لم يخف المشاركون في قمة النقب انزعاجهم من تنامي الهيمنة الإيرانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بجانب نوايا الولايات المتحدة إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، وتعاظم القدرات الباليستية الإيرانية، التي يمكنها الوصول لأي مكان في المنطقة، مما يحرم قادة دول الخليج من النوم، وفق التعبير الإسرائيلي، ودفعهم للجلوس معا قرب ضريح مؤسس دولة الاحتلال ديفيد بن غوريون في النقب لإسداء النصائح لبعضهم حول كيفية التعامل مع الفترة التالية للاتفاق النووي.


صحيح أنه كانت هناك اجتماعات تطبيعية لافتة في الماضي، جمعت دولة الاحتلال ودولا عربية أخرى، آخرها قمة شرم الشيخ بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس المصري وولي العهد الإماراتي، لكن الخشية الإسرائيلية أنه بعد التقاط الصور الجماعية يبقى كل شيء حبرا على ورق، وهو ما لا يجب أن يتكرر بعد قمة النقب، بل يتحول إلى إطار عمل منتظم يعقد بشكل مستمر، ويعقد مشاورات منتظمة، وقد يتخذ قرارات مشتركة.


القاسم المشترك بين مختلف القمم السياسية التي تشهدها دول المنطقة، بحضور "إسرائيل" أو غيابها، هو العمل ضد النفوذ الإيراني المتزايد في الشرق الأوسط، بزعم أنه يعرضه للخطر، مما قد يستدعي فرصة لتشكيل تحالف يواجه شرق أوسط جديدا حقا، تكون فيه دولة الاحتلال فاعلا أساسيا، رغم وجود عقبات كبيرة تحول دون ذلك، والإسرائيليون يعلمون جيدا، لكنهم يحاولون شراء مزيد من الوقت دون وجود ضمانة حقيقية بأن يصمد أي تحالف في المنطقة، نظرا لاعتبارات كل دولة على حدة.