سياسة تركية

أردوغان: النظام العالمي غير عادل.. يغطي مصالح 5 دول فقط

أردوغان: تركيا ستواصل جهودها لإصلاح الأمم المتحدة في الفترة المقبلة- الأناضول

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، النظام العالمي، مشيرا إلى أنه أحد الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم المشاكل عالميا.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي، بانطلاق منتدى أنطاليا الدبلوماسي، بمشاركة قادة دول ومنظمات دولية.

وشدد أردوغان في كلمته على ضرورة تأسيس نظام عالمي أكثر عدلا، مشيرا إلى أن الدبلوماسية واجبها الأول ليس إحلال السلام بل تكريسه وتثبيت الاستقرار.

وأضاف: "نريد نظاما عالميا يراعي مصالح كل دول العالم وليس الدول الخمس دائمة العضوية فقط".


وانتقد آلية عمل مجلس الأمن الدولي لفض النزاعات، قائلا: "عندما يصبح أحد الأطراف المتصارعة عضوا دائما ويملك حق النقض الفيتو فإن الدور الملزم لمجلس الأمن الدولي يتعطل"، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.

وتابع: "عندما قلنا إن العالم أكبر من ’خمسة‘، لم نكن نطلب ذلك من أجلنا وبلدنا فقط، إذ كنا نسعى إلى الدفاع عن الحق والمصالح المشتركة للإنسانية جمعاء مع شعبنا".

 

اقرأ أيضا: WP: مصير النظام العالمي يعتمد على نتائج الحرب الأوكرانية

وأشار إلى أن الهيكل الأمني الحالي، الذي يعطي الأولوية لمصالح الدول الخمس المنتصرة بالحرب العالمية الثانية، لا يلبي احتياجات اليوم

وبين أن النظام الذي يترك مصير 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة تحت رحمة 5 أعضاء دائمين في مجلس الأمن "غير عادل".

وقال: "بما أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة، فإنه لم يتم اتخاذ أي خطوات لإنهاء الصراع... قلنا دائما بضرورة إصلاحه ليناسب الظروف الراهنة ولا نزال نؤكد ذلك، ورغم أن نقاط ضعف النظام كانت معروفة، فإنه تم تجاهل مطالب الإصلاح لأن من يمتلكون حق النقض لم يرغبوا في تقاسم السلطة".

وأكد أردوغان أن تركيا ستواصل جهودها لإصلاح الأمم المتحدة في الفترة المقبلة إيمانا منها بإمكانية وجود عالم أكثر عدلا.

وشدد أردوغان على أن البشرية تتوق إلى السلام العالمي والازدهار، وسط استعداد العالم لمغادرة الربع الأول من القرن الـ 21.

وأشار إلى أنه رغم كل التقدم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والزراعة والصناعة والاتصالات والنقل؛ فإن البشرية لا تستطيع بعد حل قضاياها الأساسية.

ولفت إلى أن الإرهاب والجوع والفقر والنزاعات والحروب الأهلية والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، قضايا تشغل جدول أعمال العالم.

وأضاف أنه مع نمو الاقتصادات، وارتفاع ناطحات السحاب، وزيادة ثراء بعض الأفراد والبلدان يوما بعد يوم، فإن الإحصاءات ترسم صورة لعالم أكثر ازدهارا؛ إلا أنه يستمر في الطرف الآخر موت الأطفال من الجوع في المناطق المجاورة.

وزاد أن "فيروس الجوع" يتسبب في وفاة عدد أكبر من الأفراد بالعالم سنويا مقارنة بكورونا، مشيرا إلى وفاة طفل كل 10 ثوان في العالم لمجرد أنهم لا يستطيعون العثور على قطعة خبز أو رشفة ماء.

وبيّن أن ملايين الناس يضطرون إلى مغادرة منازلهم جراء عدم الاستقرار والنزاعات، لافتا إلى مصرع أكثر من 25 ألف شخص في مياه البحر المتوسط منذ 2014، خلال رحلة الأمل في الوصول إلى أوروبا.

وأكد الرئيس التركي أن عدد اللاجئين ارتفع ضعفين خلال العقد الأخير، ووصل إلى 85 مليونا، أضيف إليهم أكثر من ميلوني أوكراني خلال 15 يوما.

ومشيرا إلى الاستياء العالمي من الأوضاع المأساوية الراهنة، فقد أكد أنه لا يمكن للعالم اليوم أن يغض النظر عن المجريات الحالية وسط تحول العالم إلى قرية كبيرة.

وشدد على أنه ينبغي للعالم أن يعلم أن كل نار لا تُخمد، وكل صراع لا يُوقف، وكل قمع لا يُمنع، وكل مشكلة لا تعالج، فإنها ستؤثر على الجميع في نهاية المطاف.

وقال: "لقد شهدنا هذه الحقيقة المرة، مرات عديدة في سوريا واليمن وأفغانستان وليبيا والعراق وأراكان والعديد من مناطق الأزمات الأخرى".

وأضاف أن "الثقة بالمنظمات الدولية وصلت إلى الحضيض، وانتشرت التنظيمات الإرهابية والتطرف في جميع أنحاء العالم، وتحولت المدن القديمة التي تعد التراث الثقافي المشترك للبشرية إلى ركام".