سياسة عربية

ما دلالة تأخر تنظيم الدولة في تعيين زعيم جديد؟

التنظيم نجح بتدارك الخلافات بعد مقتل زعيمه - جيتي

خالف باحثون بشؤون الجماعات الجهادية توقعات "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" حول وجود انقسام بين أوساط تنظيم الدولة، على اختيار زعيم جديد للتنظيم، بعد مقتل أبو إبراهيم القرشي (عبد الله قرداش) بريف إدلب.

وكان المرصد المصري قد رجح أن يشهد التنظيم انقسامات لحين التوافق على الزعامة الجديدة للتنظيم، معتبرا أن اختيار الزعيم الجديد للتنظيم سيكون أصعب من المرات السابقة، بعد أن فقد التنظيم عددا من قادته في غارات جوية.

وأضاف: "عدم اعتراف التنظيم بمقتل القرشي حتى الآن، واعتماده على الشعارات، يؤكد حالة التخبط التي يعانيها خلال هذه الفترة".

لكن الخبير بشؤون الحركات الجهادية حسن أو هنية، أعرب عن اعتقاده بأن التنظيم نجح بتدارك الخلافات، وأرجع التأخر في الإعلان عن الزعيم الجديد إلى اتساع نطاق وجود التنظيم في العديد من الدول، ما يجعل عملية التشاور أكثر تعقيدا.

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "قيادات التنظيم الذين تنطبق عليهم مواصفات الزعيم (قرشيا وهاشميا وعراقيا)، هم قلة، ومن ثم قد يكون البحث عن شخصية قد استغرق وقتا.

كذلك، لا يستبعد الخبير أن يكون التنظيم قد اختار زعيما جديدا، قائلا: "تحول التنظيم إلى اللامركزية وحول الولايات إلى أمنية بدلا من عسكرية، وربما هو ينتظر حدثا ما لإعلان اسم الزعيم الجديد".

 

اقرأ أيضا: مقتل ثاني زعيم لـ"داعش" بمناطق تحرير الشام.. ما دلالة ذلك؟

وفي السياق ذاته، استبعد الباحث بشؤون الجماعات الجهادية، خليل المقداد، أن ينقسم التنظيم على نفسه، وقال لـ"عربي21": "أساسا لم يعترف التنظيم بمقتل زعيمه للآن، وربما أراد التنظيم من خلال ذلك إرباك حسابات الجميع".

وتابع: "من الواضح أن التنظيم سيعلن قريبا عن اسم زعيمه الجديد، ولا بد من هذه الخطوة لأجل أنصاره".

ونفى وجود بوادر انشقاقات داخل التنظيم، مضيفا: "علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن التنظيم يعتنق الفكر الجهادي، والأمر مرتبط بوجود شخصية معروفة لقادة التنظيم في الميدان؛ لأن ذلك يسهل الأمر".

وثمة معلومات تشير إلى أن التنظيم قد اختار زعيمه الجديد، من دون الإعلان عن ذلك رسميا، خشية استهدافه من قبل "التحالف الدولي".

في المقابل، رأى الباحث بالشأن السوري، محمد السكري، أن اغتيال القرشي مثل ضربة موجعة من واشنطن للتنظيم.

واعتبر أن استمرار التحالف لاستهداف قادات التنظيم، وقلة الخيارات وصعوبة تعيين زعيم جديد، سيفتح الاحتمالات أمام سيناريوهات متعددة، ربما أبرزها الانقسام حول الشخصية القادمة التي قد تؤدي لتعزيز حالة الضعف والانكماش لدى التنظيم.

وأضاف لـ"عربي21": "بطبيعة الحال يُشير تأخر التعيين لأمرين؛ إما بروز هذه الحالة من الانقسام وعدم التوافق، وإما تأجيل الإعلان عن الشخصية؛ خوفاً من أي رد فعل أمريكي، ريثما يعيد التنظيم تشكيل نفسه".

يذكر أن زعيم التنظيم القرشي قُتل مطلع شباط/فبراير الجاري، على يد قوات أمريكية خاصة في مبنى كان يسكن فيه في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي بمحاذاة الحدود التركية.