صحافة إسرائيلية

تحذير إسرائيلي من تحول باب العامود لعنوان مواجهة جديدة

تحول باب العامود إلى ساحة قتال بسبب اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين- جيتي

ما زال باب العامود في القدس المحتلة يمثل عنصر توتر أمني، ففي ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وجرائم المستوطنين، ومحاولات جماعات المعبد تهويد مختلف معالم المدينة المقدسة، وفضلا عن كل ذلك لا يتوانى جيش الاحتلال في استخدام الوسائل العدوانية ضد الفلسطينيين.


وفي الوقت الذي احتفل فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم بذكرى معجزة الإسراء والمعراج، فقد أتى الفلسطينيون إلى شرقي القدس من جميع أنحاء فلسطين المحتلة، بما فيها الضفة الغربية لإحياء هذه الذكرى، حيث تحول باب العامود إلى ساحة قتال، بسبب اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين، والتنغيض عليهم مناسبة احتفالهم هذا.


آيال لوريا فارديس، الناشطة الإسرائيلية في رابطة حقوق الفرد، كتبت في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "شرطة الاحتلال وحرس الحدود انتشروا بكثافة في كل مكان من باب العامود، أمام عشرات الآلاف من المحتفلين الفلسطينيين بهذه الذكرى الدينية، واستخدم الجنود الإسرائيليون الهراوات والقنابل الصوتية، وتم توثيق مشهد لطفلة صغيرة عمرها أحد عشر عاما، أصيبت في فكها، وتداولها النشطاء الفلسطينيون عبر شبكات التواصل بكثافة".


وأضافت أنه "رغم كل الأحداث السياسية الهامة التي مر بها الإسرائيليون في الأشهر الأخيرة، لكن لا يجب أن يكون من السهل نسيان عنف الشرطة ضد الفلسطينيين في منطقة باب العامود والبلدة القديمة، وإلا فسوف نفتح أعيننا بعد فوات الأوان، فقط بعد أن تكون حرب جديدة قد اقتربت بالفعل، وأصبحت على الأبواب، بسبب واحدة من النقاط الساخنة الرئيسية التي أشعلت نار الحرب الأخيرة، عقب القرار الفظيع الذي اتخذته الشرطة في بداية شهر رمضان عند مدخل باب العامود".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يعتدي على طفلة بطريقة وحشية بالقدس (شاهد)

 

لقد شكل باب العامود واحدا من الأمكنة التي تحمل في بذورها إمكانات انفجار عالية بسبب ما يشهده من إجراءات إسرائيلية تعسفية، والقيام بخطوات غير مسبوقة وليست ضرورية، مع العلم أنه منذ اللحظات الأولى التي سبقت اندلاع حرب غزة الأخيرة بسبب أحداث القدس المحتلة وحي الشيخ جراح وباب العامود، حذرت المنظمات الحقوقية والمدنية من عواقب هذه الخطوات، خاصة في مكان يعتبر تجمعا مركزيا للشباب الفلسطينيين. 


ومع ذلك، فقد تجاهلت قوات الاحتلال هذه النداءات، وعاش الجميع أحداث تأثير الدومينو الذي وصل لاحقا إلى حرب غزة، واليوم، وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاعها، فإن مراقبة ما يجري في باب العامود وشرقي القدس تكشف عن زيادة في شدة ومدى عنف الشرطة في الأيام الأخيرة، وتركيزها في هذه المنطقة بالذات، وتأخذ الاستفزازات الإسرائيلية أبعادا أكثر خطورة لأنها تتزامن مع احتفال المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج.


صحيح أننا لسنا أمام ممارسات قمعية إسرائيلية جديدة، في باب العامود تحديدا، لكن من الواضح أن شرطة الاحتلال وحرس الحدود والجيش لديها هذه المرة تصميم لإملاء حدود استخدام القوة على الفلسطينيين، وهذا الواقع يجب أن يقلق الإسرائيليين، لأنهم قد يدفعون أثمان هذه السياسة التعسفية ضد المقدسيين، لأنها ستقودنا إلى تصعيد آخر، بسبب الإمعان الإسرائيلي في استخدام مزيد من القوة التعسفية ضد الفلسطينيين، بزعم فرض "السيادة" الإسرائيلية المزعومة في المدينة المقدسة.