سياسة دولية

"الصحفيين العرب" تستنكر "التغطية العنصرية" لحرب أوكرانيا

استنكرت الجمعية انحياز بعض المراسلين للأوكرانيين مقارنة بلاجئين آخرين- جيتي

أدانت جمعية جمعية "الصحفيين العرب والشرق الأوسط" التغطية العنصرية للغزو الروسي لأوكرانيا، داعية وسائل الإعلام إلى تدريب المراسلين على الفروق الثقافية والسياسية للمناطق التي يقومون بإعداد التقارير عنها.


جاء ذلك في بيان صدر عن الجمعية قالت فيه إنها قامت بتتبع أمثلة على تغطية إخبارية عنصرية تعطي أهمية أكبر لبعض ضحايا حرب أوكرانيا على الآخرين، مقدمة بعض الأمثلة لصحفيين أبدوا تحيزا للاجئين الأوكرانيين، مقارنة ببعض الجنسيات الأخرى.


وقال البيان، الذي ترجمته "عربي21"، إن الجمعية "تدين وترفض رفضا قاطعا الآثار الاستشراقية والعنصرية التي قد يتعرض لها أي شعب"، معتبرة أن "هذا النوع من التعليقات العقلية السائدة في الصحافة الغربية يعكس تطبيع المأساة في أجزاء من العالم مثل الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية".


وتابعت: "يجب ألا تجري غرف الأخبار مقارنات تزن أهمية أو تشير ضمنا إلى تبرير نزاع على آخر، فالضحايا المدنيون والنزوح في البلدان الأخرى مقيت بنفس القدر، كما الوضع في أوكرانيا"، بحسب البيان.


وأكدت جمعية الصحفيين العرب أنها تقف في تضامن كامل مع جميع المدنيين الذين يتعرضون لهجوم عسكري في أي جزء من العالم، معبرة عن أسفها للاختلاف في التغطية الإخبارية من بلد إلى آخر،  قائلة: "لا يمكن لمثل هذه التغطية إزالة سياق النزاعات فحسب، بل إنها تساهم في محو السكان في جميع أنحاء العالم الذين ما زالوا يعانون من الاحتلال والعدوان العنيفين".


واعتبر البيان أن المقارنات غير الدقيقة والمخادعة لا تؤدي إلا إلى تأجيج الصور النمطية وتضليل المشاهدين، وتؤدي في النهاية إلى إدامة الأزمات السياسية والإنسانية.


وذكر البيان أنه "في 26 شباط/ فبراير، علق مراسل "سي بي إس" تشارلي داجاتا: لكن هذا ليس مكانا، مع كل الاحترام الواجب، مثل العراق أو أفغانستان، الذي شهد صراعا مستمرا لعقود. هذه حضارية نسبيا، أوروبية نسبيا -لا بد لي من اختيار هذه الكلمات بعناية أيضًا- مدنية، مدنية لا تتوقع فيها ذلك، أو تأمل أن يحدث ذلك".

 

 


وكتب دانيال حنان، من التليغراف: "يبدون مثلنا كثيرا. هذا ما يجعلها صادمة للغاية. لم تعد الحرب شيئا يزوره السكان الفقراء والبعيدون. يمكن أن تحدث لأى شخص"، بحسب البيان.

 

 


ورصدت الجمعية قول مذيع قناة الجزيرة الإنجليزية بيتر دوبي: "ما هو مقنع، مجرد النظر إليهم، والطريقة التي يرتدون بها، هؤلاء مزدهرون... أنا أكره استخدام التعبير... أفراد الطبقة الوسطى. من الواضح أن هؤلاء ليسوا لاجئين يتطلعون إلى الهروب من مناطق في الشرق الأوسط لا تزال في حالة حرب كبيرة. هؤلاء ليسوا أشخاصا يحاولون الابتعاد عن مناطق في شمال أفريقيا. إنهم يبدون مثل أي عائلة أوروبية تعيش بجوارها".

 

 


وأضاف البيان تصريح مراسل قناة "بي أف أم" الفرنسية فيليب كوربي، الذي قال: "نحن لا نتحدث هنا عن فرار السوريين من قصف النظام السوري المدعوم من بوتين، نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ حياتهم".

 

 

 


ودعت الجمعية غرف الأخبار في وسائل الإعلام إلى "تدريب المراسلين على الفروق الثقافية والسياسية للمناطق التي يقومون بإعداد التقارير عنها، وعدم الاعتماد على التحيزات الأمريكية أو الأوروبية، من أجل منع مثل هذا التحيز الواضح".

 

اقرأ أيضا: بولندا تستقبل لاجئي أوكرانيا.. وترفض العرب والأفارقة (شاهد)

واعتبر البيان أن المقارنات غير الدقيقة والمخادعة لا تؤدي إلا إلى تأجيج الصور النمطية وتضليل المشاهدين، وهي تؤدي في النهاية إلى إدامة الأزمات السياسية والإنسانية.