صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون يكشفون مكاسب سياسية من بيع "بيغاسوس"

خبراء قالوا إن الاحتلال يوظف تقنياته الأمنية لتطوير علاقاته السياسية- جيتي

ما زالت فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" تثير علامات استفهام حول استخداماته المخالفة للقانون، خاصة بعد نشر المزيد عن تشابكاته الإقليمية، واستغلاله من قبل حكومة الاحتلال لتعزيز نفوذها السياسي، لا سيما عقب الكشف عن تعميمه داخل دولة الاحتلال للتجسس وتعقب الصحفيين والمعارضين لرئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو.


وأثار ما كشفته "نيويورك تايمز" عن اتصال بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع نتنياهو لطلب إيصال هذه التقنية للمملكة مخاوف خبراء الأمن الإسرائيلي، لأن ذلك يعني تجاوز الأغراض الأمنية البحتة إلى إساءة استخدامه، فضلا عن إمكانية اتهام "إسرائيل" بالتواطؤ مع الأنظمة الدكتاتورية.


سيون خيلائي الكاتبة بصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكرت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "اتصال ابن سلمان مع نتنياهو لحيازة برنامج التجسس NSO أتى لتعزيز اتفاقات أبراهام التطبيعية، لكنه في الوقت ذاته قد يحمل إسرائيل مسؤولية جنائية في حال تم استخدام البرنامج من قبل عدد من الدول لأغراض خطيرة ومميتة، حتى أن داني ياتوم رئيس جهاز الموساد السابق، أكد أنه رغم أهمية العلاقات الإسرائيلية السعودية، فقد تطلب الأمر منا التأكد أن المملكة لن تسيء استخدام البرنامج لمطاردة الصحفيين والمعارضين لها، وكان بإمكاننا الطلب منها أن يتم استخدامه للاحتياجات الأمنية الحرجة فقط، كالحرب على الإرهاب".


وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية السابقة استخدمت وزارة الحرب التي تسيطر عليها للحصول على التراخيص اللازمة للبرنامج للمساعدة في تطوير علاقاتها الخارجية، وهو ما حصل على سبيل المثال مع بنما والمكسيك اللتين غيرتا تصويتهما ضد إسرائيل في الأمم المتحدة بعد منحهما ذات البرنامج، والنتيجة أن إسرائيل باتت تحوز على سمعة إلكترونية سيئة بسبب تعميمه، رغم أن عوزي رابي رئيس مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكد أن المشكلة تكمن في استخدامات البرنامج الضارة، وأولئك الذين يأخذونه للمناطق الخطرة".

 

اقرأ أيضا: NYT: ابن سلمان طالب نتنياهو تجديد رخصة "بيغاسوس".. والليكود يرد

ومن الواضح أن الاحتلال يوظف تقنياته الأمنية لتطوير علاقاته السياسية، وهذا أساس استراتيجي في اتصالاته الدبلوماسية، بزعم أن ذلك يوفر الهدوء الأمني داخل حدوده من خلال الحرب المشتركة على الأعداء، وتنمية علاقات الشراكة مع الحلفاء والأصدقاء، مع العلم أن معظم الشرق الأوسط تحكمه أنظمة غير ديمقراطية، وإسرائيل تعلم تماما أن عدم توفير الصيانة اللازمة للبرنامج التجسسي سيغدو دون فائدة بعد مرور فترة زمنية، والصيانة موجودة لديها فقط، مما يعني استمرار ارتباط تلك الأنظمة بها لأغراضها الداخلية بالدرجة الأولى.


في الوقت ذاته، زعمت الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن مستشاري ابن سلمان تحدثوا مع نظرائهم في جهاز الموساد ووزارة الحرب لطلب إجراء صيانة للبرنامج التجسسي المذكور، لأنهم لم يستطيعوا حل بعض مشاكله التقنية، الأمر الذي اضطر ابن سلمان للحديث بنفسه مع نتنياهو، وطلب تجديد ترخيص البرنامج، وحينها استخدم ابن سلمان رافعات ضغط كبيرة، حيث سمح للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي السعودي في طريقها للخليج العربي، دون المرور ببلد ثالث مثل مصر أو قبرص، مما جعل الرحلة المباشرة تستغرق من تل أبيب إلى أبو ظبي ثلاث ساعات فقط.


وتتحدث المعلومات الإسرائيلية عن أن نتنياهو قرر على الفور بعد إجراءات "حسن النية" القادمة من السعودية، الطلب من وزارة الحرب إصلاح مشكلة بيغاسوس على الفور، وإعادة تشغيله في المملكة، رغم عدم توقيع جميع المستندات بشكل صحيح، بعد أن أقرت لجنة أخلاقيات NSO أن السعودية لا تستطيع استخدام البرنامج بشكل صحيح ومقبول، خاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، الذي تم ربطه بتعقب الأمن السعودي لهاتفه الشخصي.


وتجدر الإشارة إلى أن برنامج التجسس المذكور يمكن زراعته على أجهزة أندرويد وآيفون، واسترداد الملفات منها، وتشغيل الكاميرا والميكروفون، والوصول لموقع الجهاز، وعرض جهات الاتصال، والتقويم، ومتابعة المراسلات، ونشاط تطبيقات المراسلة الأخرى على الشبكات الاجتماعية، وفي المحصلة فهو يساعد في تطوير العلاقات الخارجية لإسرائيل، خاصة مع الدول غير الديمقراطية، وفي الوقت ذاته تحتاج الأخيرة هذه البرامج التجسسية لتعقب معارضيها السياسيين في الداخل والخارج، وهنا يمكن لإسرائيل استغلال ذلك، وحصاد المكاسب الدبلوماسية عبر البوابة الاستخبارية.