أفكَار

ربيع حسن أحمد.. من قيادات إسلاميي السودان الأوائل

ربيع حسن أحمد.. سيرة واحد من قيادات العمل الإسلامي في السودان (فيسبوك)

على الرغم من أن الإسلاميين في السودان قد حكموا البلد نحو ثلاثة عقود كاملة، إلا أن تجربتهم كانت في أغلبها تعكس طبيعة المواجهة مع النظام الدولي، الذي تحفظ ولا يزال يتحفظ على إشراك الإسلام السياسي في الحكم.

أما الآن وقد انتهت تجربة الإسلاميين في السودان، فإن ذلك يسمح بإعادة قراءة التجربة وتأملها، وليس هنالك طريقة أكثر قربا من معرفة أسرار واتجاهات الحركة الإسلامية السودانية وأكثر صدقا من قراءة تجارب وأطروحات قياداتها.. وهذا ما فعله القيادي فيها الدكتور أمين حسن عمر، بسلسلة مقالات يسجل فيها سيرة قيادة الحركة الإسلامية في السودان، تنشرها "عربي21" بالتزامن مع نشرها على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في سياق تعميق النقاش ليس فقط حول تجارب الإسلاميين في الحكم، وإنما أيضا في البحث عن علاقة الدين بالدولة.


ربيع حسن أحمد.. النشأة والتكوين

ولد الأستاذ ربيع حسن أحمد مطلع أربعينيات القرن الماضي في حي دردق بمدينة وادمدني وتلقى دراسته متنقلا بين مدني وكسلا والأبيض وأم درمان، ذلك أن والده عمل موظفا بالسكة الحديد وكان يتنقل بين محطة وأخرى.  

تم قبوله في كلية الآداب في العام 1960 لينتقل في الثانية كما هو معتاد في نظام القبول إلى كلية القانون. وكان الأستاذ ربيع قد انضم للحركة الإسلامية في المرحلة الثانوية ثم كان من الكوادر القيادية في جامعة الخرطوم وعمل محررا لصحيفة الاتجاه الإسلامي (آخر لحظة) وترشح للاتحاد، حيث شغل مقعد نائب رئيس الاتحاد في دورة 1963 ـ 1964.. وكان رئيس الاتحاد بالإنابة في انتفاضة أكتوبر بعد اعتقال رئيس الاتحاد حافظ الشيخ الزاكي. 

واطلع ربيع حسن أحمد بالتعاون مع أساتذته في الكلية الدكتور حسن الترابي والدكتور حسن عمر بكل إجراءات تشييع الشهيد القرشي وشهد وشارك في كل أحداث الانتفاضة من موقع قيادة الاتحاد وشارك في تأسيس جبهة الهيئات التي حكمت البلاد لعدة أشهر. 

عمل ربيع عند تخرجه من الجامعة بالصحافة في صحيفة الصحافة التي كان يرأس تحريرها عبد الرحمن مختار لكنه غادر الصحافة بعد أشهر قليلة ليعمل في مجال القانون فالتحق بديوان النائب العام حتى انقلاب نميري في أيار (مايو) 1969 حين اعتقل مع قيادات جبهة الميثاق الإسلامي فأمضى في السجن حتى العام 1972 حين أطلق سراح جميع المعتقلين بمناسبة تولي نميري رئاسة الجمهورية. 

 

رئيسا لاتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا


بعد إطلاق سراحه عمل ربيع حسن أحمد في المحاماة من مكتب الأستاذ عمر عبد العاطي وبعد مدة ذهب إلى مهام خارجية وجرى استبقاؤه في لندن بعض الوقت ثم غادرها للتحضير للدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على درجة الماجستير في حقوق الإنسان وإبان ذلك عمل في اتحاد الطلاب المسلمين MSA.

وعمل رئيسا متفرغا للاتحاد لأكثر من دورة وقد اضطلع ربيع بأدوار سياسية مهمة في إطار عمل الجبهة الوطنية المعارضة لنظام نميري، وكان ضمن الوفد الذي قاده أحمد عبد الرحمن محمد للتفاوض مع نميري للمصالحة الوطنية وكانت الحركة الإسلامية قررت التعامل مباشرة مع النظام بعد تضعضع الجبهة بمصالحة الصادق المهدي ومعارضة الشريف حسين الهندي، وكان ذلك بعد أحداث 2 تموز (يوليو) 1976 بعد عام. 

وبعد المصالحة غادر ربيع الولايات المتحدة الأمريكية. وعاد في العام 1984 ليعمل في الإدارة القانونية لبنك فيصل الإسلامي ثم مديرا لشركة التأمين الإسلامي واندرج في قيادة العمل التنفيذي للحركة الإسلامية وكان عملا سريا آنذاك. 

ظل ربيع في موقعه في شركة التأمين الإسلامي وبعد قيام حكومة الإنقاذ عين سفيرا بالخارجية ومثل السودان في سفارة روما بإيطاليا وبعد عودته عمل في مجال الدراسات والبحوث وتولى رئاسة مركز دراسات المستقبل لعدة سنوات.