صحافة إسرائيلية

معارضون لبينيت يصفون حكومته بالخطر على "اليهودية"

حاخامات
رغم أن حكومة الاحتلال الحالية ذات صبغة يمينية، وتتبنى آراء لا تقل عدوانية تجاه الفلسطينيين عن الحكومة السابقة، لكنها بدأت تحظى بانتقادات قاسية من قبل التيار الديني، من خلال إطلاق شتى الأوصاف بحقها، واتهامها بأنها تسعى لفصل الدين عن الدولة، فضلا عن تخليها عن الشريعة اليهودية.

وظهرت أولى الاتهامات من هذا القبيل من خلال عريضة وقعها عدد من كبار الحاخامات اليهود قبل أيام، ممن اعتبروا أن حكومة نفتالي بينيت الحالية منحازة إلى جانب معسكري اليسار والوسط على حساب الأفكار اليمينية، سواء الدينية والقومية.

آخر هذه الاتهامات تمثلت في الكشف عن تسجيل لجلسة سرية مغلقة جمعت حركتي شاس ويهودوت هاتوراة الدينيتين التوراتيتين، حيث تحدث قادتهما الحاخامات أرييه درعي وموشيه غافني ويعقوب ليتسمان بقوة ضد الوزراء، وأعلنوا عن الشروع في تنظيم كفاح مشترك لإسقاط الحكومة الحالية، ليس من منطلقات سياسية، بل دينية بحتة.

ياكي آدمكار المراسل الحزبي لموقع ويللا الإخباري، نقل في تقرير ترجمته "عربي21" بعضا من وقائع تلك الجلسة السرية المغلقة، ومما جاء فيها أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية "أخطر من القنبلة النووية الإيرانية"، وناقش المجتمعون ما اعتبروه النضال المشترك ضد الإجراءات الحكومية في موضوع الدين والدولة، وأطلقوا تصريحات قاسية ضد أعضاء الحكومة ووزرائها".

وأضاف أنهم "واكبوا تطورات القضية الإيرانية، لكنهم يعتقدون أن خطوات الحكومة الإسرائيلية الحالية لتغيير الهوية اليهودية للبلاد أخطر من النووي الإيراني، في ظل الميول التي يظهرها الوزراء من توجه للفصل بين الدين والدولة، وهي مسائل تستدعي كفاحا وتحركات، لأن الحديث يدور عن أمور بعيدة المدى تخص مستقبل الدولة، وفي هذا الإطار وجه المجتمعون انتقادا لأعضاء الكنيست من الأحزاب الدينية الذين يتحدثون مع أعضاء الائتلاف الحكومي".

ومثلت الجلسة السرية المشار إليها الاحتجاج الثاني الذي يظهر أمام الحكومة الحالية، حتى أن رئيس حزب يهودوت هاتوراة، عضو الكنيست الحاخام موشيه غافني أحد قادة المدارس الدينية أعلن أن "حربا ثقافية تخوضها الصهيونية الدينية بكامل قوتها"، مما يستدعي قول أقسى الكلمات، والقيام بأصعب الأشياء، ولذلك نحن بحاجة للقتال بكل قوتنا، ونخلع القفازات، لأنها حرب بين الحياة اليهودية والموت".

وكان غافني اتهم الحكومة بإفساح المجال أمام المدارس العلمانية للعمل في إسرائيل، تدرس الأعياد الإسلامية والمسيحية، وتوقفت عن دراسة الكتاب المقدس التوراة، أو أي شيء يهودي، ولذلك تقدم العديد من أعضاء الكنيست من الأحزاب الدينية بمقترحات مختلفة لخوض النضال ضد الحكومة.

عضو الكنيست أوري ماكليف طالب من وصفها بالجماهير الدينية بأن تتحد في هذا النضال، باعتباره ليس صراعا صافيا للأرثوذكس المتطرفين، لكنه يتطلب حشد كل القوى الدينية اليهودية من أجل نضال شعبي واسع النطاق يرفع صرخة من وصفه بالشعب اليهودي في إسرائيل والشتات، ويقف ككتلة واحدة ضد الدمار الكبير الذي تمثله الحكومة الحالية.