قضايا وآراء

"فضيحة في الورشة"

1300x600
هذا ليس عنوان فيلم من الأفلام الساذجة التي تعج بها الساحة الفنية الآن، ولكنه عنوان مثير؛ بطله شاب يدعى شادي خلف متهم باغتصاب سبع فتيات داخل ورشه يمتلكها لإعداد الممثل. أكدت إحداهن أنها شربت مشروباً أدى إلى إنهاكها ثم غابت عن الوعي، والبقية معروفة بالطبع.

قُدّم الشاب شادي إلى الجنايات بتهمة هتك العرض، وقد أنكر كل التهم المنسوبة إليه. لكن بعيداً عن ملابسات الواقعة وصدق كافة الأطراف من عدمه، تثير هذه الواقعة عدة علامات استفهام تطرح نفسها، ألا وهي:

1- لماذا فجأة أثيرت هذه الواقعة تزامناً مع عودة المخرج الشهير من باريس؛ صاحب فضيحة أخرى شبيهه بما تسمى فضيحة شادي؟

2- ولماذا التركيز المريب دوما بين الفن والانحلال والتحرش؟

3- هل هناك مزيد من تصفية الحسابات؟ فوالد شادي، وهو نبيل خلف، الموظف بوزارة الداخلية، سُجن ثلاث سنوات وأُلزم برد مبلغ 62 مليونا و120 ألف جنيه؛ وعُزل من وظيفته جراء اتهامه بالاستيلاء على أموال وزارة الداخلية.

هل هذا استكمال عقابي في شخص ابنه؟

الملاحظ دائماً عن قصد أو غير قصد أن كل الشخصيات المدانة - وخاصة بقضايا الشرف - هي من المجتمع المدني، بل تكاد تكون من أعلامه، وأصبح المعظم مُدانا من أي فئه عمرية ومن أي شريحة مجتمعية، وبشكل خاص شريحة الفنانين ومن ينتمون إليهم.

4- لماذا أيضاً الربط بين العمل الخاص وتفسخه الأخلاقي، والتركيز على أهل الفن على وجه الخصوص؛ بالتهويل والمبالغات التي قد تصل إلى اختلاق الحادثة من الأصل؟

لا شك أن مثل هذه الأمور تعطي انطباعاً بالغ السوء عن المجتمع المدني المصري، وتساهم في تشويه رموزه وتفقد الثقة بالمجتمع الفني، وتسقط هيبة الاحترام التي حصل عليها من المجتمع ومن الناس.

ولا شك أيضاً، ونحن هنا لا نحبذ نظرية المؤامرة، أن هناك من يدير بالظلام مخططا لتدمير المجتمع المدني بكل أطيافه وفئاته.

ولكن لمصلحة من يتم التركيز أو التضخيم أو حتى اختلاق وقائع لم تحدث بالأصل؟

في فضيحة المخرج الشهير؛ كان قد سرب أحدهم فيديوهات شخصية له بهدف التشويه.

بالتأكيد نحن هنا لا نُقّيم مشروعية فعلته من عدمها، ولكن هل اتهام شادي مُستند إلى دلالات قطعية الثبوت؟

نرجو أن يتوقف مسلسل الخوض في أعراض الناس بقصد أم بكيد؛ حتى لا تتحول حياتنا إلى فضيحة فوق السطح وفضيحة في المكتب.. وفضيحة في النملية.. ودمتم.