صحافة إسرائيلية

جنرالان إسرائيليان: هذه أهم التحديات الأمنية لدولة الاحتلال

شرطة الاحتلال تعزز وجودها حول القدس أيام مسيرة الأعلام الاستفزازية في حزيران الماضي- (الأناضول)
قال جنرالان إسرائيليان إنه "حان الوقت لتقييم وتلخيص الأحداث والتحديات الرئيسية التي تواجه إسرائيل، ومن الجدير التركيز على المعضلات الرئيسية، واتباع حساب ذهني استشرافي، من حيث تعميق سياسة الأمن القومي الإسرائيلي حتى الآن، والاستعداد للتحديات الصعبة المقبلة، في ظل استمرار معاناة إسرائيل من وباء كورونا، وأزمة المناخ التي تفاقم تحديات الاقتصاد والمجتمع والسياسة". 

وأضاف عاموس يادلين وآساف أوريون في مقال مشترك على القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "التحدي الأمني الأول أمام إسرائيل يتمثل في الانسحاب الأمريكي المتواصل من الشرق الأوسط، وصولا إلى شرق آسيا والمحيطين الهندي والهادئ، بما قد يعتبره خصومها على أنه علامة على تراجع أمريكا، دون إغفال مواجهة تحديات ملحة أخرى، مثل وقف كورونا، والتهديدات الأمنية، واستمرار الجريمة المسلحة في المجتمع العربي، وهروب الأسرى من سجن جلبوع".

الكاتبان هما يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية ـ أمان، وأحد قادة سلاح الجو الإسرائيلي، وأوريون، الرئيس الأسبق لشعبة الشؤون الاستراتيجية في الجيش، وباحث بمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب.

وأشار الكاتبان إلى أن "الحكومة الإسرائيلية الجديدة تحاول "إعادة تنشيط" علاقاتها مع إدارة بايدن، وحل الخلافات معها بهدوء، والتوصل لتفاهمات حول القضايا الجوهرية، وإعادة العلاقات مع اليهود الأمريكيين والحزب الديمقراطي، مع تنشيط الحوار مع أوروبا، وفيما شكلت إعادة العلاقات مع الأردن أحد أهم التحديات الأمنية الخارجية، فلا تزال إيران تشكل التهديد الأكثر خطورة وتعقيدًا لإسرائيل، ويرجع ذلك في المقام الأول لسعيها لامتلاك أسلحة نووية، وهو تهديد ذو إمكانات وجودية".

وأكدا أن "إيران مستمرة بالتقدم نحو قدرة نووية، ما سيسمح لها مستقبلا باتخاذ قرار بشأن امتلاك أسلحة في وقت قصير، ويجب على إسرائيل تشجيع المجتمع الدولي لمنع طهران من السير في طريقها لحيازة القنبلة، عبر تعميق التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن الخيارات المشتركة والمستقلة للقيام بذلك، وكلها صعبة وخطيرة، بين استمرار السياسة الحالية، أو شن هجوم خطير، أو توقع إجراء أمريكي غير محتمل، أو الاعتماد على الردع الاستراتيجي في مواجهة الحقائق المروعة". 

وأوضحا أنه "في جميع الساحات الجغرافية يظهر البعد السيبراني، بالتزامن مع تكثيف حزب الله لترسانة الصواريخ الدقيقة على أساس الإنتاج الذاتي في لبنان، ما سيسمح لمجموعة واسعة من الأسلحة الدقيقة بضرب إسرائيل بشدة في وقت الحرب، رغم رد الجيش الدفاعي والهجومي، وهكذا، فإن معضلة العمل الوقائي ضد قدرات إنتاج الصواريخ الدقيقة ستزداد حدة، ولو على حساب الحرب المحتملة".
 
وأكدا أنه "في الوقت ذاته، فقد استُخدمت طائرات بدون طيار ضد إسرائيل من العراق وغزة، ولدى حزب الله العديد من هذه الطائرات الهجومية، فيما تعتبر النيران الدقيقة تهديدًا استراتيجيًا خطيرًا لإسرائيل، مع وجود قدرة إنتاج صواريخ دقيقة في لبنان، والقدرة على الإطلاق من سوريا أيضًا، رغم أن العمل الإسرائيلي المضاد للبنان قد يؤدي إلى نشوب حرب".

وأضافا أنه "يجب أن تستعد الحكومة الإسرائيلية بالفعل لاحتمال شن حرب على الجبهة اللبنانية، أو حتى في الساحة الشمالية، ومعرفة أهدافها والإنجاز المطلوب من الجيش، وفي الوقت ذاته تجنب الوقوع في هذه الحرب عن طريق الخطأ، كما في حالات مماثلة في الماضي، ففي غزة، وبسبب خطأ في التقدير، وسوء تقدير نوايا الطرف الآخر وهي حماس، تورطت إسرائيل في الحرب الأخيرة".

وأكدا أن "تحدي الزجاجات الحارقة، وأعمال العنف على السياج مع غزة، بما فيها إطلاق النار المميت، والصواريخ، للضغط على إسرائيل للامتثال لمطالب حماس وشروطها، وكل ذلك يقدم أمام إسرائيل مزيجا من التحديات الخارجية والداخلية للجريمة، وانعدام الحوكمة، ومخاطر الأمن القومي".

وأضافا أنه "سيُطلب من إسرائيل البحث المستمر عن التوازن التكتيكي بين الردع الكافي والتصعيد والاستقرار الاقتصادي، لكنها في نهاية المطاف توجد معضلة استراتيجية كبرى تواجه إسرائيل في ما يتعلق بقطاع غزة، فهل يجب أن تستمر بمحاولة الحفاظ على استقرار أمني مؤقت بمرور الوقت على حساب تقوية حماس كحركة راديكالية، والمجازفة بسيطرتها على النظام الفلسطيني ككل، وهذا السؤال سيتفاقم في حالة حدوث مزيد من التصعيد في غزة".

وأشارا إلى أنه "عندما سيُطلب من الحكومة تحديد الإنجازات الضرورية للجيش، وتوجيهه في إدارة الحملة، من ردع حماس، من خلال التقويض الشديد لقدراتها العسكرية، فإنها نفس المعضلات التي يواجهها المستوى السياسي في إسرائيل منذ 2007، لكن القرارات التالية يجب أن تستند للدروس المستفادة حتى الآن، والظروف التي تغيرت، بما في ذلك العلاقات متعددة المجالات، والاستعداد للقيود السياسية على إسرائيل". 

وأوضحا أنه "في الضفة الغربية، ستواجه إسرائيل مجددا احتمالية وقوع حوادث أمنية في ظل تعزيز مكانة حماس، وتراجع منظومة محمود عباس، وسلطة فلسطينية ضعيفة تعاني من ضعف الشرعية، وتعتبر من جهة منافسا سياسيا مريرا لإسرائيل، ومن جهة أخرى شريكا أمنيا لها، ولذلك فإنه يجب على الحكومة الإسرائيلية العمل على تأمين مستقبل إسرائيل كدولة يهودية، وأن تحافظ على الخيارات الاستراتيجية، وتعزز شروط استقرارها، ومنع الانزلاق الخطير لواقع دولة ثنائية القومية". 

وأشارا إلى أن "إسرائيل مطالبة بإيجاد نقطة توازن جديدة وأكثر صحة بين حليفها الاستراتيجي وشريكها الاقتصادي المهم وهي الولايات المتحدة، وتعزيز شراكة ابتكار تكنولوجي معها، وإجراء حوار تجاري معها، وفي الوقت ذاته الحفاظ على علاقات اقتصادية آمنة مع الصين".

وأكدا أنه "في ظل تحول الوزن الأمريكي من الشرق الأوسط إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبعد انضمام إسرائيل إلى مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، فسيُطلب منها رسم مساحة عمل منسقة أو حتى مشتركة مع القوات الأمريكية في المنطقة، ومع شركاء آخرين". 

https://www.mako.co.il/news-columns/2021_q3/Article-a8988e25257eb71027.htm?sCh=5fdf43ad8df07110&pId=173113834&partner=lobby