صحافة دولية

نيوزويك: أنس حقاني يكشف خطة طالبان لحكم أفغانستان

حقاني: "أعلنت الإمارة الإسلامية عن استعدادها لبناء علاقات طبيعية مع كل الدول"- نيوزويك

كشف مسؤول في حركة طالبان عن خطة حركته لحكم أفغانستان.

 

وقالت مجلة "نيوزويك" إن أنس حقاني وهو أصغر مسؤول في الحركة، ونجل جلال حقاني، وشقيق سراج الدين حقاني، نائب زعيم طالبان تحدث عن أهم معالم المرحلة القادمة للإمارة الإسلامية في أفغانستان وهي تأمين البلاد والحصول على اعتراف العالم.  


وقالت المجلة إن حقاني أشرك المجلة خطة حركته بما في ذلك تأمين وادي بنجشير الذي أعلنت الحركة يوم الاثنين عن سيطرتها الكاملة عليه بشكل كامل.

 

وقال حقاني، إن الإمارة الإسلامية في أفغانستان، وجدت نفسها بعد 20 عاما من القتال، مسؤولة عن إدارة البلاد. 


ومن بين الأمور التي ستعرضها الحكومة الجديدة من أجل الحصول على دعم السكان هو توفير مناخ آمن نسبيا غير الذي تعودوا عليه سنوات الاضطرابات.

 

وأخبر حقاني المجلة بأن "الأمان في الإسلام يحتل مرتبة عظيمة" وأن "من أهم مهام الإمارة الإسلامية هو توفير الأمن والاستقرار لكل مواطنيها وتوفير الأمن لكل الأهداف الأساسية للإمارة الإسلامية".

 

وأضاف: "عندما أعلن عن تأسيس حركة طالبان قبل ربع قرن من الزمان، كان أهم أهدافها هو توفير الأمن للمواطنين ولممتلكاتهم وشرفهم وحياتهم".

 

وقال إن "توفير الأمن هو واحد من الإنجازات التاريخية للإمارة الإسلامية في الأماكن التي خضعت لسيطرتها أثناء الاحتلال". لكنه اعترف بأن المهمة صعبة. 


وعلق قائلا: "الإمارة الإسلامية واعية للتحديات الضخمة التي تواجهها في مجال الأمن"، و"لكن بقدرة الله وتجربتها في هذا المجال والقدرات المتوفرة لها وتعاون الشعب الأفغاني معها فستتجاوز كل العقبات وما ستواجه من مصاعب في هذا المجال". 


ويوجد في أفغانستان طيف من حركات المجاهدين والجماعات المتشددة التي شارك بعضها في مواجهة الاتحاد السوفييتي الذي احتل البلاد، إلى جانب الحركات الجهادية التي ظهرت فيما بعد مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان، وهو التنظيم الذي نفذ تفجيرا أثناء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في الأسابيع الأخيرة.

 

ولكن حقاني أكد أن أي حركة تعرض الأمة للخطر فسيتم التعامل معها بطريقة مناسبة وقال: "لن تتسامح الإمارة الإسلامية مع أي طرف يخرق أمن واستقرار البلد".

 

وتابع: "لدينا بقدرة الله الخبرة والتجربة التي نستطيع استخدامها وكل القدرات والوسائل التي اكتسبناها من المحتلين والنظام في كابول".

 

ولكن التحدي الأكبر الذي يواجه حكم طالبان في أفغانستان نابع ليس من الجهاديين. وهو عدو معروف لديها ويتكون من مجموعات من المقاتلين الذين يرفعون علم المقاومة في وادي بنجشير الذي ظل خارج سيطرتها عندما حكمت البلاد في التسعينيات من القرن الماضي. وأطلقت الحركة على اسمها جبهة المقاومة الوطنية بقيادة أمر الله صالح، نائب الرئيس الهارب، أشرف غني، إلى جانب أحمد مسعود نجل العسكري المعروف أحمد شاه مسعود الذي اغتالته القاعدة قبل هجمات 9/11 بيومين.

 

وكان حقاني يتحدث قبل سيطرة حركته على الوادي، حيث قال إن السيطرة على المقاومة هي مسألة وقت من خلال الدبلوماسية أو القوة كما حدث في بقية مناطق أفغانستان الأخرى حيث اجتاحت الحركة البلاد في أقل من أسبوعين نظرا لعدم وجود مقاومة تذكر لها.

 

وقال حقاني: "نجحت الإمارة الإسلامية بتوسيع سيطرتها وتأثيرها على أفغانستان بقدرة الله، ولا يوجد إلا جيب واحد في بنجشير" الذي تحاصره قوات الإمارة الإسلامية التي تريد حل الأزمة بطريقة سلمية.

 

وأضاف: "مع أن الإمارة الإسلامية تفضل حلا سلميا وتجنب سفك الدماء وطي صفحة الماضي وأعلنت عن عفو في هذا السياق"، فإنها "لن تقبل بأي ظرف بقاء منطقة خارج سيطرتها داخل أفغانستان".

 

وأشارت المجلة إلى تصريحات من المقاومة وطالبان عبر فيها كل طرف عن ثقته في حسم المعركة لصالحه، لكن التقارير حتى يوم الأحد كانت تشير إلى تقدم طالبان، رغم رفض صالح ومسعود لها.

 

وحاولت المقاومة دعوة القوى الدولية إلى دعمها إلا أن القوى الحريصة على أن تكون لها حصة في البلاد أعادت تركيز أولوياتها باتجاه التعامل مع طالبان التي أصبحت القوة الفعلية في البلاد.

 

ورغم اعتراف كل الدول في العالم بما فيها الولايات المتحدة بهذا الواقع إلا أن أيا منها لم يمنحها بعد اعترافا دبلوماسيا.

 

وفي المرة الأخيرة التي حكمت فيها طالبان أفغانستان لم تحظ إلا باعتراف ثلاث دول: الإمارات العربية المتحدة وباكستان والسعودية، فيما دعمت بقية الدول الأخرى مثل الهند وطاجيكستان وإيران وأوزبكستان التحالف الشمالي المعارض. واليوم بات عدد من الدول التي دعمت هذا التحالف في وضع مختلف، فهي تحاول الاتصال مع حركة طالبان التي تحاول تخفيف المخاوف من عدم سماحها لجماعات مثل القاعدة بالعمل من داخل أراضيها وكذا التأكيد على احترامها لحقوق الإنسان وبخاصة النساء والأقليات الأخرى.

 

ولعل الشريك الأكثر اهتماما هو الصين الراغبة برؤية الحركة ملتزمة بوعودها لوقف الإرهاب الدولي. وقال حقاني: "أعلنت الإمارة الإسلامية عن استعدادها لبناء علاقات طبيعية مع كل الدول تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين". 


ويعتقد حقاني أن الاستراتيجية نجحت "لقد حصلنا على رسائل من عدة دول إيجابية بالإمارة من الدول القريبة والبعيدة" و"نحن نقدر هذه الرسائل وسنتصرف بناء عليها".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)